بغداد تجدّد الدعوة لعودة سورية إلى الجامعة العربية
جدّد وزير الخارجية العراقي، علي محمد الحكيم، دعوة بلاده إلى إعادة عضوية سورية في جامعة الدول العربية، كاشفاً الإجراءات التي يجب على الحكومة السورية اتخاذها للعودة إلى المنظمة.
وأكد الحكيم، في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال ترؤسه الجلسة الأولى للمجلس الوزاري في الجامعة، أن موقف العراق من القضايا العربية هو «اعتماد مبدأ الحوار بين أبناء البلد الواحد، ودعم الجهود الدولية والإقليمية التي تهدف الى تحقيق السلام والاستقرار والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول العربية، وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم»، مشيراً إلى ضرورة «استعادة سورية لعضويتها في جامعة الدول العربية».
ولاحقا قال الحكيم، خلال مؤتمر صحافي عقده مع الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط: «التحفظ بسيط، ونتوقع من الحكومة السورية أن تعلن عن بعض الإجراءات للشعب السوري، ونعتقد أن الإخوة المتحفظين عليها ينتظرون هذه الإجراءات».
وقال إن «تلك الإجراءات تتعلق بعودة النازحين إلى ديارهم، وإعفاء المطلوبين للخدمة العسكرية، وإجراءات بسيطة أخرى، تشمل ما يسمّى باللجنة الدستورية».
وشدّد على أن العراق لم يكن موافقاً على تعليق عضوية سورية منذ البداية، مشيراً إلى أنها ليست فقط دولة مؤسسة للجامعة العربية بل هي «محور من محاور العالم العربي وقوة أساسية فيه».
وتابع الحكيم: «نؤمن بوحدة سورية ووحدة أراضيها وخروج جميع القوات الأجنبية من سورية وأن يحكم السوريون أنفسهم».
وسبق أن دعا سفير العراق لدى الجامعة العربية، أحمد نايف الدليمي، لإعادة عضوية سورية في المنظمة، مطالباً السوريين بتجاوز الخلافات وخوض الحوار لإحلال الأمن والاستقرار ببلادهم.
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية العراقي، رفض بلاده وجود القوات التركية على أراضي العراق، وذكر أن بغداد تتواصل مع أنقرة حول هذا الموضوع وأن «الإخوة الأتراك» يدركون حساسية الأمر.
وقال الحكيم، إن العراق يرفض الوجود العسكري التركي على أراضيه، ويعمل على إنهائه بشتى الوسائل. وأضاف أن بلاده أبدت استعدادها للتعاون مع تركيا أمنياً وبالطرق التي يتم الاتفاق عليها بين البلدين.
ولاحقا، أوضح الحكيم، ردا على سؤال حول آخر المستجدات في مجال التشاور مع الجانب التركي بشأن خروج قواته من الأراضي العراقية، خلال مؤتمر صحافي في مقر جامعة الدول العربية: «في الواقع نحن على اتصال دائم، على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والمخابرات في هذا المجال، والإخوة الأتراك يعرفون حساسية المنطقة وأهميتها».
وتابع الحكيم: «نحن أيضاً نعرف خطورة منظمة حزب العمال الكردستاني ومواقفها، ولدينا أيضاً جهد عراقي مثمر في هذا الجانب مع الأتراك».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده حاربت الإرهاب «نيابة عن الجميع» وتمكنت من هزيمته، لكنه ما زال موجوداً على حدود العراق مع سورية، مضيفاً: «سنعاون إخوتنا السوريين على ضبط المجموعات الإرهابية هناك».
وتنفذ تركيا على الأراضي العراقية عمليات عسكرية برية وجوية مستمرة تقول إنها تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة إرهابياً.
وفي 27 مايو الماضي، أطلقت القوات التركية عملية «المخلب» العسكرية بمنطقة هاكورك شمالي العراق، بهدف القضاء بشكل كامل على «خطر الإرهاب الذي يهدد البلاد»، وسط معارضة شديدة من قبل السلطات العراقية.