عون عرض الأوضاع المالية مع بعثة البنك الدولي ورئيس جمعية المصارف كومار جاه: ندعم إصلاحات عون والحكومة

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد بعثة مجموعة «البنك الدولي» برئاسة المدير الإقليمي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساروج كومار جاه، بحضور رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

وأكد كومار جاه بعد الاجتماع، أن «البنك الدولي هو شريك ثابت للبنان منذ زمن طويل، وبرامجنا الحالية تركّز على أمور ثلاثة: أولاً تحقيق الاستقرار في مجال المشاريع الفردية الصغيرة في البلاد، ثانياً إيجاد فرص عمل جديدة، وثالثاً جعل لبنان مركزاً جاذباً للاستثمارات من الداخل والخارج، ما يجعل اقتصاده تنافسياً».

واضاف: «ناقشنا في الاجتماع مجموعة من المواضيع، ومنها إصلاح قطاع الكهرباء الذي يشكل أولوية للحكومة، حيث قدّم البنك الدولي دعماً لها في هذا المجال. كما ناقشنا الحاجة الى ضرورة تسريع العمل على مكننة الحكومة، وتحسين التنافسية في مجال التكنولوجيا بالنسبة إلى لبنان، لأن الجيل اللبناني الجديد يتمتع بإمكانات ومواهب كبيرة، يمكن تعزيزها لجعل لبنان بلداً جاذباً للشركات الخارجية وتنشئ مراكز إقليمية لها هنا، وبإمكانه حتى تصدير الخدمات التكنولوجية الى الخارج».

أضاف: «أطلعنا الرئيس عون على المشاريع التي نعمل عليها في لبنان، ومنها ما يتعلّق بقطاع النقل في بيروت، وتحسين الطرق على مدى نحو 800 كلم، والمشاريع المائية، إضافة إلى مشاريع أخرى باتت قيد العمل وتبلغ قيمتها الإجمالية حوالى ملياري دولار، ويتمّ تسريع وتيرة العمل فيها لتأمين فرص عمل أكبر على مستوى الوطن كله. وأكدت باسم مجموعة البنك الدولي، دعمنا القوي جداً لرئيس الجمهورية وللحكومة على ما يقومان به، وبالأخص في وقت تحضر الحكومة برنامجاً جديداً من أجل التعامل مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان».

بدوره تحدّث كنعان عن «تقارب كبير في الاولويات بين نظرة الحكومة ونظرة البنك الدولي، خصوصاً في ملف الكهرباء الذي يخضع لمتابعة جدية ويومية لتنفيذ خطة الوزارة، وأيضاً في موضوع الحكومة الإلكترونية ومكننة الإدارة اللبنانية، وهذا أمر مهم جداً للبنان، خصوصاً على صعيد القطاع العام».

أضاف: «الأولويات اللبنانية التي تكلّمنا عنها اليوم، والتي ستطرح الأسبوع المقبل على طاولة الحوار، هي محور اهتمام دولي ومحلي، وأن الثقة المطلوبة من خلال المبادرات التي يقوم بها فخامة الرئيس بدأت تسلك طريقها إلى إقرار أكبر بجدية لبنان في الولوج إلى إصلاحات مالية واقتصادية، تُخرجنا من الأزمة الحالية».

وتطرّق كنعان الى موضوع المصارف الذي أثير اليوم، فقال: «يمكنني التأكيد بما أملك من معلومات، أن القطاع المصرفي في لبنان قويّ جداً وقادر على مواجهة كل التحديات، وكل الاستحقاقات المقبلة».

وقال: «هناك اهتمام كبير يبديه البنك الدولي، وإن أولوياته هي جزء أساسي من أولوياتنا التي ضمّنها رئيس الجمهورية في ورقته الاقتصادية، وستكون لها انعكاسات كثيرة على المواطن اللبناني، منها على سبيل المثال انعكاسات على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج الى دعم. وهذا موضع بحث مع البنك الدولي».

ولفت كنعان إلى أن «البنك الدولي أبدى استعداداً كاملاً لمساعدة لبنان في المجالات كافة، سواء أكان على الصعيد التقني أم المالي، ولمسنا منه دعماً مريحاً جداً».

وكان عون التقى رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، وعرض معه الواقع المالي والاقتصادي في البلاد، وأوضاع المصارف اللبنانية في ضوء القرار الأميركي الذي طاول مصرف «جمال ترست بنك».

وقال صفير بعد اللقاء: «نقلت إلى فخامة الرئيس ملاحظات ووجهات نظر الهيئات الاقتصادية حول الأفكار المطروحة في مجال الإصلاحات الاقتصادية، وضرورة الا تكون مركزة فقط على مجالات محددة دون مجالات اخرى».

أضاف: «أطلعني فخامة الرئيس على الأفكار التي ستتم مناقشتها في اجتماع يوم الاثنين، ونحن سوف ندرسها ونضع ملاحظاتنا ووجهة نظرنا. كما تطرقنا ايضاً الى موضوع مصرف «جمال ترست بنك» والقرار الأميركي بفرض عقوبات بحقه. إن الجمعية تعكف على دراسة هذا الموضوع، ولكن ما يهمني تأكيده هو أن كل مصالح المودعين وحقوقهم محفوظة، ونعمل مع مصرف لبنان على استدراك الخطوات المقبلة في هذا الصدد. ولقد تلقينا تأكيداً من الجانب الاميركي حول عدم وجود مصارف لبنانية أخرى موضوعة على جدول العقوبات، خصوصاً أن كل المصارف اللبنانية ملتزمة، وبإشراف من مصرف لبنان، بالأنظمة والقوانين المرعية، وأؤكد أن لا صحة لكل الشائعات حول وجود عقوبات أميركية على مصارف لبنانية أخرى، وقد وجدت لدى فخامة الرئيس كل متابعة واهتمام، ونحن نثق بحكمته».

واستقبل عون المعتمد البطريركي للروم الأرثوذكس في روسيا المطران نيفون صيقلي، الذي نقل إليه تحيات بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى