قنديل: الشخصية السورية نواة للشخصية الإنسانية… والجيش السوري هو الجيش الذي لا يُقهر

أقامت مديرية الثقافة بحماة ندوة وطنية تحت عنوان الشخصية السورية الوطنية – البنية الجديدة وفي يومها الختامي، وبحضور محمد أشرف باشوري أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور محمد عبدالله الحزوري محافظ حماة وعدد من مديري الدوائر ورؤساء المنظمات الشعبية وجمهور مهتم بالشأن الثقافي، تحدث الكاتب والباحث الأستاذ ناصر قنديل عن محور الشخصية السورية بين الانتماء القومي والوطني . وقدّم الندوة مدير الثقافة في محافظة حماة الأستاذ سامي طه.

وعرض قنديل ملامح تشكل الشخصية السورية الوطنية البنية الجديدة، حيث رأى في تشكلها نواة للشخصية الإنسانية في أرقى حضور إنساني. وأكد قنديل أن «العنوان المختار لهذه الندوة الشخصية السورية الوطنية البنية الجديدة يحوي تحدياً للتوازن بين الوطني والقومي، لأن مواكبة النقاشات التي تجري داخل المجتمع السوري يوحي بالحاجة لهذا التوازن. وهذا دليل على جدية السوريين باستخلاص تجارب الحرب وما ادخلته من متغيرات ومن حاجة لتغييرات في طرق التفكير».

الحرب متعددة الأوجه

وأشار قنديل إلى أن «الحروب الكبرى عبر التاريخ تعتبر كبرى، لأنها غيرت طريقة التفكير في العالم فلم تعد كما كانت قبله»، منوّهاً إلى أنّ «الحرب التي لا تغير طريقتنا بالتفكير، هي ليست حرباً كبرى إذا لم ينعكس نتاجها بتغيير في طريق التفكير»، وأضاف: «إن الحرب التي عرفتها سورية وهي حرب متعددة الأوجه لكونها ليست حرباً فقط على سورية وليست فقط حرب حول سورية وموقع سورية ومكانتها وليست فقط حرب مع سورية، لأن سورية ليست مفعولاً به هي أيضاً فاعل في هذه الحرب. وبالتالي هذه الحرب التي عرفتها سورية واحدة من الحروب الكبرى التاريخية بحجم ما أدخلته من تغيير في طريقة تفكير العالم».

حرب المفاهيم

وشدّد قنديل على ضرورة قراءة الواقع السوري بمفهومه الجديد قائلاً: «يجب أن نقرأ الواقع السوري، ونقرأ الشخصية الوطنية السورية بمفهوم بنية جديدة»، متابعاً بالقول: «قبل الحرب على سورية أطلق الرئيس بشار الأسد معادلة استراتيجية اسمها البحار الخمسة . وكانت هذه المعادلة تتضمن مقاربة جديدة لمفهوم الجغرافية السياسية، وتحديد مضمون جديد لمفهوم الإقليم». منوهاً إلى أنّ «هذا المفهوم يعرف بأنه عدة دول يتشكل منها إقليم عندما تنتهي حدود اليابسة بحواجز طبيعية تشكل الأقاليم، لذلك تشكل شيء اسمه شرق أوسط وكان يسميه الغرب بالقياس للنسبة الجغرافية بأننا نحن شرقه الأوسط بالنسبة له»، مضيفاً أن «ما جاء به الرئيس بشار الأسد هو تغيير مفهوم الإقليم فمع تطور وسائل الاتصال وتناقل الموجات البشرية وثورة المعلوماتية لم يعد هذا التعريف قادراً على احتواء الحركة الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية في الجغرافية وبالتالي الإقليم بالمفهوم الجديد هو الواقع بين مجموعة بحار فحدّد البحر الأسود ـ البحر المتوسط ـ البحر الأحمر ـ بحر العرب، وبحر قزوين وبهذا باتت روسيا وإيران جزءاً من إقليمنا وهذا ما يفرقه عن الشرق الأوسط».

