الرئاسات العراقية: تشكيل لجنة للتعامل مع مطالب المتظاهرين
أعلنت رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان في العراق تشكيل لجنة رسمية للتعامل مع مطالب المتظاهرين وإطلاق حوار وطني شامل.
وأكدت الرئاسات العراقية في بيان دعم الحكومة ومجلس النواب لتحقيق الإصلاحات والشروع الفوري في إقرار قانون مجلس الإعمار وتنفيذ قانون الضمان الاجتماعي.
وركزت الرئاسات الثلاث أيضاً على ضرورة التعاون البناء والمنتج بين الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية لاتخاذ إجراءات مباشرة في قضايا وملفات الفساد والقضاء على البطالة.
كما حذّر البيان ممن سمّاهم المتربّصين والمندسين لتحويل مسار الحراك إلى استهداف الأمن الوطني والمصالح العليا.
وحمّل رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، والقوات الأمنية العراقية مسؤولية مقتل متظاهرين وتصاعد الحركة الاحتجاجية إلى «مندسين» في التظاهرات، التي تشهدها البلاد منذ أيام.
في هذه الأثناء دعا الرئيس العراقي، برهم صالح، وكذلك الأمم المتحدة، الأربعاء، قوات الأمن إلى ضبط النفس.
من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي العراقي، بأن وزير الدفاع نجاح الشمري، أمر بوضع كافة الوحدات العسكرية في حالة تأهب، على خلفية موجة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد.
ونقل عن مصادر مطلعة، بأن قوات الأمن أغلقت كافة منافذ المنطقة الخضراء وسط العاصمة بالكامل، في ظل انتشار قوات الرد السريع في شوارع بغداد وخاصة شارع أبو نؤاس القريب من ساحة التحرير.
يأتي ذلك في وقت تشهد العاصمة العراقية بغداد تظاهرات واسعة مع مدن عراقية أخرى للمطالبة بمحاربة الفساد.
وأفاد مصدر بوقوع مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية. وأشار إلى أن القوى الأمنية تحاول منع المتظاهرين من الوصول إلى جسر الجمهورية في بغداد.
كذلك شهدت التظاهرات في النجف إحراق مقريْ تيار الحكمة وحزب الدعوة.
وأفادتْ مصادر طبية باستشهاد 9 أشخاص في بغداد وذي قار خلال يومين من التظاهرات.
إلى ذلك، أعلن مدير مكتب حقوق الإنسان في العراق، مصطفى سعدون، اليوم الخميس، عن استخدام الأجهزة الأمنية للرصاص الحي بهدف منع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير في بغداد، ومقتل الناشط المدني، حسن المدني وزوجته، على يد مسلحين مجهولين في مدينة البصرة.
وقال السعدون: «الوضع في ساحة التحرير خطير.. في بغداد لا زالت القوات الأمنيّة تطلق الرصاص الحي لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير».
وأشار السعدون إلى أن «مسلحين مجهولين اقتحموا مكاتب الناشط المدني حسن المدني، في البصرة وقاموا بقتله مع زوجته، وهناك معلومات بأنه من الناشطين البارزين خلال التظاهرات».
وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني عراقي بأن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من اقتحام مطار بغداد.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، في وقت سابق، حظر التجوّل في بغداد حتى إشعار آخر، على خلفية المظاهرات التي تشهدها مناطق متفرقة من بغداد والمحافظات.
وتشهد مناطق متفرقة من بغداد والمحافظات، تظاهرات غاضبة منذ مساء الثلاثاء، للمطالبة بالإصلاح.
وكان مجلس الأمن الوطني العراقي، اعلن امس، اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين، بعد يومين من اندلاع احتجاجات مناهضة للحكومة في أنحاء البلاد والتي تحوّلت إلى العنف.
وحسب موقع «السومرية» العراقي، فقد أعلن «مجلس الأمن الوطني اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين».
وأضافت المصادر، لوكالة «رويترز»، أن «سبعة محتجين وشرطياً قتلوا في الناصرية خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بينما لقي أربعة مصرعهم في مدينة العمارة».
من جانبها، أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية، تجدّد إطلاق النار ببغداد في اليوم الثالث من الاحتجاجات رغم قرار حظر التجوال في العاصمة، الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في بغداد، حيث دخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الخامسة صباح أمس وحتى إشعار آخر.