سلام التقى نظيره البلجيكي: لدعم لبنان في مواجهة آفة الإرهاب
لفت رئيس الحكومة تمام سلام إلى «أنّ لبنان يمرّ حالياً في مرحلة دقيقة بسبب التحديات التي يواجهها، ومنها الوضع الإقليمي المأزوم الذي يشكل ضغطاً كبيراً على الأمن والاستقرار فيه، بما في ذلك ملف النازحين السوريين، والذين يبلغ عددهم نحو مليون ونصف مليون شخص، بما يوازي ثلث عدد المواطنين اللبنانيين، وهذا يشكل بالطبع تحدياً أمنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. ويضاف إليه تحدي الإرهاب الذي يواجهه الجيش اللبناني يومياً، وهو ما يوجب دعم هذه المؤسسة الوطنية وسائر الأجهزة الأمنية التي تواجه بشجاعة آفة الإرهاب».
وأعرب سلام إثر لقائه نظيره البلجيكي شارل ميشال في بروكسل، عن أمله «أن تستمر بلجيكا بصفتها الوطنية، وكذلك من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي، في القيام بدورها الذي يشجع على استتباب الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط التي تشكل الجوار الأقرب لأوروبا»، مشدّداً على «أنّ لبنان يشكل نموذجاً للاعتدال والعيش الواحد، وهي قيم بالغة الأهمية لمستقبل منطقتنا».
وتوجه بالشكر لبلجيكا على الدور الذي قامت به ضمن قوات «يونيفيل».
وكان رئيس الحكومة والوزيران نبيل دو فريج وألان حكيم والوفد المرافق، وصلوا إلى بروكسل ظهر أمس، حيث كان في استقبالهم سفير لبنان في بروكسل والسفراء العرب المعتمدون في بلجيكا.
واعتبر سلام أنّ زيارته الاتحاد الأوروبي هي لتوطيد العلاقة مع الاتحاد «الذي يعبر دائماً عن رغبته في مواكبة لبنان في حاجاته على المستوى السياسي الإنساني والإنمائي»، معلناً عن توقيع اتفاق معه بقيمة 135 مليون يورو.
كما أعلن أنّ «هذه الزيارة هي لتهنئة الرئيس الجديد للاتحاد ووزيرة خارجيته والبحث معهما في المرحلة المستقبلية».
ورداً على سؤال عن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، رأى سلام «أنّ الحوار مفيد للبلد، فالجميع يقرّ بأنّ المشاكل تحلّ عبر الحوار الذي هو ضروري بين القوى السياسية، لأنّ غيابه يوصلنا إلى كثير من المشاكل والعقد».
وتمنى «أن يكون الانفراج اليوم بين تيار المستقبل وحزب الله، والذي يسعى إلى إدارته الرئيس بري، خيراً للبلد». وقال: «طبعاً الأمر لا يتم بين ليلة وضحاها، ومن المؤكد أنّ بحثاً عميقاً سيتم في موضوع الانتخابات الرئاسية والنيابية، والأمور التي يمكن أن تعيد لبنان إلى السكة الصحيحة في اتجاه مزيد من المناعة، علماً أنّ الحكومة تواكب هذا الأمر، فحكومة المصلحة الوطنية لديها هذا التوجّه السياسي».
وحول المساعدة التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي للجيش والقوى الأمنية، قال سلام: «الاتحاد لا يقصِّر في شيء، والدعم السياسي والإنساني والإنمائي هو الأبرز لديه. أما على صعيد التبادل والخبرات العسكرية، بما يعزّز الجيش والقوى العسكرية، فإننا ننتظر منه مزيداً من التعاون والتواصل».
وإذ أكد المتابعة الحثيثة لموضوع العسكريين المخطوفين، أشار إلى «أنّ الموضوع ليس بسيطاً، وملابساته غير بسيطة أيضاً». وقال: «إن شاء الله نتمكن من تحقيق تقدم، لكنّ الأمر صعب».
وسئل سلام أيضاً، عن «كثرة الطهاة» في موضوع المخطوفين والتضارب في الوساطات، فأجاب: «هذا الموضوع يأخذ مداه، وهو أمر طبيعي. هناك خاطفون لا يوفرون وسيلة للتشكيك والإثارة والتهويل، وهناك أهالٍ يخضعون للكلام الذي يأتي من جهة الخاطفين، ويحاولون فيه إثارة لوعتهم، وعلى الجميع أن يتفهموا ذلك». وأضاف: «نحن لا نوفر سبيلاً للتفاوض، ولا نحبذ فوضى في التفاوض، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي توفير أي فرصة أو وسيلة داخلياً أو خارجياً للتوصل إلى شيء في هذا الإطار».