وأشار قنديل إلى أنّ «واحدة من صفات الحرب على سورية كانت حرباً حول مفهوم شرق أوسط ام بحار خمسة» موضحاً «الامر يتوقف على التالي شرق أوسط إذا كانت إيران وروسيا دول عالمية تتدخل في أزمة منطقة، وبحار خمسة إذا تحولت إيران وروسيا إلى قوى إقليمية شريكة مباشرة في هذه الحرب وجاءت الحرب في سورية وعلى سورية لتحسم مقولة البحار الخمسة على حساب الشرق الاوسط».

وأضاف: «روسيا لم تصبح أقوى من أميركا في العالم إنما روسيا أقوى من أميركا هنا، لأنها جزء من هذا الإقليم ومعادلة أمن روسيا من أمن دمشق ولدتها هذه الحرب»، وبالتالي «إيران لا تستطيع التصرف على أساس هي دولة مثلها مثل بريطانيا تجاه ما يجري في سورية وبمفهوم البحار الخمسة إيران جزء من إقليم واحد هي وسورية والخليج أيضاً جزء من هذا الإقليم»، وأشار إلى أن «حرب اليمن في جزء كبير منها هي حرب احتياطية بنتيجة الخسارة في سورية»، معتبراً هذا «مصداق أن هذا هو المفهوم الجديد للإقليم، فإذاً هي حرب كبرى وبالتالي هي حرب عظمى سيستفيد منها العالم باستخراج دروس ومفاهيم جديدة والسوريون لن يستفيدوا منها إذا لم تتغير طريقة تفكيرهم».

مصادر الشخصية

وعن التغيير قال قنديل: «لا يجب ان نخشى التغيير. هناك فرق بين التغيير الرجعي والتغيير التقدمي، الرجعي الذي يحاول إعادتنا للوراء لمكان اكثر تخلفا واكثر تراجعا مما نحن فيه ولكن التغيير هو سنة في الحياة هو سنة التاريخ. بالتالي بهذا المعنى ان نقول بنية جديدة للشخصية الوطنية السورية صحيح. وبامكاننا القول شخصية جديدة مسموح وليس هناك ما يعيب الأمر بالمعنى العلمي وبالمعنى الأخلاقي وبالمعنى السياسي».

وعن الشخصية الوطنية، قال بالمعنى النظري «حين نقول شخصية وطنية بشكل عام قديمها وجديدها وتتشكل هذه الشخصية وبنيتها من ثلاثة مصادر، مصدر هو الهوية، ومصدر ثانٍ هو قواعد السلوك، ومصدر ثالث هو الانفعالات في المشاعر ما نسمّيه انفعالات عاطفية لأن وحدة المشاعر وتفرق المشاعر هما من العناصر الحاسمة في تشكل الشخصية الوطنية».

وأوضح أنه «حين تكون مشاعر موحدة حول رموز معينة فهي تعبير عن انتماء إلى متحد اجتماعي وسياسي واحد وحين نقارب الوضع في سورية ونقول ماذا تغير في هذه العناصر الثلاثة نبدأ بالهوية والتي هي الأعقد والاصعب»، مشيراً إلى وجود فرق كبير بين الهوية ووعينا للهوية، إذ ممكن أن لا نعي هويتنا على حقيقتها وهذا لا يلغي وجودها على الإطلاق، وبمفهوم الهوية يدخل هنا تعريف الأمة، ودائماً الانتساب الى هوية معينة يترافق مع تعريف معتقدي لمفهوم الأمة».

الهوية.. الأهداف

وقال قنديل: «الهويات تتكامل ولا تتناقض والنقاش مفتعل بين الهويات. وكل هوية يحسها بعض منا هي بعض من هوياتنا بالمطلق ويستطيع الإنسان ان يكون سورياً وعربياً».

واستذكر قنديل كتابه «حزب الله فلسفة القوة» الذي هو محاولة لاستقراء ما الذي غيّرته تجربة المقاومة في علم السياسة ويحاول الإجابة عن أسئلة من بينها «ما الذي غيّرته المقاومة من مفاهيم من بين هذه المفاهيم؟». وقال: «حين جاء حزب الله وقال يمكن تحرير جزء من الارض التي تحتلها اسرائيل عنوة ودون قيد او شرط ودون تفاوض وبالتالي كيف؟»، مفسراً السبب لانه «قلب هرم السياسة الذي كان واقفاً على رأسه فجاء حزب الله وأجلسه على قاعدته فارتاح، في الوقت الذي كنا نقول بلا استثناء، الهوية اولاً وبالتالي كانت الأحزاب تنطلق من مبدأ هوية واحدة وأهداف متعددة والانقسام والاتفاق او التفاهم على أساس الهوية».

