«عشق الصباح»
هل استيقظت في الفجر لتجد حالك كأنك في أرض قفرة لا حياة فيها بعد أن كنت مالئ الدنيا وشاغل الناس؟
اقرأ في نصوص قديمة..
دنت وتدانت عناقيد دوالي شوقها كأنها نجمة انفلتت من بريقها وراحت تقترب شغوفة بضوء القمر!
كنت على انتظاري لفجر يشق ظلمة الليل وتجيء كما تجيء العصافير إلى «أعشاشها» وكما يعود السنونو إلى قرميد البيوت القديمة، وكما يعود عاشق أوجعه الغياب فعاد إلى حضن مَن يحب لهفاً.
«كتبت إليك من عتبي رسالة عاشق تعب.. رسائله منازله يُعمرها بلا سبب «..
يلجأ إلى محراب الليل يتلو أسراره رسائله العتيقة عن الحب لعل الفجر يمسح دموعه الحبيسة في المآقي.. في الليل لا أحد يكتشف ما يعاني من وهن وضعف في مواجهة توالي الخطوب التي تتوالى عليه..؟
حتى راح الليل سائله…؟
هل شعرت وأنت تكتب أن أصابع يدك تحترق..؟
هل وجدت نفسك يوماً وحالتك تشبه شجرة «عارية» خلع الخريف أوراق أغصانها وتركها للريح؟
هل أوجعتك الحياة حتى أحسست بأن روحك تنزف كلمات..؟
هل سألت نفسك يوماً عن أعمالها.. قبل أن تسأل الآخرين..؟
هل شربت الماء بطعم الحنظل… «إلى أين يلجأ مَن يغصّ بماء»؟
هل صدمتك الحياة وقد تجاوزت عتبة الستين من العمر وأنت على حفاف «الثمالات» بالنكران لكل ما قدمت لمن هم حولك..؟
هل اكتفيت من الأسئلة…؟
هات لنشرب «عرقاً» من بنت الكروم «لترقص مذبوحاً من الألم».. كمن «يبكي ويضحك.. لا حزناً ولا فرحاً.. كعاشق خط سطراً في الهوى ومحا… من بسمة النجم همس في قصائده.. قلب تمرّس بالذات وهو فتى كبرعم.
يرتديك النسيان… تفتش عن وجوه تعرفها… كأنك غريب ديار!؟
حسن إبراهيم الناصر