صالح: لم أعرف الليل من النهار ولا أين أمضيت أيامي الخمسة…!
وصل الصحافي محمد صالح، بعد ظهر أمس إلى مطار بيروت الدولي، آتياً من اليونان على متن طائرة تابعة لشركة «ميدل إيست»، وذلك بعد الإفراج عنه من قبل السلطات اليونانية التي كانت قد اعتقلته منذ أسبوع على إحدى الجزر اليونانية بسبب تشابه في الأسماء مع أحد المطلوبين من قبل السلطات الألمانية.
وأقيم لصالح استقبال حاشد في صالون الشرف في المطار، وكان في استقباله ممثل مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم الرائد بهاء طعمة، نائب نقيب المحررين نافذ قوّاص، وفد من بلدية حارة صيدا برئاسة نائب رئيس البلدية حسن صالح، مستشار نقابة المحررين في الجنوب أحمد المغربي، إضافة إلى أفراد عائلته وزملائه وفاعليات من مدينة صيدا.
وكان لقوّاص كلمة قال فيها باسم نقيب المحررين الأستاذ جوزيف القصيفي الموجود في زيارة عمل في أوستراليا، وباسم مجلس النقابة وأعضائه، نرحب بعودة الزميل محمد صالح الذي أوقف خطأ في اليونان بسبب تشابه في الأسماء، علماً أنّ نقابة المحررين كانت أوّل من بادرت إلى إجراء الاتصالات الواسعة، والتي قادها النقيب القصيفي مع المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم مشكوراً، الذي كان أيضاً تابع قضية الزميل محمد صالح .
أضاف إنّ نقابة المحررين تشكر بشكل خاص الدولة اللبنانية ووزراة الخارجية وجميع الصحافيين في لبنان وتحديداً الزملاء في صيدا والجنوب على ما بذلوه من جهد جبار واتصالات لإطلاق سراح الزميل محمد صالح الذي هو من الإعلاميين الذين عملوا في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، وهذا بشهادة نقابة المحررين. نرحب مجدّداً بزميلنا محمد ونتمنى له التوفيق .
أما الصحافي صالح، فقد أعرب في كلمة له عن سعادته لعودته إلى لبنان لأنني كنت في مكان لا أعرف أين سأصبح وأين ستصبح كلّ قطعة من جسدي .
وقال ما اتهمت به لا تقوى عليه الجبال ولا يقدر على تحمّله أيّ بشري، لقد وجهت إليّ اتهامات منها القتل في بلد لم أزره في حياتي وباتهامات لا علم ولا شأني لي بها. فأنا صحافي عملت لمدة أربعين عاماً في جريدة السفير وجميع المسؤولين في الجريدة يعرفون أني لم أتغيّب يوماً عن عملي، وقد اتهمت بارتكابي أفعالاً لا علم لي بها أثناء عملي. أنا الآن رجل متقاعد وأرادت زوجتي قضاء فرصة».
ورداً على سؤال عما إذا كان سيقوم بالادّعاء على السلطات اليونانية، قال صالح لست أنا من يقرّر في هذا الموضوع، فهذا يعود إلى صاحب أورينت كوين مرعي أبو مرعي الذي تضرّر بشكل ما. أما بالنسبة لي فسأتشاور مع المحامي حسن شمس الدين .
أضاف لم أوقع على أيّ تعهّد بأنني لن أطالب بأيّ حق. والسلطات اليونانية اعتذرت مني، ولكن على ماذا اعتذروا، على الأيام التي لم أكن أعرف أين أمضيتها وفي أيّ مكان وتحت أيّ ظروف. فأنا لمدة خمسة أيام لم أكن أعرف الليل من النهار ولا أعرف ماذا آكل. كنت في أرض غريبة، ذهبت لأقوم برحلة سياحية وحدث ما حدث. قصة الادّعاء لست أنا من يقررها .
وتابع بالنسبة لقصة الاعتذار، قلت لهم مقبول. ولكن على ماذا ستعتذرون، وما حدث معي في أيّ خانة يوضع. فهل كنت سجيناً سياسياً، ام سجين لجوء، أم سجين حرية. وهل يوجد خانة لتعريف السجناء، اسمها تشابه أسماء خصوصاً في هذا العصر، حيث سهولة الحصول على المعلومات. نحن نتحدث عن اليونان عن بلد الحضارة، فكيف يحصل معي ذلك».
وأشار صالح إلى أنه سبق وزار اليونان مرتين، عام 2005 و 2006 وعلى الباخرة نفسها، وسأل لماذا اليوم حدث ما حدث . وقال في أول يومين، عندما كنت في ميكانوس كنت متروكا لله ولا أحد يعرف عني شيئاً، ولكن بعد أن أصبحت في سيروس ردّت الروح لي بعد أن رأيت القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في اليونان السيدة رانية العبد الله وشخص اسمه اندريه، فهما اهتما بي وأكملا واجباتهما معي. ولم تقصّر السفارة اللبنانية في اليونان معي عندما كنت في سيروس، فالسيدة رانية العبد الله كانت ملاكي الحارس .
وأكد انه لم يتعرّض لتعذيب جسدي أو أيّ تعنيف، إنما تعرّض لقهر نفسي وقهر للذات . وشكر اللواء إبراهيم على الجهد الاستثنائي الذي قام به من أجل إطلاق سراحه، وكذلك المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري. كما شكر صالح النائبة بهية الحريري وكلّ الإعلام ومن وقف الى جانبه.
وأشار صالح إلى أنه قبل عودته من اليونان وقع على ورقة، بأنه إذا عاد مرة أخرى إلى اليونان فسوف يعطونه تشينغين فيزا.
ثم توجه صالح إلى منزله في مجدليون، وكان في استقباله ممثل نقيب المحررين اللبنانيين جوزيف القصيفي وجمع من الإعلاميين وعدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبية والاختيارية، حيث تمّ استقباله بعزف من الفرقة الموسيقية. وشكر صالح كلّ الذين وقفوا إلى جانبه في محنته، وإلى جانب عائلته وكلّ الذين سعوا لإطلاق سراحه، قائلاً إنها محنة وانتهت .
إلى ذلك، أصدر أمين الصندوق في نقابة محرري الصحافة علي يوسف، بيانا، هنأ فيه صالح بعودته حراً كريماً مرفوع الرأس إلى وطنه وعائلته وزملائه، وإذ شكر كلّ من ساهم في الاتصالات لرفع الظلم الذي لحق به، سأل من يعوّض على الزميل صالح ما تعرّض له من ظلم واعتداء واحتجاز حرية، ومن يعوّض على عائلة الزميل صالح ما تعرّضت له من قلق وعذاب نفسي؟ .
كما سأل إلى متى تستمرّ استباحة اللبنانيين في الداخل والخارج من قبل عدد من الدول تحت عناوين مختلفة ومن دون أيّ اعتبار للسيادة اللبنانية؟ متى ننتقل من حالة الاستعطاف لمعالجة استباحة اللبنانيين إلى مرحلة فرض المعالجات عبر معادلات جديدة تعيد الكرامة للوطن وللشعب اللبناني والسيادة اللبنانية أرضا واقتصاداً وأمناً .
وختم يوسف بيانه بـ تمني عدم تكرار ما حصل مع الزميل صالح وتهنئته وتهنئة عائلته برفع الظلم عنهم .