وتابع قنديل: «ما جاء به حزب الله قال هدف واحد وهويات متعددة، قال الهدف الاشتباك مع اسرائيل والهويات كلها موجودة فينا سواء كانت أمة عربية وإسلامية وسورية وهويات أخرى مادون وطنية القبائلية العشائرية المذهبية هي هويات حقيقية».

هويات كامنة وهوية مهيمنة

وفي سياق الحديث عن الهوية، قال قنديل: «نعود لإبن خلدون الذي يقول هناك هويات كامنة وهوية مهيمنة. الحاسم والمهم هو الهوية المهيمنة أية هوية نريد لها ان تكون مهيمنة. هنا يصبح للنقاش معنى».

وتابع «من تاريخ نشوء هذا الكيان الجديد الذي اسمه سورية بحدودها التي نعرفها اليوم إلى اللحظة مرت عقود وفي هذه العقود ترسخت تقاليد وقيم ومشتركات وثقافات جعلت من المجتمع المشترك من المتحد الاجتماعي المتفاعل داخل هذه الحدود كياناً وطنياً له خصوصيته. وهذا حقيقي وليس مخترعاً، وبالتالي صحيح من عمل الحدود هو اتفاقية سايكس بيكو وصحيح انه عقائدياً لا شيء اسمه الأمة السورية بحدود الدولة السورية، ولكن ايضاً بالمقابل ليس صحيحاً انه لازلنا نحن كما كنا قبل سايكس بيكو فقد نشأت خصائص لدولة عراقية ونشأت خصائص لدولة سورية وخصائص لدولة لبنانية ويجب أن تحترم ويجب ان يحافظ عليها».

وأشار قنديل إلى أن «قيمة الحرب في سورية والكثير تأثر بمفهوم مشاريع وليس بمفهوم هويات التي هي مفهوم الهويات الكامنة كما تحدث عنها ابن خلدون، فالعصبيات عندما تتحول الى هويات هذا تأثير لا يغير حقيقة أن الغالب الأعم من السوريين وعى دولته الوطنية في هذه الازمة».

رموز ذات قيمة

ونوّه إلى أنه «قبل الحرب بسنوات كانت رموز الدولة اما في موضع استسهال او استهتار، حتى العلم لم يكن له القيمة ذاتها عند السوريين، والجندي السوري ايضاً كان قبل يقال ابهذا الجيش نحن سنقاتل اسرائيل ونواجه أميركا، انا اقول اليوم في العالم كله هناك جيش واحد لا يُقهر هو الجيش السوري».

حرب «إسرائيل»..

وتساءل قنديل من الذي خسر مشروعه في سورية؟ مضيفاً «ان هذه الحرب اذا كانت تخدم أحداً مثلما كتب باتريك بوكانن عن الحرب الأميركية على العراق في مقال بعنوان حرب مَن؟ في مجلة ذاكونسرفتف عشية غزو العراق وهي كحرب سورية»، مقتبساً من المقال «الشيء الأكيد كل الذين جمعوا لها انها حرب دولة، وحرب حزب، وحرب زعيم، لكنها حرب دولة غير أميركا، وحرب حزب غير الحزب الجمهوري، وحرب زعيم غير جورج بوش، انها حرب دولة اسمها اسرائيل وحرب حزب اسمه الليكود وحرب زعيم اسمه ارئيل شارون».

وتابع قنديل «وهذا يفسر لماذا بعد تحرير لبنان وسقوط المهابة الاسرائيلية بات الأمر يحتاج كما قال ريتشارد بيرل يجب ان نأتي الآن نحن الى الميدان لنرد الاعتبار لقوة اسرائيل ومكانتها ومهابتها، ولكننا لا نستطيع ان نأتي إلا اذا جرحنا لن نشفى من عقدة فيتنام الا ببيرل هاربر أخرى »، مضيفاً «في حرب تموز 2006 وقفت كوندليزا رايس في ساحة السراي الحكومي اللبناني وأمامها فؤاد السنيورة لتقول هذه الحرب ستولد الشرق الاوسط الجديد».

