الجزائر: خروج آلاف المتظاهرين في أول احتجاج منذ إعلان موعد الانتخابات
شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة بوسط الجزائر العاصمة أمس، في أول اختبار مهم لحركة الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر بعد أن حددت الحكومة موعد إجراء الانتخابات في كانون الأول.
ونظّم المحتجون المسيرة على الرغم من اعتقال السلطات لعدد من النشطاء البارزين في المعارضة على مدى الأسبوع المنصرم وعلى الرغم من إصدار قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح يوم الأربعاء أمراً لقوات الأمن بإيقاف واحتجاز أي حافلات أو عربات تستخدم في نقل محتجين إلى العاصمة.
وردّد المحتجون هتافات ترفض إجراء الانتخابات في ظل استمرار النخبة الحاكمة الحالية والذين يصفونهم بالعصابة.
وعبّر المحتجون عن غضبهم من قرار الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح الذي أعلن يوم الأحد أن انتخابات الرئاسة ستُجرى يوم 12 كانون الأول.
وحلقت طائرات هليكوبتر فوق منطقة الاحتجاج.
ومنذ أن أجبرت الاحتجاجات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على التنحّي في نيسان تركّزت الأزمة بين المتظاهرين والسلطات على موعد إجراء الانتخابات الجديدة.
ويدفع قايد صالح لإجراء التصويت منذ أشهر باعتباره المخرج الوحيد من أزمة دستورية بسبب تنحّي بوتفليقة وبسبب تأجيل انتخابات كانت مقرّرة في يوليو تموز. ورفض المحتجون الخطوة وقالوا إن الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة ما دامت السلطة في يد الحرس القديم.
وطالب بعض المحتجين يوم الجمعة برحيل قايد صالح وبأن يكون الحكم مدنياً وليس عسكرياً. وقالت متظاهرة شاركت في المسيرة «لن نوقف المسيرات. إنها فرصة فريدة لتغيير هذا النظام الفاسد».
وتنتهج السلطات منذ أشهر أسلوباً يجمع بين زيادة الضغط على المتظاهرين واعتقال شخصيات من النخبة الحاكمة باتهامات فساد في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاج.
ومع الدعوة لإجراء الانتخابات لا يبدو أن هناك تغيراً يذكر في ذلك النهج إذ اعتقلت السلطات ثلاثة نشطاء بارزين على مدى الأسبوع المنصرم إضافة إلى اعتقال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان الحزب الحاكم في البلاد، أول أمس.