بشور: التحيّة لكلّ شهداء حرب تشرين من أقطار الأمة كلها والذين أكدوا باستشهادهم وحدة الأمة في مواجهة أعدائها قنديل: أثبتت حرب تشرين أنّ العرب قادرون على خوض حرب وأنّ العرب قادرون على ربح حرب

خصّصت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الدوري للتداول في الأوضاع العربية والاقليمية والدولية في اجواء الذكرى 46 لحرب تشرين المجيدة في ضوء قراءة شاملة قدمها النائب السابق، رئيس تحرير جريدة «البناء»الأستاذ ناصر قنديل، بحضور منسق عام الحملة معن بشور، والعضو المؤسس الدكتور سمير صباغ، ومقرّر الحملة الدكتور ناصر حيدر والأعضاء حسب التسلسل الأبجدي : احمد صبري جبهة التحرير العربية ، احمد علوان رئيس حزب الوفاء اللبناني ، احمد يونس ملتقى بيروت الأهلي ، حمزة مغربي المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب/ لبنان ، خميس القطب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، ديب حجازي المسؤول الإعلامي ، زياد حمو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، سالم وهبه حركة الانتفاضة الفلسطينية ، سعد الدين بواب ناشط ، صالح عثمان صالح اللقاء الثقافي الاجتماعي حاصبيا العرقوب ، عبد اللطيف شماس ملتقى بيروت الاهلي ، عبد الله عبد الحميد المنتدى القومي العربي ، عبد الوهاب شريف تجمّع اللجان والروابط الشعبية ، علي الحسيني ناشط ، عمر ابو حطب تجمع اللجان والروابط الشعبية ، فؤاد رمضان الحزب الشيوعي اللبناني ، مأمون مكحل منسق انشطة تجمع اللجان والروابط الشعبية ، محفوظ المنور حركة الجهاد الاسلامي ، محمد بكري ناشط سياسي ، محمد زعيتر ناشط اجتماعي ، محمد زين ناشط سياسي واجتماعي ، محمد سلمان ناشط ، مهدي حرقوص رئيس حركة التلاقي والتواصل ، موسى صبري الجبهة الشعبية القيادة العامة ، ناصر اسعد حركة فتح ، ناظم عز الدين رئيس المنبر البيروتي ، نبيل حلاق منسق العلاقات الدولية في المنتدى العربي الدولي من اجل العدالة لفلسطين ، نمر الجزار ناشط سياسي ، هشام مصطفى جبهة التحرير الفلسطينية ، يحيى المعلم منسق خميس الأسرى .

استهل بشور الاجتماع بتوجيه التحية لكل شهداء حرب تشرين من أقطار الأمة كلها، من المحيط الى الخليج والذين أكدوا باستشهادهم على وحدة الأمة في مواجهة اعدائها. وهي الوحدة التي كانت مستهدفة قبل حرب تشرين، وتصاعدت بعد حرب تشرين لا للإيقاع بين اقطار الامة، بل داخل كل قطر منها.

بشور وجه التحية ايضا الى الأخوة في الحركة القومية العربية والتيار الناصري والمؤتمر القومي العربي الذي حققوا نتائج باهرة في الانتخابات التشريعية التونسية بما يؤكد ان التربة الشعبية التونسية هي تربة متمسكة بهويتها العربية الاسلامية، كما بتحرير فلسطين.

بشور أيضاً أشار الى اخبار حول إقدام المجاهد الجزائري الكبير سي لخضر بورقعة على الإضراب على الطعام بسبب مرور اكثر من 3 اشهر على اعتقاله بسبب رأيه، داعياً الى الافراج الفوري عنه وعن كل معتقل رأي في أي سجن عربي لا سيما في مصر، لأن كل هؤلاء المعتقلين يشكلون ضمانة حقيقية بوجه الفوضى والإرهاب واللااستقرار في بلادنا العربية.

بشور أكد على أهمية التضامن مع اسرانا الابطال في سجون الاحتلال لا سيما المضربين منهم عن الطعام كالاسير طارق قعدان 71 يوماً ، وكذلك مع الاسيرة هبة اللبدي المعتقلة منذ فترة في سجون الاحتلال بعد زيارتها للارض المحتلة من الأردن.

بشور اشار الى أن الاستاذ ناصر قنديل، محدثنا في هذا الاجتماع، بل هو مشارك في فعاليات هذه الحملة منذ انطلاقتها قبل 17 عاماً، لا سيما في مسيرات الدفاع عن العراق وفلسطين وكذلك في مسيرة الوفاء والكرامة التي توجهت في 29/3/2002 بمئات الآلاف الى دمشق مروراً ببعبدا تحية للرئيسين بشار الاسد واميل لحود لموقفهما في قمة شرم الشيخ ضد الحرب على العراق.