بالتالي «هذه الحرب فشلت ما هو البديل، البديل هو القلعة جرّبوا رأس الحربة وتغيير المنطقة من العراق وأفغانستان لم يبقَ امامهم سوى القلعة سورية الدخول في حرب مباشرة مع سورية سيؤدي الى دمار اسرائيل يجب الالتفاف على القلعة بحصان طروادة». أضاف قنديل.

اذاً «هذه الحرب غيّرت معادلات المنطقة غيرت في وعينا لهويتنا. نعم، لكن هنا لم تستطع اخذ الشرائح الاصلية من المجتمع السوري، فعندما تتعرض الهوية المهيمنة لحرب شاملة تستنهض الهويات الكامنة. وهذا أمر طبيعي لا خوف منه وعندما تسترد الهوية المهيمنة تسترد شعورها بالقوة وتمنح الجماعات المنضوية في قلبها الشعور بالأمان تبدأ هذه الهويات الكامنة لتعود كامنة ولا نعتبرها من الامراض التي وفدت الينا من الحرب ونضع خططاً لعلاجها».

مشروع الدولة.. الشرعية الدولية

وأكد قنديل أن «الخطة الوحيدة لعلاجها هي تزخيم مشروع الدولة فقط، وكلما كبر بعيون الناس مشروع الدولة شعروا بأنه حاضر بانه آت بانه مستقبل سورية، فالهويات الكامنة لا تخيف، قواعد السلوك لا تخيف، المشاعر الانفعالية لا تخيف، والعاطفية بعدها الاساسي إيجابي وليس سلبياً، ولذلك اذا تغير فيها شيء تغير للاحسن كالتعلق بالجيش والتعلق بالعلم، حتى العلاقة بالرئيس لم تعد علاقة الخوف والرهبة والاحترام بل صارت الحب والعشق الفرح والشعور بالتمثل وعلاقة روحية بين كل سوري والرئيس وبين الرئيس وكل سوري».

وأشار إلى أن «تجربة سورية قالت إن الرئيس بشار الاسد افتتح عهداً جديداً في الحروب اصبح في هذا العهد للتوقيع دور في صناعة موازين القوى، إذ في اول سنة من الازمة، كان صمود سورية واقفاً على هذا الرجل لا الحزب ولا الدولة كانا بجهوزية لهذه الحرب. وكان الرئيس هو حجر الرحى كشخص في إدارة صمود سورية بقوة سورية الشرعية الدستورية بقوة إيمانه بمعنى هذه الشرعية بمكانتها الجديدة التي لم تكن موجودة في العالم قبل حروب سورية. وهي إحدى الحقائق التي علمتنا اياها الحرب والتي تتعلمها الآن شعوب في العالم».

التكامل بين الهويات..

وأضاف: «دعونا نذهب لمفهوم التكامل بين الهويات. هنا اقول الدولة الوطنية ليست هوية بالمعنى المعتقدي لا تحتاج شيئاً يعرف عنها أما الهوية فهي مفهوم الامة ولا مشكلة ان يكون الواحد مؤمناً بالهوية السورية بالمفهوم القومي الاجتماعي مفهوم انطون سعاده سورية الطبيعية، نعم. هناك خصائص ومشتركات بين دول سورية الطبيعية أكثر مما بينها وبين سائر العرب وهذا لا يلغي أن بينها وبين سائر العرب ايضاً مشتركات. وهذا لا يلغي ان بين العرب وبين سائر الشعوب الإسلامية مشتركات».

وتابع: «نحن امة سورية عربية إسلامية وبالتالي وحدة سورية اي وحدة كيانات سورية هي خطوة باتجاه توحيد الإرادة العربية ولو بغير صيغة الوحدة التقليدية مثلما تحدث الرئيس الاسد في 2005 على الحاجة لتطوير مفهوم القومية العربية». الحديث اليوم عن «وحدة كاملة شاملة ممكن على طريقة الاتحاد الاوروبي وممكن فيدرالية لمجموعة متحدات مثلما تخيلها انطون سعاده انما نتقاتل على مفهوم الأمة وبلادنا غير قادرين على حمايتها من التقسيم ونتقاتل على طبيعة الهوية».

