مؤتمر الأفق الجديد الدولي في يومه الثالث المتحدثون: عصف أفكار باتجاه استراتيجية الوعي والتحرير الشامل

لليوم الثالث على التوالي استمرت أعمال مؤتمر الأفق الجديد في قرية الساحة التراثية على طريق المطار بعد أن بدأ أعماله يوم الاثنين الماضي من خلال جلسات متتالية تواكب كلّ التفاصيل.

وقد حضر افتتاح المؤتمر رئيس منظمة الأفق الجديد نادر طالب زاده، المفكّر الروسي ألكسندر دوغين، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. إبراهيم الموسوي، رئيس تحرير «البناء» الناتئب السابق ناصر قنديل، رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق د. عبد الحليم فضل الله، ورؤساء مراكز دراسات وأبحاث وممثلي الهيئات الدبلوماسية، عمداء ومدراء من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، وجوه أكاديمية وعلمية وعدد من المراكز الثقافية والتربوية وأساتذة جامعيين وحشد من المهتمّين.

وقسّم المؤتمر إلى محاور عدة كتأثير «إسرائيل» واليمين المتطرف على السياسة الخارجية لإدارة ترامب، الانقسامات العميقة داخل الولايات المتحدة الأميركية وانعكاسها على الدور الخارجي، إضافة إلى موضوع العقوبات الأميركية وتأثيرها على النظام العالمي وما تبقى من خيارات للقوات المستهدفة لإنشاء أطر بديلة .

كما كان لدور التقارب الديني في حوار الحضارات والتعددية القطبية محور خاص خصص في اليوم الثالث للمؤتمر.

سبب القمع العالمي.. قوانين للأغنياء

وأجمع المجتمعون انه يجب فهم السبب الذي أدى إلى القمع العالمي، انه الصراع بين القانون الأوروبي والقانون الانغلو – سكسوني. هذا القانون هو لأجل النظام المالي ولصالح الاغنياء مقابل الفقراء ..

فالنخب المالية أعدّت قوانين تناسب الاغنياء لا الفقراء، اذ انّ عنصر الصراع المستفحل هو المستعمرات الأوروبية فظهرت عندها مشكلة السيادة التي هي دور مركزي للدولة .

هنالك نقاط مشتركة بين الدول المظلومة في أوروبا والدول الأفريقية وأعطي مثالٌ من الشرق الاوسط، حزب الله هو نموذج السلطة الاقليمية الموجودة، انه مشروع ورؤية ويتصرّف كأمة متكاملة رغم انه ليس أمة بحد ذاتها .

علينا إعادة التفكير واختراع الامة الجديدة وان نجعل مصالح شعوبنا نصب اعيننا .

نصيري

مهدي نصيري الصحافي والمحلل السياسي من إيران تحدث عن المؤتمر من زاوية الالهيات. فالبشرية لا يمكن لها الوصول الى السلام الا بتحقيق هذه العدالة العالمية من خلال السيد المسيح والمهدي المنتظر. إن قطع العلاقة بين الارض والسماء يسبب الخواء الروحي وازمة الديمقراطية وتأسيس لنفوذ ورؤوس الاموال فهنالك ازمة وشرخ كبير بين الفقر والغنى .

هنالك العديد من الأزمات التي نلاحظها منها ازمة الامن والامان وازمة البيئة. هذه الازمات هي نتاج للحداثة الجديدة والعولميون يرغبون باستمرار هذه الازمات .

وفي نهاية هذا الوضع نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض. في آخر الزمان سيكون المستضعفون والمحرومون هم المسيطرون على الأرض، وذلك بعودة المسيح والمهدي ع ، ففي الروايات أن المسيح والمهدي سيصلّيان في القدس ويؤسسان للعدالة والسلام والانسانية .

سافين

ليونيد سافين من روسيا أمل من جهته أن نشهد نتائج هذا المؤتمر على المستوى السياسي، وتحدث عن تعدد القطبية التي تستخدمها أميركا وأوروبا وأنهم يريدوننا ان نستخدم القطبية.

هناك نظريات في الاسلام للعلاقات الدولية والسياسية، وكذلك في المسيحية، ويجب أن يتم تقديم تلك النظريات للعالم مع إدخال بعض التعديلات عليها بما يتناسب مع عصرنا الحالي.

نحن بحاجة إلى حوار تعددي وليس ثنائي الطرف، وندعو الجميع للعمل على هذه التعددية الفكرية. هناك العديد من الآيات في الانجيل التي تتحدث عن السياسات المستقبلية واعتقد أنه علينا الالتفات اليها..

قائمقامي

آية الله قائمقامي رجل الدين المعروف في إيران قال: «الحقيقة أننا نعيش في زمان نمر فيه بمرحلة خطيرة ومهمة، وفي زمن حساس للغاية. فالنظام الموجود يتهاوى ويتضاءل، وهناك نظام آخر ينمو، السؤال الذي يطرح هنا أنه بعد انهيار النظام الحالي، كيف سيكون النظام المستقبلي؟ والسؤال هو انه بعد انهيار النظام الحالي كم احتمال وكم سيناريو ممكن ان يطرأ؟ قد يعتقد البعض انه سوف تعمّ الفوضى.

مهتدي

الدبلوماسي السيد محمود مهتدي من إيران أشار إلى أنه توجد لدينا 3 مراحل بتاريخ الاحتلال بداية المرحلة الكلاسيكية والفتوحات كانت عبارة عن احتلال كلاسيكي، بعدها المرحلة التالية وهي الاستعمار وأهم مرحلة تعقيدية هي مرحلة «إسرائيل» وهذا ما أسميه بها المرحلة الإسرائيلية.

السؤال هل «إسرائيل» دولة!! الجواب كلا، لأن القدرات والامكانيات عند اي دولة تتوقف عند حدودها.

قبل أن يتم ايجاد هذا الكيان كانت «إسرائيل» قد احتلت اميركا وأوروبا وبصورة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ان اميركا لم تكن ترغب الدخول فيها فيما ان المفارقة ان الصهاينة هم من كان يملك المال ودفع للجنود في أوروبا.

كان هنالك وساطة بين الصهاينة بين اميركا وانكلترا لتأمين الخروج الأميركي ودفعوا كل تكاليف الجيش. اليوم نحن نشاهد ان انكلترا هي القائم بأعمال اميركا في مستعمراتها وهذا هو دورها .

كنت في قبرص وقرأت عن عدم الانحياز ان حركتها فيها ثلاثة اركان مصر عبد الناصر فحلّ محله السادات والهند ويوغوسلافيا، كما كنت اظن أن الامر مضحك واكتشفت بعد اشهر 9 أن هنالك خطة ومشروعاً يجري تنفيذه لتقسيم المنطقة كان عليهم تقوية الهند فـ»إسرائيل» هي منطقة أمنية عندما تقوى الهند ستضعف باكستان.

مصر تترنح تحت فقر رهيب بسبب الامن الإسرائيلي الذي يجعلها تضعف.

ولولا التدخل الإيراني الروسي كان من الممكن لسورية أن يدخل في ازقتها كافة القتل والدمار. وهذه كلها اصابع إسرائيلية .

نحن والروس ذهبنا الى سورية وأنقذناها من المصير المشؤوم، ولكن بالنسبة لإيران لو ان الامر قد حصل لها ما كان لأحد ان يساعد إيران في مواجهة مثل ما حدث في سورية… على سبيل المثال انتخاب ترامب تمّ عبر الإسرائيليين فهي ليست فقط لوبي في أميركا بل هي أكثر بكثير.

لا يمكن أن يقال إن هناك لوبي قوياً او ضعيفاً في أميركا، بل الحقيقة هي أن «إسرائيل» تسيطر سيطرة تامة على كل شيء في أميركا إلى درجة أنها انهكت أميركا تماماً.

موضوع اللوبي هو كذبة، «إسرائيل» ليس لها لوبي في أميركا بل هي تسيطر على أميركا وبلاد الغرب..

من يوجد المشاكل لترامب، هو نفسه من يحلّها. فالاحتلال الإسرائيلي العالمي هو من يفتعل المشاكل ويقوم بحلها.. على سبيل المثال في بريطانيا، يمكن للجميع ان ينتقد الملكة التي يحبها الجميع، ولكن ممنوع على الجميع انتقاد دولة «إسرائيل» وممارساتها.

نحن باعتقادي أننا أكثر حظاً من الغرب، فذلك لأننا نحارب الإسرائيلي، أما مَن سياسته تتماهى مع «إسرائيل» في العالم بأسره ومنطقة الشرق الأوسط هو الخاسر، ونحن بوضع أفضل لأن «إسرائيل» لن تحمل لمن يتماهى مع سياستها أي مستقبل..

منتظمي

السيد غلام منتظمي من إيران تحدث عن الانسان في العالم المعاصر وتساءل إن كان متوجهاً صوب السعادة في ظل الحضارة الحالية ام الى زوال .

انّ التحكم والإدارة اللذين تقوم بهما «إسرائيل» تاريخياً والتي تحولت الى الصهيونية استطاعت التحكم بها وتوجيه ضربات الى الاسرة والاخلاق بعنوان الحضارة.

مايكل جونز من اهمّ المراجع والذي يقول إننا نواجه الصهيونية عبر طريقتين الجبهة العسكرية والتي ذل فيه الصهاينة عام 2000 في لبنان وفي غزة، رغم انه كان يقال انه الجيش الذي لا يقهر .

كما أننا في المواجهة الثانية نقوم بمواجهة الحرب الناعمة، لكن لديها اكثر من نقطة ضعف في هذا المجال ويمكننا هزيمة «إسرائيل» في الغرب .

يجب علينا أن نقدم حلولاً وآليات عمل، ويجب استثمار المواهب والافكار المتوفرة لدينا والبحث بالمبادرات والإجراءات التي يجب القيام بها .

هنالك عناوين عدة يمكن العمل عليها منها اغتيال كينيدي. وهو موضوع مهم مَن الذي كان وراء اغتياله؟ استهداف حاملة طائرة حيث قتل العديد من الجنود الاميركيين موضوع 11 ايلول ايضاً؟ هنالك وثائق تشير إلى ان الصهوينية لها دور كبير في تلك الاحداث وتوجيه أصابع الاتهام اليها .

توصيات: لاستراتيجية ثبات وصبر مستمرين للتحرير

في ختام المؤتمر اعتبر المجتمعون انّ هذه الحملة ستستمر في الأيام المقبلة وانْ لم يكن عبر مؤتمرات قريبة بل عبر لقاءات خاصة بينهم. وعبّروا عن ادانتهم لوجود مارشال بيلينغسلي مساعد وزير الخزانة الاميركية في لبنان وما يقوم به من حصار اقتصادي على الطائفة الشيعية ومن بينها العقوبات التي فرضت على جمال ترست بنك ومحاولة حصار إيران اقتصادياً .

وقد قدّم المجتمعون اقتراحات عدة وتوصيات كان ابرزها :

– ضرورة البقاء على هذا النشاط والحوار المستمرين ونشر هذه الأفكار وضرورة وجود موقع او صحيفة تنشر افكارنا على وسائل التواصل الاجتماعي صحيفة أكاديمية .

– ضرورة ايجاد لجنة دولية مع تطبيقات آمنة وتنظيم لقاءات واجتماعات مصغرة في كافة الدول والانتباه الى الإطار السياسي، خاصة انه يوجد انتخابات قريبا في أميركا، يجب ان ننقل صورتنا الحقيقية امام العالم بأجمعه.

– امكانية عقد مؤتمرات في دول مختلفة مثل ايرلندا ونكون كمجموعة أساسية لإنشاء مجموعات اخرى محلية في مختلف الدول للانتشار .

– تشديد العقوبات على الكيان الصهيوني واحياء القانون الدولي رقم 3379 الذي ينص على تصنيف الكيان الصهيوني أنه محتل وعنصري والذي صدر عام 1975 .

– الثبات في المواقف والصبر هي ايديولوجية يجب اتباعها للوصول إلى الانتصارات .

– هنالك تيارات تؤسّس في البلاد الغربية لهذه الظاهرة الي لم تكن موجودة، لذلك يجب أن يكون هنالك تواصل دائم ومباشر من خلال إنشاء حسابات الكترونية وعرض ما نريده ونقول مَن نحن، وذلك لنعرف الآخر عما نحن وما نكون لاظهار التيارات المختلفة الموجودة.

– توحيد الجهود والعمل وان نكون صرخة للمستضعفين ونقول لهم إنكم لستم وحدكم، انتم معنا في نضال ضد الامبريالية والصهيونية .

– ضرورة العمل على تحرير السجناء السياسيين والمضطهدين في بلداننا وافتتاح مكاتب تختصّ بنشر الوعي والتخلص من الرابط الأميركي الذي يقيّد أوروبا والولايات المتحدة ويجعلها رهينة للقرارات الاميركية.

– الحرب الآن هي حرب عصف الافكار، اذ يجب ان نعي أنّ العدو ليس ضعيفاً، بل هو في حالة عمل مستمر ومتصاعد ويجب ان نوحد افكارنا في وجه هذا العدو .

– أهمّ تحدٍّ نواجهه هو ان نعيد للعالم الاسلامي جوهره وإظهار ماهيته بعد ان تمّ تشويهه من قبل المستفيدين .

– ضرورة توسيع أعمال المؤتمر واستمراريته والطلب على انعقاده على الأراضي السورية وبصورة خاصة بعد تعافيها من الأزمة والحرب التي شنت عليها لينتقل بعدها الى دولة ايرلندا والنجف وغيرها من الدول ..

– إيجاد عملة بديلة ومنع الدولار من السيطرة على السوق العالمية .

– دراسة تطبيق عالمي شبيه بالفايسبوك يمنع التحكم بكل ما تتم كتابته ويجعله متاحاً لكل المستفيدين ويكون بإشراف محورنا .

– ضرورة الاستفادة من جيل الشباب وتوعيته لأنّ الأمل موجود فيه، وهو الذي سيشاهد الحقيقة بأم عينيه وسينعقد المؤتمر في فلسطين قريباً بعد تحريرها من العدو الصهيوني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى