«مملكة نساء الملح»… ملحمة حوائيّة ورصيد إضافيّ للأدب النسويّ اللبنانيّ!
طلال مرتضى
في مغامرة إبداعية جديدة أشي بأنها شائقة تأخذ صفحاتها نحو مرامي الأسئلة المباحة من خلال البحث عن خيوط نهائية تروي ظمأ غروره القرائي وعنيت بالشائقة بعد ملامستي لكينونة حبرها الأول ذات رواية سالفة غربة الذكريات والتي فردت من خلالها كل أوراق قلبها بيد عابر حبر قد تلتبس عليه مقامات الحبر الذي يقوم بفاعلية موضوعه أو تيمته، حدث الرواية ذاتها التي تاه مدلول عنوانها العالي عن حراك الحدث الذي توسّل قصة حب على الورق ضاعت تفاصيلها وتبدّدت على أرصفة الغربة التي ألهمت الراوئية بحدث تالٍ..
والمفارقة هنا كما وصفتها بالمغامرة التي ابتدعتها اللبنانية جمال الجمال ـ حين ذهبت ـ هذه المرة إلى مدى وفضاء أوسع، قد يتوه أيضاً الكاتب العادي في تداعياته كمجازفة قد تسقطه شرّ سقوط، لكنها وكما تركتُ في توقيعي على الغلاف لم تجعلني أندم على تلك الفعلة التي قلما أقوم بها حين سلّمتني كل المفاتيح لمرويّتها بقفلة محكمة قد لا يستهويها قارئ عادي والتي ظننت للوهلة الأولى بأنها أي الكاتبة فقدتها خيوطها وتاهت سواء الحبر.
«جمال الجمال» حبر لبناني لم يتوسّل الحضور، بل ومن خلال عملها الجديد «مملكة نساء الملح» تركت بصمة تمثلها، موقن تماماً بأنها ستسجّل، كسابقة في الأدب النسويّ اللبنانيّ على الأقل إذ لم تنادد بها فيما هو أوسع فضاء..
أرفق طيّاً الشهادة التي قدّمتها على غلاف «مملكة نساء الملح» الجديدة:
«ثمّة توجس قرائي يتلمسه قارئ جمال الجمال في مطالع القراءة الأولى وأعني بهذا «القارئ العليم»، حيث سيتلمّس بأنها وعلى دفعة واحدة رمت بين يديه كل خطوط الرواية لتسعى مثل حية، تفك بعطشها أبواب حيوات متتالية راضحة لسطوة الواقع الأثيم..
همست بي، تاهت دوال الرواية على غير دراية، لكن دأبي للوصول إلى الخاتمة وضعني أمام منعطف مهم يكسر مقولة، المكتوب يُقرأ من عنوانه وهو ما أثبتته جمال حين التفّت حول مقولتها لتجدل كل الخيوط المتفلتة معاً في بوتقة واحدة تشكّلت منها قفلة العمل الأدبي وبجدارة متناهية تحسب لها».
«مملكة نساء الملح» ملحمة حواء الأزليّة مع آدمها المفترض، جدليّة حياة مستمرّة بفعل صيرورة الاشتغال على فكرة الحلم وقت تبلد الواقع والتي قد تذهب بإشاراتها المخبوءة عليّ أو عليك ولربّما عليها.
كاتب عربي/ فيينا