بشّور: لبنان نموذج في مواجهة العدو والمشروع الاستعماري تراجع على مستوى العالم
أكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، منسق عام تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشّور «أن لبنان استطاع، وهو البلد الصغير بحجمه ومساحته، أن يصمد في وجه الكيان الصهيوني بكل جبروته ودعم الغرب له، لأنه اعتمد على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وعلى تكامل الفعل المقاوم ووحدة الموقف الرسمي والشعبي بوجه العدوان، وهذا ما يشكل نموذجاً ينبغي الاقتداء به في كل الأقطار العربية التي آن الآوان لحكامهاأن يتحرّروا من عقدة الارتهان لواشنطن، وعقدة الخوف من الكيان الصهيوني، كما من ثقافة الهزيمة المعششة في بعض العقول والنفوس التي لا تولّد إلا اليأس والإحباط وكلاهما احتياطي استراتيجي لأعداء أمتنا ومعرقلي نهوضها .
كلام بشّور جاء خلال استقباله في دار الندوة المشاركين في الدورة 28 لـ مخيم الشباب القومي العربي المنعقدة في دار الحنان ، بحضور ممثلي المنتدى القومي العربي ، الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، تجمّع اللجان والروابط الشعبية وهيئات ثقافية واجتماعية.
وقال كيف يمكن لنا أن نكون وحدويّين على مستوى الأمة ثم نكون انقساميين وتقسيميين وتفتيتيين على مستوى الأقطار والتيارات والأحزاب، فقوّة أعدائنا لم تكن يوماً بالإمكانات الكبرى التي يمتلكون بل بحالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها الأمة، والقبة الفولاذية الحقيقية التي تحمي العدو هي تردّي النظام الرسمي العربي وغرقه في حمى الانقسامات والتخاذل والتفريط والتطبيع .
أضاف أما هزائم العدو المتتالية في لبنان، سواء كان العدو صهيونياً أو استعمارياً أو إرهابياً، فهي ناجمة عن نجاح لبنان في إغلاق ثغرات الانقسام بين مكوّناته، فها هو الموقف الرسمي اللبناني موحد ضدّ العدوان، صهيونياً كان أم إرهابياً وهو أمر لم يكن متوفراً في عقود سابقة. أما العامل الآخر فيعود لوجود مقاومة لبنانية مستفيدة من كلّ تجارب الماضي، ومتفاعلة مع جيشنا الوطني ومع شرائح واسعة من مجتمعنا .
وأكد تراجع المشروع الاستعماري الصهيوني، ليس في فلسطين ولبنان وسورية والعراق وإيران فحسب، بل على مستوى العالم بأسره وعلى مستوى الداخل الأميركي والإسرائيلي ذاته .
ورأى في الحراكات الشعبية المستمرة تعبيراً عن إرادة الشعوب التي لا يمكن ان تستكين، داعياً إلى تحصين هذه الحراكات من كلّ محاولات الاختراق، سواء من جهات أجنبية أو بعض الأنظمة العربية .
وحيّا ما جرى في الجزائر والسودان، متمنياً لو أنّ الوثيقة الدستورية في السودان التي استبشرنا بصدورها بعد حوار طويل قد تضمّنت إشارة واضحة إلى أنّ اللغة العربية هي اللغة الرسمية في السودان، كما كان الأمر في كلّ الدساتير السابقة .
كما تمنّى أن تطلق السلطات الجزائرية سراح المجاهد العروبي الكبير سي لخضر بورقعة ، مؤكداً أنّ دفاعنا عن لخضر بورقعة لا يعني تبنينا لكلّ تصريحاته، فهو كمناضل جزائري له رأيه الخاص، ولكننا لا نعتقد أنّ سجنه أكثر من سبعين يوماً هو أمر مشروع ومبرّر .
واعتبر أنّ المؤتمر القومي العربي هو إطار للحوار ليس بين أعضائه ومكوناته فحسب، بل هو ساع للحوار داخل كلّ قطر، وهذا يفسّر المبادرات العديدة التي أطلقها المؤتمر في أكثر من بلد تعصف به الفتن والمحن. فـ داعش و النصرة ليسا تنظيمين فقط، بل عقلية متفشية في الكثير من التيارات والأحزاب والأفكار التي تقوم على نهج الإقصاء والإلقاء وعدم القبول بالاختلاف في الرأي والرؤية .
واختتم المخيم أمس في دار الحنان في البقاع.