استهلّ قنديل حديثه بتوجيه التحية الى بشور والى الحضور الذي يذكرنا دائماً اننا بألف خير، والنقطة الاولى التي أحبّ أن أبدأ بها هي مناسبة حرب تشرين، لأنه ليست مجرد إحياء لذكرى، فما جرى في حرب تشرين بداية لتاريخ عربي جديد مرّ بتعرّجات وانتكاسات وإخفاقات، لكن منذ حرب تشرين ما تزال السمة الحاكمة لحركة الصراع مع المشروع هي سمة المبادرة في المواجهة والاشتباك، إدامة حالة الصدام، إبقاء العدو تحت ضغط انه لن يستقر ولن يستكين طالما هناك نبض في هذه الامة، ولقد أثبتت حرب تشرين ان العرب قادرون على خوض حرب، وإن العرب قادرون على ربح حرب، قادرون على تحقيق الانتصار. فالهزيمة صارت في السياسة وليس في الميدان، كل الذي تحقق في الميدان كان تعبيراً عن قدرة على تحقيق النصر، العرب قادرون على التوطين والتصالح مع التكنولوجيا العصرية الحديثة. فالعرب ليسوا متخلفين كما كانوا يصورون فيما بعد هزيمة 1967. القيادة العسكرية العربية هي التي تتفوّق على القيادة الاسرائيلية التي تمثل اعلى مراتب العلم الغربي في الحرب، لأن الخطط التي وصلنا منها بعضها وليس كلها والتي وضعها العسكر المصري والسوري لا تزال حتى الآن تدرس في الأكاديميات الحربية الاسرائيلية والغربية بصفتها خطط الإبداع الحربي.

واضاف قنديل: المعركة التي خاضها الجيش السوري خلال السنوات التي مضت وما سمعناه ليس فقط من الأصدقاء في المقاومة الذين رافقوا هذه التجربة بالميدان من خبراء روس، وأنا شخصياً تسنى لي أن أرى ضباطاً روساً كانوا يتحدثون بثقة بأننا نرسل الاسلحة بشكل معين وتصبح في الميدان بشكل آخر، فشبكة الدفاع الجوي التي يستخدمها الآن الجيش السوري في مواجهة الطيران الاسرائيلي ليست الأسلحة التي ارسلت من روسيا فقط بل يستعملون رادرات اس 300 بأسلحة تقليدية، وذلك بتطوير وإبداع اشكال جديدة من الجيش السوري من الدفاع الجوي.

وقال قنديل: تجارب المقاومة في لبنان مع الأسلحة العصرية والحديثة سواء في الحرب الالكترونية او الطائرات المسيّرة، او في الاسلحة المضادة للبوارج البحرية وما ستكشفه الأيام إن شاء الله في مجال الدفاع الجوي كلها تقول إن الأمة منتصرة، وبالتالي نحن لسنا من جماعة بيع الأحلام، بل نحن من جماعة قراءة التاريخ الحقيقي الذي لا تغطّيه الخيبات والنكسات الناتجة عن معركة كبرى بهذه الضخامة، معركة فيها كامل الغرب بكل إمكاناته وعديده وعلمه وخبراته وتقدّمه. وهذا التخاذل على مستوى النظام العربي مستلحق ومستتبع وذليل، ويرضى ان يكون مصدر تمويل. فهذه الأمة التي دائماً تنتج نبضات ظافرة ومنتصرة هي امة تستحق ان نكون مؤتمنين على تقدّمها، مؤمنين ان هذا التقدم ستأتي ثماره ونحن نرى أمامنا ان أسوأ واصعب واقسى نسخات المشروع الأميركي هي التي نعيشها الآن او التي بدأت بما سُمّي بالربيع العربي وتوجت بالحرب على سورية واننا نرى أن هذا المشروع ينتكس ويُصاب. وهذا المشروع يفرّ من أمام خطر الاشتباك والتصادم المباشر.

وبالتالي ونحن في هذا اليوم الذي نحيي فيه حرب تشرين، نحن نوجه التحية لروح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. هذا الزعيم العربي الذي زرع ارادة المواجهة. هذا الزعيم الذي قال «ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة». هذا الزعيم الذي رفع ثلاثية بات البعض الآن يخجل من تكرارها الامبريالية أصبح اسمها أميركا، والصهيونية اصبحت «إسرائيل» والرجعية العربية أصبح اسمها الاعتدال العربي، علينا أن نعيد الاعتبار لهذه المعاني الثلاثية. أما المقولة الثانية التي رفعها جمال عبد الناصر هي أن المقاومة وجدت لتبقى وستبقى ليست الفلسطينية، فحسب بل كل المقاومات العربية. فهذه ليست قيمة نخوة.

واضاف قنديل ان الرئيس حافظ الاسد بنى دولة. فالروح التي زرعها وجمعها والربط بين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبعد العقائدي للجيش.. وهي عوامل تفسر صمود سورية كل هذه السنوات، وهي أمور تستحق منا ان نقول ان هذه الأمة لديها خميرة عقائدية بنت وأسست وتستحق منا أن نقول إن الروح التي زرعتها فيها هي التي انبتت المقاومة.

ونحن اليوم لا نحيي فقط حرب تشرين، بل نحيي روح المقاومة وروح الانتصار.

وهناك حقيقة ثانية قالتها حرب تشرين وهي انه عندما تجتمع سورية ومصر يتبلور مفهوم الأمن القومي العربي وما احوجنا في هذه اللحظة لمثل هذا الجمع. اليوم نقول ان تلاقي مصر وسورية يشكل ركيزة في رسم مفهوم الامن القومي العربي. واليوم مع الانسحاب الأميركي من سورية فان هذا الفرار مهما الشكل الذي أخذه دليل على ان المشروع الأميركي هزم في سورية وأن محاولة مقايضة الوجود الأميركي بوجود إيران وقوى المقاومة قد سقطت وأن تحرير ادلب الذي بدأ من خان شيخون. وبالتالي فهو يستبق الأمور قبل أن يصل الى لحظة الاستعصاء.

وحول الوضع المالي والاقتصادي في لبنان قال قنديل: إن محور المقاومة الذي استشعر مشروع التخريب المالي والاقتصادي في لبنان والعراق ومحاولة استثارة الفوضى تحت هذا العنوان وجه تحذيراً واضحاً مفاده أن ضرب القوات الأميركية في سورية والعراق سيكون رداً على انفلات الفوضى في لبنان والعراق، اذا تواصل الأمر.

بهذا المناخ من حقنا ان نقول مصر مدعوّة لالتقاط اللحظة، ونحن نعلم ان الجيش المصري في العام 1986 بعهد حسني مبارك.. واعترف بأنني فوجئت بان مركز دراسات وزارة الخارجية ومركز دراسات الأهرام همّهما الأول الذي يشتغلان عليه هو «إسرائيل».

ونحن عندما نتوجّه الى مصر لا لتبييض صورة او نجمّلها، بل لتستعيد دورها بعد انكسار المشروع الأميركي ويجب ان تذهب مصر الى سورية وأن تكون شريكة في الحل السياسي في سورية.

كما نحيي حرب تشرين مع فلسطين بأنها هي قضية الأمة الاولى وستبقى وصفقة القرن ولدت ميتة، ولا قلق على لبنان ولا على العراق وعلى قوى المقاومة في متاعب ومصاعب، والحرب المالية هي طبيعة الفشل التي يعيشها المشروع الأميركي في الحرب العسكرية، لكن قوى المقاومة استطاعت ان تقيم معادلة الحرب الاقتصادية مقابل الحرب العسكرية واذا لم تقف الحرب المالية فلن تتوقف حرب الميدان.

ليس هناك شيء ما يجري في المنطقة ليس له علاقة بفلسطين لا الملف النووي الإيراني ولا الذي يجري في العراق فالذي يجري الآن هو استغلال لمشاريع من اجل توظيفها لبريد سياسي يريد أن يقول إذا مضيتم في خياراتكم فهناك حشد شعبي سيقاتل «إسرائيل» ونأخذ العراق الى الفوضى. الآن هناك قراءة أميركية تقول ومثلما قال الرئيس الحريري «أنتم ستسقطون حلفاءكم قبل ان يتلمّس حزب الله بعض نتائج الضرر من الحصار المالي».

ووجّه قنديل التحية الى الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وهم يستحقون التحية والحرية.

فالدعم الحقيقي للجزائر ومصر هو ان نحصنهما برجالات من امثال لخضر بورقعه ومن امثال حسن نافعة ومن أمثال محمد منيب ورفاقهم لأن هؤلاء رجالات الدولة الوطنية، وليسوا دعاة الفوضى وليسوا دعاة التفتيت وليسوا ممن يمكن أن يستفيد الارهاب منهم وليسوا متطلعين الى أدوار. هؤلاء هم اصحاب الرأي الحر القومي الذين تقوى بهم الدولة الوطنية ونحن من موقع النصح والترشيد والحرص نقول لصاحب القرار سواء في مصر أو الجزائر: إن حرية هؤلاء هي جزء من قوة مصر وقوة الجزائر. وهذا ليس لنا مأخذ عليكم نسجل فيه موقف، هذه مناشدة منا لكم من موقع قراءتنا لمصلحة مصر والجزائر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى