خوف الأطفال من الغرباء يبقى طبيعياً لعمر عام ونصف

يبكي معظم الأطفال عند غياب أمهاتهم ورؤية الغرباء ما يثير خوف الأم من أن يكون تعلّق طفلها بها وخوفه مرضياً، فيما يؤكد الخبراء أن قلق الانفصال طبيعي حتى سن العام والنصف.

استشاري في الطب النفسي الدكتور تيسير حسون يوضح لسانا الصحية أنه وحسب الإحصائيات 70 بالمئة من الأطفال يظهرون تعلقاً آمناً بالأم أو من يرعاهم، بينما 30 بالمئة يكون تعلقهم غير آمن أي تعلق قلق أو مشوّش أو تجنّبي.

ويعني التعلق الآمن عندما يستاء الطفل من غياب أمه إلا أنه يعود للتواصل معها واللعب بشكل طبيعي بعد عودتها، فيما لا يبدي الصغير في التعلق التجنّبي استياء عند مغادرة أو عودة الأم، أما في التعلق القلق فيصبح الطفل غاضباً ومتوتراً عند عودة الأم للمنزل ويمتنع عن استئناف اللعب بينما يقوم في النوع المشوّش بسلوكيات متناقضة.

ويقول الاستشاري إن قلق الغرباء والانفصال طبيعي لدى الطفل من عمر ستة أشهر حتى العام والنصف، وكذلك التعلّق بمن يقدّم له الرعاية، موضحاً أن السنة الأولى لعمر الطفل هي سنة تأسيس الثقة بالعالم، أما السنة الثانية فيبدأ فيها تعلم الاستقلالية ويجب أن يعرف خلالها أن غياب الأشياء لا يعني فقدانها.

ويلفت حسون إلى ضرورة شعور الطفل باهتمام مقدّم الرعاية وهو في الغالب الأم التي تهمل أحياناً الاحتضان والتواصل واللعب مع صغيرها لحساب ما تعتبره أولوية كنومه وإطعامه، منبّهاً إلى أن عدم التواصل يمكن أن يصيب الطفل بالاكتئاب في الأشهر الأولى لعمره.

ويوصي حسون باحتضان الطفل حتى في حالة الإرضاع الصناعي محذّراً من أن فشل الصغير بالتواصل مع أمه أو مربيه يؤثر عليه مدى الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى