المقداد: دمشق ستدافع عن أرضها وشعبها ولن تقبل بأي احتلال
أكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن دمشق ستدافع عن الأراضي السورية ولن تقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب، مشيراً إلى أن «من يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف».
وجاءت التصريحات السورية الرسمية تعليقاً على نية تركيا شن عدوان جديد على أراض سورية في منطقة شرق الفرات.
وفي تصريح لصحيفة «الوطن»، أمس، قال المقداد «إنه في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد، سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا».
ورداً على سؤال حول تخلّي الولايات المتحدة عن الأكراد وبدء الانسحاب من المناطق الحدودية، صرّح المقداد بأن كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه. وهذا ما حصل».
وتابع: «نقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحّب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سورية».
وكانت تداعيات إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من شمال شرق سورية قد شكّل ضربة قاسمة للميليشيات التي تتعامل مع الاحتلال.
وفي السياق، قال عضو مجلس الشعب السوري «ألان بكر» في حوار مع إحدى وسائل الإعلام الأجنبية: من حيث المبدأ الدولة السورية تعتبر أي دولة تعتدي على أي ذرة تراب من الأراضي السورية دولة غازية ومعتدية، ومن حق الدولة السورية أن تدافع عن مواطني الدولة السورية والتراب الوطني بكل الوسائل.
ويستطرد بكر: اليوم يثبت التاريخ مرة أخرى أن كل من يرتهن للأميركي هو «كرت» أو ورقة للتفاوض، ودائماً كانت الدولة السورية تتحدث لمواطني الجمهورية السورية، أن لا يراهنوا إلا على دولتهم وعلى دستور بلادهم وجيشهم.
ويكمل عضو مجلس الشعب السوري: اليوم يلوّح التركي ويهدد بأنه سيحتل جزءاً من الأراضي السورية، والتي تقع تحت سيطرة مجموعات تتبع للولايات المتحدة، وهذه المجموعات قامت بهدم التحصينات على الحدود مع تركيا، لكي تقنعها بأن لا نيات عدوانية لديها تجاه تركيا.
وعن رد الحكومة السورية يتحدث ألان بكر: بالطبع سيكون هناك رد من الدولة السورية وهي أعلنت منذ أول يوم من هذه الحرب أنها ستحرّر كل ذرة تراب، وكل من يعتدي على الأراضي السورية هو هدف، وسيخرج من أرضنا إما عن طريق السلم أو الحرب.
ويتابع: الدولة السورية لا تنتظر إذناً للدخول إلى أي منطقة سورية، وهي الآن محكومة بأولويات في العمل العسكري تضعها القيادة العسكرية، وعندما يتخذ القرار من قبل القيادة العسكرية والرئيس السوري، لن يكون هناك تردّد أو خوف من «قسد» أو تركيا أو الولايات المتحدة أو غيرها.
ويختم بكر قوله: إذا قامت هذه المجموعات وأبلغت الدولة السورية بشكل رسمي، بأنها تحت سقف دستور البلاد وتحت سقف الوطن، فبكل تأكيد الدولة السورية سترحّب بذلك، وهي تسعى إلى ذلك، وهي حريصة بأن لا تسقط أي قطرة دم لأي مواطن سوري.
من جهته، حول الموقف الذي يمكن أن تتخذه الحكومة السورية في وجه التدخل التركي في الشمال، يرى أحمد سليمان، عضو المكتب السياسي في الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي بأن هذا الأمر قد يكون المفصل الأهم في المرحلة الأخيرة، ويضيف: سيضاف إلى موقف الحكومة الموقف الروسي والإيراني في حال حصول تفاهم بين قوات سورية الديمقراطية ودمشق، وقد يشكل ذلك ردعاً لدخول الأتراك، ونحن في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي نأمل بأن يكون المخرج بهذه الطريقة، وأن يكون مع الحكومة السورية، وبأي شكل يمنع هذا الهجوم والتأثيرات السلبية على المنطقة.
وعن أكثر المناطق التي تريد تركيا السيطرة عليها، يرى سليمان أن المناطق بين رأس العين وتل أبيض هي الأهم بالنسبة لتركيا، ويتابع: كما ورد في بيان أميركي هناك مخطط اتفقوا عليه، وبأن يكون التدخل لعمق محدد في هذه المناطق، لكن الخطوات التالية وكيف ستكون فهذا أمر غير واضح.
وكان مسؤول في «قوات سورية الديمقراطية»، قال إنهم قد يفتحون محادثات مع دمشق وروسيا لملء فراغ أمني في حالة الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الأميركية من منطقة الحدود التركية.
على صعيد آخر، ردّت وزارة التعليم العالي في سورية على الأنباء التي تحدثت عن عزم تركيا افتتاح ثلاث كليات في بلدات إعزاز والباب وعفرين شمال حلب.
وأكدت الوزارة أن ما تنوي تركيا القيام به يمثل اعتداء سافراً ولا بدّ من لجمه وقمعه من قبل المجتمع الدولي.
وفي تصريح لصحيفة «الوطن»، قال وزير التعليم العالي، بسام إبراهيم، إنه «ومنذ أن بدأ النظام التركي عدوانه الموصوف على الشعب السوري بدعمه للإرهاب بكل الوسائل، لم يكن خافياً على أحد أن الأطماع العدوانية وراء ذلك كله».
ولفت إلى أنه «يوماً تلو الآخر تتكشف هذه الحقيقة من خلال الإجراءات العدوانية التي يمارسها، بدءاً من محاولته إقامة ما يحلم به كمنطقة آمنة، إلى محاولاته استقدام المرتزقة وتوطينهم فيها، وصولاً إلى الخطوات التي تتجاوز كل الحدود، ومنها إعلانه عن افتتاح كليات في المناطق التي يحتلها، والتي لا بد من لجمها وقمعها من قبل المجتمع الدولي، لأنها تمثل اعتداء سافراً على السيادة السورية، وهي تخالف كل القوانين والشرعية الدولية».
وأشار بسام إبراهيم إلى أن «الجيش السوري الذي حرّر معظم الأراضي السورية، سيحرر إدلب قريباً من الإرهاب وأدوات النظام التركي هناك»، مشدداً على أن «الشعب السوري لن يتخلى عن مبادئه في استمرار الصمود والمجابهة والمقاومة، ولن يترك شبراً واحداً بيد تركيا أو غيرها».
وشدّد الوزير على أن «الوزارة لن تعترف بأي قرار تركي بخصوص الكليات ولا ما سينتج عنها، معتبراً أن كل ما تقوم به تركيا ما هو إلا محاولات لتفتيت سورية. وهذا لن يحصل».