الانتخابات البرلمانية في مولدافيا… نحو أوروبا أم روسيا؟
أدلى الناخبون في مولدافيا بأصواتهم أمس في الانتخابات البرلمانية التي ستحدد مستقبل البلاد، وشارك فيها 19 حزباً وكتلة واحدة وأربعة مرشحين مستقلين.
وستنعكس نتائج هذه الانتخابات التي يتسابق فيها المرشحون على 101 مقعد لمدة أربعة أعوام على الاختيار بين التكامل مع الاتحاد الأوروبي أو التكامل مع الاتحاد الجمركي القائم بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان.
ومنح المواطنون 14 ساعة لتحديد موقفهم من خلال التصويت في 1971 مركزاً انتخابياً، تقدمهم منذ الصباح الباكر رئيس البلاد نيكولاي تيموفتي، الذي قال: «لقد صوتت من أجل أن نعيش في سلم واتفاق وننفذ كل أحلامنا. ويجب على المواطنين إيجاد الوقت والقدوم إلى المراكز الانتخابية لأن ذلك سينعكس على المستقبل، ومن غير الممكن السماح لآخرين بتقرير مصير مولدافيا. وعلى البرلمان الجديد اتخاذ قوانين تخدم البلاد والشعب».
وحملت هذه الحملة الانتخابية لقب «الأقذر» خلال تاريخ مولدافيا، إذ طرد حزب «الحزب» الموالي لروسيا بتهمة الحصول على تمويل خارجي غير مصرّح.
وبالنتيجة، وصل إلى يوم الانتخابات من المؤيدين النافذين لانضمام مولدافيا إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا وبيلاروس وكازاخستان، الاشتراكيون بقيادة إيغور دودون فقط الذي رفع نسبة تصنيفه بشكلٍ كبير من 2 في المئة بداية الحملة حتى 10 في المئة.
وقال دودون بهذا الصدد: «أعتقد أن نتيجة هذا التصويت ستصبح مفاجئة غير سارة، كما للائتلاف الحاكم، كذلك لشركائنا المحتملين من اليساريين، الذين انتقدونا كثيراً. لذلك دعونا نذهب جميعنا إلى الانتخابات، فلا يجب الخوف من أحد ويجب التصويت من أجل مستقبل مولدافيا وازدهارها إلى جانب روسيا».
عدا عن ذلك، لم تستطع مفوضية الانتخابات المركزية عد الأصوات بسبب عطل فني في نظام العد الإلكتروني منذ الساعات الأولى. بينما نفدت الأوراق الانتخابية في الساعات الأولى داخل المراكز الانتخابية في روسيا حيث تم فتح خمسة منها فقط لنصف مليون مواطن مولدافي على أقل تقدير يقطنون في روسيا، ما تسبب بتدافع أمامها.
إضافة إلى ذلك، أعرب المراقبون عن قلقهم من عادة جديدة تشهدها هذه الانتخابات ألا وهي غياب استطلاعات الرأي عند مداخل مراكز الاقتراع، وهو ما شرحته مفوضية الانتخابات مؤكدة أن أحداً من مراكز البحوث والاستطلاع لم يعرب عن رغبته بإجراء استطلاعات عند خروج المصوتين، وعدم تلقيها أي طلب بذلك.
وأظهرت الاستطلاعات أن الرأي العام في واحدة من أصغر وأفقر الدول في أوروبا منقسم على نفسه بعمق بشأن ما إذا كانت تلتزم الطريق المؤيدة لأوروبا الذي ينتهجه ائتلاف حاكم يمثل يمين الوسط أو تغيير الطريق والانضمام للتكتل الاقتصادي الذي تقوده روسيا.
بعد التوقيع على اتفاق سياسي وتجاري بعيد المدى مع الاتحاد الأوروبي والتصديق عليه وتمتع مواطني مولدافيا في الوقت الحالي بالسفر من دون تأشيرة لأوروبا الغربية، يقول معلقون إنه يصعب تخيل حصول أية قيادة جديدة على دعم شعبي في حالة تحولها بشكلٍ كامل عن هذا النهج والاتجاه نحو موسكو.