كيان الاحتلال مرتبك وليس نتنياهو فقط
ـ تظهر الوقائع المتلاحقة حول استطلاعات الرأي المرافقة للتحضير للانتخابات لكنيست كيان الاحتلال مشهداً يدلّ على التمزّق السياسي الذي لم يعرفه الكيان منذ تأسيسه، فسقف ما ستحصل عليه كلّ من الكتلتين الكبيرتين يعادل ربع الكنيست وسقف ما سيجمعه كلّ منهما من تحالفات سيبقى دون تشكيل أغلبية كافية لتشكيل حكومة.
ـ هذا التشظي يدلّ على أنّ الليكود ومنافسه الأبرز تحالف أزرق أبيض لا يملكان أجوبة قوية مقنعة لخيار يجنّب الكيان مأزق الاستنزاف الناجم عن تآكل قدرة الدرع والعجز عن خياري حرب مستحيلة وتسوية لا شريك فيها إلا بشروط يقبلها فريق فلسطيني وازن،ّ وهو ما يبدو أكبر من قدرة كل الطاقم السياسي في كيان الاحتلال.
ـ ما أظهرته عملية أفيفيم يقول إنّ المجتمع والجيش في الكيان يتسامحان للمرة الأولى مع دعوات الانهزام واللجوء للأكاذيب في خلق الذرائع للتهرّب من المواجهة وإلا لكان ما جرى في ظروف مختلفة كافياً لترحيل بنيامين نتنياهو من كرسي الحكم، وهذا ما يفسّر صمت منافسيه عن تدفيعه ثمن الهروب من المواجهة واتهامه بالتهوّر لجلب التصعيد بلا مبرّر.
ـ لم يعد مهماً من يحصل على أصوات أعلى في الانتخابات، وليس مقبولاً اعتبار رحيل نتنياهو مكسباً أو مطلباً ولا في المقابل بقاءه بشأن ذي قيمة فكلّ الكيان مرتبك، وإنْ بقي نتنياهو فهو مردوع بما يكفي وفقاً لمعادلة أفيفيم ، وإنْ رحل فالذي سيخلفه لا يملك ما يتيح له تغطية الضعف والعجز بالعلاقات العامة والرصيد التاريخي، وإنٍ ساد الفراغ ولم تتشكل حكومة جديدة وهذا وارد سيكون التعبير الأدق عن حال الكيان.
ـ مقاطعة الانتخابات موقف مبدئي للفلسطينيين ولا يبرّر المشاركة بتكريس شرعية الكيان وقد صار دولة يهودية أيّ حساب سياسي مهما زيّنته ذرائع الرغبة بالكرسي.
التعليق السياسي