لا سلام مع النرجسيّين!
دينا الرميمة ـ صنعاء
على مرأى ومسمع من العالم الباكي على النفط، ورداً على مبادرة السلام التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط قبل ثلاثة أيام حقناً للدماء، وتجنّباً للمزيد من الاقتتال وإنهاء الحرب على اليمن،
يقوم النظام السعودي بإرسال طائراته المحمّلة بالحقد والانتقام مزمجرة بصوت التشفي والغضب على الأبرياء كعادتها مستهدفة أُسرةً كاملة في منطقة السواد بعمران، بعد أن حاولت النجاة بنفسها من جحيم غارات العدوان على مخيمهم في حرف سفيان، لتضع رحالها داخل مسجد، لكن صواريخ الجبناء لحقتهم إلى حيث ظنّوا أنه المكان الآمن لهم!
وأمام أشلائهم المتناثرة وتلك الجريمة التي عجزت مفردات اللغة عن أن تصف بشاعتها يقف العالم صامتاً ولا يحرك ساكناً…!
وحده النفط السعودى في نظر العالم من يستحق ذاك البكاء والعويل!
ووحده صمت هذا العالم ونفاقه من شرعن وأباح لدول العدوان أن تجعل من الأرض اليمنية ساحة قتل ودمار تستعرض عليها قوّتها التي أشترتها بمال هذا النفط اللعين…!
طيلة خمس سنوات والسماء اليمنية تعجّ بطائراتهم التي تنفث كلّ خبثها على اليمن فتقتل الطفل الرضيع في مهده والشيخ المسنّ في محرابه ولا أحد يكترث… فالإنسانية ماتت أمام ما تعانيه اليمن!
وأمام تلك المجازر والجرائم التي يندى لها الجبين كان الشعب اليمني يزداد قوة إلى أن أصبح اليوم هو المبادر بالسلام،
وأرسل تلك المبادرة التي جاءت بثقافة التسامح ومبادئ الإيمان ولغة الواثق المنتصر من شعب مدّ يده للسلام ظنّ الجميع أنّ الطرف الآخر سيردّ التحية بأحسن منها حفاظاً على أمنه واستقراره، ولكن تأبى عنجهية النظام السعودي إلا المزيد من جنون الحرب التي باتوا بسببها على شفا جرف من الانهيار لنظامهم المتهالك.
ربما كان هذا هو الردّ المتوقع من النظام السعودي المتسم بالنرجسية والغرور والمتعطش لدماء الشعب اليمني الذي أثبت للعالم أنه لن يرضخ للمستكبرين ولن يفرط بكرامته مهما كان حجم تضحيته غالياً.
ولكن… وبعد هذا الرفض المتعمّد والذي كان قد تمّ التحذير من أن لا خطوط حمراء في حال الرفض والتمادي، فلا نريد أن نسمع العويل أمام الردّ اليمني، فدماء الشعب اليمني أغلى من أن يُستهان بها.
وبعد كلّ المبادرات المطروحة والتي تقابل دائماً ما تقابل بالرفض ،
من يحاول الاعتداء على اليمن ستسلب روحه وراحته وربما لا راحة لهم بعد اليوم!