صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
أيّ سقف زمني للاتفاق مع الفلسطينيين سيقود إلى الفشل
قالت محافل سياسية صهيونية رفيعة المستوى في حديث لصحيفة «إسرائيل اليوم» إن «تل أبيب» ترفض المبادرة الفرنسية للتوصل إلى اتفاق سلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين خلال سنتين، موضحة أن أي سقف زمني للاتفاق مع الفلسطينيين سيقود إلى فشل المفاوضات.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس قد اشار يوم الجمعة الماضي إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين «إسرائيل» والفلسطينيين تحت مظلة دولية يرعاها مجلس الامن والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، مشدداً على ضرورة التوصل إلى اتفاق خلال سنتين.
وفي «تل ابيب»، رفضت مصادر سياسية رفيعة هذه المبادرة، مشيرة إلى أن هناك تجربة فاشلة قادها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بعد ان حدد موعد هدف لإنهاء المفاوضات خلال تسعة اشهر، إلّا ان هذه المفاوضات باءت بالفشل.
حزب الله يشكّل أكبر صداع لآيزنكوت
بعدما أعلن وزير الحرب «الإسرائيلي» موشيه يعالون عن تعيين اللواء غادي آيزنكوت رئيساً لأركان جيش الاحتلال بشكل رسمي، وتعيين اللواء يائير نافيه كنائب لرئيس الأركان، بدا الامر ليس بالسهل، فهناك تحديات جمة أمام آيزنكوت سيواجهها، إذ سيبدأ في التعامل مع القضايا الشائكة خلال الايام المقبلة، بحسب ما كتب موقع «واللا» العبري.
وأضاف الموقع: هذا الاسبوع سيُطلب من آيزنكوت تعيين أصحاب المناصب في الخليّة القريبة منه، وبعد ذلك ايضاً يريد اجراء تغييرات واصلاحات في طواقم التخطيط داخل الجيش، على ضوء التحديات التي تواجه الجيش «الإسرائيلي».
وذكر موقع «واللا» ان العمل الاساس للواء آيزنكوت، كنائب رئيس الاركان، كان متمثلاً في الموازنة الامنية وإدارة الجيش. ومع توليه المنصب الجديد، فإنه يعلم ان الصراع المركزي داخل البيت، الذي يفترض ان يركز عليه، هو الحصول على موازنة متعددة السنوات. وذلك، على عكس رؤساء الاركان السابقين الذين فشلوا في هذه المهمة. وعلى هامش الموازنة متعددة السنوات، سيكون عليه الانخراط أكثر في شروط الجنود الذين يخدمون في الخدمة الدائمة، والذين تحولوا في الفترة الاخيرة إلى كيس ملاكمة على وسائل الاعلام «الإسرائيلية».
اضافة إلى ذلك، سيضطر رئيس اركان الجيش الجديد إلى مواجهة سلسلة تحديات وتهديدات من الداخل والخارج. وعدّد الموقع المذكور التحديات كالتالي:
1. التعيينات: لسبب غير واضح، أوقف غانتس سلسلة تعيينات طويلة في الاركان العامة، التي من الافضل عدم اتخاذ قرار في خصوصها في اللحظة الاخيرة، بل أن تبقى لاتخاذ قرار رئيس الاركان المعين أو على الاقل تصدر بشكل مشترك. كذلك أيضاً، هناك منظومة العلاقات المتوترة القائمة بين كبار قادة الجيش ونظرائهم في وزارة الحرب على خلفية الموازنة والاصلاحات الاضافية التي يريد الطرفان تنفيذها من دون توافق.
2. الاجتماعي: الجيش «الإسرائيلي»، الذي يعمل على بناء قوته للسنوات المقبلة، يطلب منه اتخاذ قرارات معقدة في عدة مواضيع داخلية، من بينها جنود الخدمة الدائمة وسن التقاعد، جنود الخدمة النظامية، وذلك على خلفية قرار تخفيض مدة الخدمة الذي سيصبح سارياً السنة المقبلة، ورفع أجور جنود الخدمة النظامية.
3. قطاع غزّة: التهديدات من جانب سكان غزة لا تزال موجودة. عملية إعمار غزة، التي تسمى في المؤسسة الامنية «الإسرائيلية» بعملية «تأهيل قطاع غزة»، انطلقت هذا الاسبوع ويمكنها ان تعطي الامل للسكان الفلسطينيين في غزة وتهدّئ من حالة الغليان. مع ذلك، سيضطر الجيش أن يكون مستعداً لاندلاع مصادمات مع قطاع غزة، لأنه في الوقت الذي تدمر فيه مصر أنفاق التهريب كل يوم، الوضع الاقتصادي الفلسطيني يصبح أسوأ، وكل شيء ممكن في غزة. من هنا أي خطأ تكتيكي يمكن أن يؤدي إلى عدم فهم بين «إسرائيل» وحكومة حماس، ما قد يجر إلى ردّ قاس من جانب الجيش «الإسرائيلي»، وبالتالي إلى جولة دموية أخرى.
4. الضفة الغربية: الوضع في أنحاء الضفة وغور الاردن يبدو مستقراً أكثر من قطاع غزة. التحدي في هذه المنطقة متداخل، المحافظة على منظومة ما وصفها بالعلاقات الايجابية مع الاجهزة الامنية الفلسطينية، وفي المقابل المحافظة على مستوى استعداد للجيش إزاء أيّ تدهور في الضفة، قد يحصل في أيّ لحظة.
5. سورية: في فترة ولاية غانتس استعد الجيش لأعمال ارهابية قد تندلع على الحدود مع الجولان. من بين ما قام به الجيش تشكيل فرقة مهمتها الردّ على أي تدهور أمني يقع جراء الصراع بين النظام السوري والمسلحين. ظاهرياً تبدو منطقة الجولان هادئة، لكن عملياً هناك منظمات ما أسماها «الجهاد العالمي» تقوم بتأسيس قواعد لها. المحافظة على العلاقات الحساسة مع «الملسحين الجيّدين» مصلحة «إسرائيلية»، من أجل الاستعداد بشكل جيد للايام المعقدة التي قد تأتي على المنطقة مع الوقت.
6. لبنان: التحدي الذي يواجهه آيزنكوت سيكون إعداد الجيش لقتال من نوع آخر مع حزب الله. كذلك أيضاً، سيضطر رئيس الاركان الجديد إلى إعداد الجبهة الداخلية لحرب صواريخ التي لم يسبق لها مثيل منذ إنشاء الكيان.
7. إيران: الجيش «الإسرائيلي» لن ينفذ هجوماً على إيران في الوقت الذي يدير فيه الغرب حواراً معها حول البرنامج النووي. لكن رئيس الاركان سيضطر إلى المحافظة على مستوى كفاءة عالية لجميع المنظومات في حال التدهور المفاجئ او نسف المفاوضات. في الوقت نفسه الذي تخوض فيه اجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» حرباً سرّية للحصول على أيّ معلومة عن المشروع النووي الايراني.
8. المجال السياسي: المؤسسة الامنية تسير على حبل رفيع. المستوى السياسي يريد استغلال الواقع الجديد في الشرق الاوسط لانشاء علاقات جديدة مع دول ليس لـ«إسرائيل» معها علاقات دبلوماسية. لذلك، الحساسية السياسية والتفكير بخطوات الجيش في هذه الايام أمر مصيري، وستخضع للاختبار أيضاً خلال أيام آيزنكوت.