عامان على الغياب
طارق سامي خوري
أبي ومُعلِّمي…
التفتُ إلى أُمّتي بعد عامين على انتقالك فأراها بعينيك أمَّة حية معلّمة وهادية للأمم…
أراها بعينيك ملؤهما الثقة واليقين بأنّ الليل زائل، ففجرُ النهضة قد أشرق ولن يطالنا الظلام حتى لو اشتدّ الظلم.
بعد عامين على غيابك…
تسكنني وتهديني وتشدّ عزيمتي، وكنجمة الصبح ترشد بصيرتي إلى اتجاه واضح وجليّ.
في ذكرى غيابك، أقسمتُ بأن يكون درب حياتي امتداداً لدربك الذي حفرتَه بالصخر وكلَّلتَه بوقفات العزّ…
بعد عامين على انتقالك يا رفيقي ووالدي، يسألونني عن سرّي ومصدر قوتي، فابتسمُ لوجهك الذي علّمني بالقدوة معنى الفداء. أوليسَ من يملكُ سرّ الفداء يملكُ سرّ الحياة؟
بعد عامين على غيابك، أسألك ألف سؤال فتجيبني، واستنيرُ برأيك فتنيرني، وأشتاقُ إليك، فتغمرني بنبع من الذاكرة تفيض بأبوّتك العذبة، فأحتال على الفراق بلقاءات لا تنتهي…
ابنك وتلميذك… طارق