«ناقل الكفر ليس بكافر»
يكتبها الياس عشي
في كتاب «السخرية السياسية العربية» الصادر سنة 1980 نقرأ ما كتبه إبراهيم عبده عن لبنان في الأربعينات من القرن الماضي، وقد سمّاه «وردستان» أيّ بلاد الورد:
«لم أرَ في حياتي أشطر ولا أذكى من ناس وردستان، فهم يعيشون في نظام سياسي فريد يرتكز على الدين! فلرئيس الدولة مِلّة، ولرئيس الوزارة ملّة أخرى، ونسي الكاتب رئيس مجلس النواب ، ثم توزع المناصب، الكبيرة منها والصغيرة، حسب المذاهب والأديان».
ويتابع الكاتب:
«ثم تجد في وردستان جماعات تناصر «نفاقستان»، وأخرى تؤازر «شقاقستان»، وثالثة تدعو إلى «توريطستان». وتمدّ الدول تلك الجماعات بالمال لتنشئ المؤسسات الصحافية ، وتقوم عند اللزوم بتأجير الجماعات للتظاهر في الشوارع، وتهتف للدولة التي استؤجرت للهتاف لها.
وقد يتطوّر الأمر بين المأجورين لهذه الدولة أو تلك، وتحتدم المعارك بينهما، ويضطر جند الحكومة إلى التدخل لإعادة النظام. ولهذه «الشطارة» نجح الصحافيون المغمورون، وأثرى متعهّدو الجماعات المأجورة، وعملاء السفارات الثلاث، وبهذا الذكاء عمّ الرخاء وردستان!»
تعليق: «ناقل الكفر ليس بكافر».