ووجه قنديل دعوة للنقاش على «طبيعة الأهداف»، وبالتالي «نستوعب الهويات المتعددة».

الشخصية السورية نواة الانسانية..

أما ماهية البنية الجديدة للشخصية الوطنية السورية فأكد أنها «عنوان الشخصية الإنسانية المقبلة»، مستشهداً حين جاء البابا بولس يوحنا الثاني على دمشق سنة 2000 وما قاله مخاطباً الشعب السوري «نحن الآن في العالم نناقش الحوار بين الأديان وكيف نفكر بهذا الحوار نتخيل المؤتمرات نتخيل موائد وطاولات، لكنني هنا عندما جئت اليكم ايها السوريون رأيت أنكم انتم من يدير هذا الحوار بين الديانات لأنكم مع اشراقة كل شمس عندما تخرجون الى الحقل معاً من كل الديانات وعندما تذهبون الى المعامل معاً وعندما تجلسون على مقاعد الدراسة معا إنما تجرون أعظم حوار بين الديانات، لأنه حوار الحياة وليس حوار الطاولات».

وبالتالي «سورية لديها بوليصة تأمين ضد كل فكر تخريبي انعزالي انطوائي، لأن الشخصية السورية هي خميرة الإنسانية العالمية التي هي شخصية إلهية تقبل على الآخر بفرح. كما أن الديمقراطية الاصلية هي الاعتراف بالآخر، وبالتالي نعم نحن ديمقراطيون اكثر، وهذا ما أقصد قوله إن البنية الجديدة للشخصية الوطنية السورية هي البنية التأسيسية للشخصية الإنسانية العالمية الجديدة».

مفاهيم جديدة ولدتها الحرب..

واعتبر قنديل أن هذه الحرب «اخرجت مفاهيم جديدة كمفهوم الدولة الوطنية، مفهوم السيادة اولاً، وأسست مفهوم جديد في السياسة هو نموذج الحلف العالمي الجديد الذي ولد من سورية حلف روسيا وسورية وإيران ما تفسيره ولا يجمعهم دين ولا عقيدة وحدة ولا تشابه في البنى العقائدية يجمعهم. وما قاله بوتين نحن نقاتل من أجل ان ينتصر مفهوم الدولة الوطنية المستقلة في العالم لانه عندما ينتصر هذا المفهوم ستسقط الهيمنة الاميركية وعندما تسقط الهيمنة الاميركية ستكون روسيا دولة عظمى مهابة الجانب شريكة في القرار الدولي على كل الأصعدة، وليست روسيا وحدها قادرة على الفوز بهذه الحرب. ولهذا وجد تحالف الدول المستقلة، والدول المستقلة تكون مستقلة عنا أيضا، بل يجب ان نقبل كيف تعبر هذه الدولة الوطنية المستقلة عن ذاتها واحترم خيارها بالصورة التي تختارها. وهذا اصل الحلف وحتى ينجح يجب أن يحترم استقلال الشركاء في الحلف. والحقيقة هي أن سورية من اسست لهذا المفهوم تحت عنوان السيادة السورية التي التقى حولها الحلفاء».

وأكد أن «البنية الجديدة للشخصية الوطنية هي نواة الشخصية الانسانية كما كانت عبر التاريخ والمحطات الحضارية».

وختم قنديل ببانوراما سياسية حول الأوضاع في المنطقة في عرض سياسي فكري أفاض خلاله الباحث ناصر قنديل في تفاصيل الأزمة التي تعيش حيثياتها شعوب المنطقة. كما استعرض الباحث قنديل مكامن قوة الشعب السوري وقراره الصامد وكيف تمكن بمساعدة الأصدقاء روسيا وإيران والمقاومة اللبنانية من دحر المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة.

وأتبع اللقاء الفكري حوار ونقاش عميق بين الحضور الذي ملأ قاعة المحاضرات.

ثم قدمت مديرية الثقافة في ختامه لقنديل درعاً تكريمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى