من تاريخنا في المتن الشمالي

ما نشرته جريدة «صدى النهضة» في عددها 48 الصادر بتاريخ 16 نيسان 1946 يُضيئُ على جانبٍ من تاريخِ حِزبُنا، ننشره لفائدة الاطلاع.

« أقامت مديرية الحزب القومي في بيت مري، حفلة خطابية في قاعة ناديها 1 ، دعت إليها أعضاء المديريات القريبة، كبرمانا وعين سعادة، وعدداً كبيراً جداً من وجهاء وأهالي هذه القُرى- بعد ظهر الأحد في 14 نيسان. وفي الوقت المحدد اجتمع حشد ضخم من الحضور، ملأ القاعة والغُرف المطلّة عليها، وظل عدد كبير من القوميين واقفين عند مدخل النادي لضيق قاعته وغرفه على سعتها عن استيعابهم. افتتحت الحفلة بالنشيد الوطني، ثُمَّ ألقى مدير المديرية السيد سجيع رشيد 2 كلمة ترحيبية راقية شكر فيها الحضور على مناصرتهم وتأييدهم لقضية الحزب. ثم تلت ذلك محاورة زجلية لطيفة، من نظم المدير، وتمثيل الرفيقين شكيب نجار 3 ويوسف روحانا 4 :

والمحاورة تمثل الصراع بين الفئة المستسلمة اللاهية من المواطنين، والفئة الواعية الناصفة.

ثم انشد الاستاذ يوسف تاج 5 زجلية جديدة كان لها أطيب الوقع على نفوس الحضور، وتلاه الدكتور جوزيف حايك 6 ، مُنفذ عام المتن، بخطاب باسم المنفذية استعرض فيه موقف الحزب من الكيان اللبناني ومن اتهامات اعدائه. ثم انشدت الآنسة ناديا يقظان أُغنية بصوت عذب ثم جاء دور الخطاب الأساسي في الحفلة، يُلقيه الاستاذ فايز صايغ عميد الإذاعة والثقافة في الحزب، فأخذ يرتجل خطابه، الذي استغرق ما يقرب من الثلاثة أرباع الساعة، مُنتقلاً من مبدأ من مبادئ الحزب إلى مبدأ آخر، وناقلاً معه الحضور من تـأييد مبدأ إلى تأييد مبدأ آخر.

إلى أن جاء إلى الطائفية، فميّز بين اللاطائفية واللادينية، وبين عداء الحزب للطائفية واحترامه للدين، وأظهر أن الدين الصحيح، كالقومية الصحيحة، لا يقرّ بالطائفية وبالعداء الطائفي.

ثم انتقل من الطائفية إلى تدخل رجال الدين في شؤون الدولة وقال ان هذا التدخل ليس ضاراً وحسب بمصلحة الدولة، بل انه يسئ أيضاً إلى حقيقة الدين ومهمات رجال الدين الصحيحة.

وبعد تحليل طويل لهذه الاعتبارات، ختم خطابه بالإشارة إلى موقف بعض الفئات، العدائي من الحزب وأوصى القوميين بأن لا يتخذوا من هذا الموقف العدائي، إلّا موقف الترفع والمسامحة عملاً بمبادئهم الصحيحة وأهدافهم التعاونية ورسائلهم الاصلاحية.

وتلاه الاستاذ جبران جريج، عميد المالية، بكلمة قصيرة عن معين القوة في الحزب، ألا وهو حيوية الشعب التي يستمد منها الحزب قوته ومثابرته.

وقبل اختتام الاجتماع وقف الاستاذ اسكندر حريق 7 ، وارتجل كلمة تُبيّن فيها شكره وتأييده للحزب، قائلاً أن هذا أول اجتماع حزبي يحضره، لكنه لم يستطع كبت عاطفته نحو هذه النهضة الفتية، ثم أطال في الإشادة بفضائل الحزب وقيمة رسالته، فكانت كلمته، الصادرة عن رجل محايد، خير خاتمة لهذا الاجتماع..

هوامش:

1 و 2 و 3 قاعة النادي: لا معلومات لدينا عن وجود نادي في بيت مري. وطالما كنا رغبنا من الرفيق يوسف روحانا أن يكتب مروياتهِ ومسيرته، فرحل دون تحقيق هذه الأمنية، نأمل من أي رفيق يملك معلومات عن نادي بيت مري أو عن الرفيقين سجيع رشيد، و أو شكيب نجار، أن يَكتُب إلينا.

4 يوسف روحانا: من الرفقاء الذين نشطوا وتولوا مسؤوليات في التنظيم الذي يرأسه الرفيق د. علي حيدر. شاعر ومناضل ترك ديواناً شعرياً، إنما لا أعلم اذا كان تمكّنَ من تدوين مُذكراتهِ.

5 يوسف تاج: للاطلاع أكثر مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

6 جوزيف الحايك: هو الدكتور يوسف الحايك. أشار إليه الأمين مسعد حجل في مذكراته: «لم أبدل . ولن» إنما دون إيراد تعريف عنه، نقترح على حضرة الأمين مسعد حجل أن يكتب لنا ما يعرف لجهة سيرة ومسيرة الرفيق الدكتور يوسف الحايك.

7 اسكندر حريق: من «ضهور الشوير» تميّز علماً ومناقب، واشتهر انه اول مسيحي يدرس في النجف. والد الصديقين منصور ود. سامي حريق. للاطلاع على النبذة المعممة عنه مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى