«أنصار الله»: مبادرتنا للسعودية تؤكد حرصنا على السلام والسودان تعدّل موقفها من الحرب وحكومة صنعاء تحذّر من العواقب
أكد قائد أنصار الله للمبعوث الأممي إلى اليمن، أن «المبادرة المطروحة على السعودية تؤكد حرص الجماعة على تحقيق السلام والاستقرار».
وبحسب موقع «أنصار الله»، أكد الحوثي خلال لقائه بالمبعوث الأممي في صنعاء، أمس، أن «مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط دليل على حرصنا على تحقيق السلام والاستقرار والدفع نحو الحوار السياسي الشامل»، مضيفاً أنه «من المهم أن يستفيد الطرف الآخر من المبادرة وذلك بالكفّ عن العدوان ورفع الحصار».
وتابع الموقع أن الحوثي «أشار إلى الخطوات الإنسانية التي قدمتها لجنة الأسرى والمعتقلين في صنعاء والمبادرات المتكرّرة بالإفراج عن مئات من الأسرى من طرف واحد، وأنها تثبت عملياً سعينا لإنهاء المعاناة التي نتجت بسبب العدوان»، مضيفاً أنه «من المهم أن تقابل تلك الخطوات بخطوات إنسانية مماثلة تؤدي إلى تحريك شامل للملف الإنساني وصولاً إلى التبادل الكامل لكل الأسرى والمعتقلين».
كما قال رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبد السلام إن «عبد الملك الحوثي أكد خلال لقاء غريفيث على جهود اليمن المستمرة في تحقيق السلام والاستقرار».
وأضاف عبد السلام أن رئيس «أنصار الله» ناقش مع غريفيث «أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة وسبل المعالجات الإنسانية والاقتصادية».
من جهة أخرى، أكّد وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء محمد العاطفي أن «المعارك الشرسة التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية في مختلف الجبهات ليس لها مثيل في التاريخ المعاصر».
اللواء محمد العاطفي خاطب في كلمة له التحالف السعودي قائلاً «أنتم من ستخسرون أما نحن فنتكلم من مصدر قوة وقد أعددنا ما باستطاعتنا»، مضيفاً «لديكم المال ولدينا الرجال وسترون من كتائب الموت ومن الجيش ما لا تتصورون».
وأوضح اللواء محمد العاطفي أن «المقاتل اليمني واجه أحدث المعدات والوسائل الحربية والإمكانيات المتطورة للعدو بسلاحه الشخصي»، مؤكداً أن «وسائل وإمكانيات العدوان غير المحدودة تهاوت عند أقدام جنودنا وهم يهجمون على مواقعه وتحصيناته وقواته».
كما دعا الشعب السوداني وقيادته السياسية إلى «سحب جنودهم المشاركين في قتل اليمنيين إلى جانب العدوان»، محذراً من «العواقب الوخيمة التي تنتظر الجنود السودانيين في حال استمرارهم قتال الشعب اليمني».
كذلك، قال «قواتنا حققت انتصارات نوعية وسيطرت على مساحات في عمق أراضي العدو»، مضيفاً أن «العدوان أحرق جنوده المخدوعين بعد استسلامهم في المعركة وشن 152 غارة جوية على المنطقة».
وتابع اللواء العاطفي قائلاً «ما حدث من قبل العدوان السعودي ينبغي أن يكون درساً لمن لا يزال يقف من المخدوعين اليمنيين إلى جانبه».
في سياق متصل، قالت مصادر إن «وزارة الخارجية السودانية عمّمت منشوراً لكل سفارات السودان في الخارج بشأن موقف السودان من حرب اليمن».
ووفقاً للمصادر فإن «المنشور يقضي بتغيير موقف الحكومة بشأن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن من موقف استراتيجي إلى تكتيكي».
وأشارت إلى أن «الأمر تم بناءً على دراسة عكف عليها دبلوماسيون، وتم رفعها لقيادة الوزارة، ومنها تم تعميمها على السفارات».
واعتبرت المصادر الخطوة «تطوراً مفاجئاً في موقف السودان من حرب اليمن الدائرة منذ سنوات عدة».
وتوصف الاستراتيجية بأنها «أكثر شمولية ولها نطاق وتغطية أوسع، أما التكتيكات فهي محدودة في نطاقها وتغطيتها، كما تعرف بأنها الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي في حين أن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي».
وعن عودة الجيش السوداني من اليمن قال رئيس الوزراء السوداني في مقابلة مع «فرنسا 24» أول أمس إن «الأمر محكوم بالوثيقة الدستورية ما يوجب احترام كل الاتفاقيات الموقعة إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية».
ومنذ آذار 2015، اتخذ السودان قراراً بالمشاركة في تحالف عسكري تقوده السعودية ضدّ جماعة «أنصار الله» في اليمن، وأرسلت الخرطوم آلاف الجنود المشاة إلى هناك.
وبين الحين والآخر كانت تتردد أنباء عن أن السودان سيسحب قواته من اليمن وأن علاقة البلدين متوترة، لكنّ مسؤولين سودانيين وفي مقدمتهم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، طالما شدّدوا على عمق العلاقات مع السعودية، وعلى ضرورة الدفاع عن أمنها، لأن «أمن الحرمين من أمن السودان».
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن «العدد الحقيقي للقوات السودانية المشاركة في حرب اليمن يقترب من عشرة آلاف جندي، معظمهم من قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي».