مَن لا يمتلك اللغة السليمة لا يمكنه كتابة أي نصّ لودي جورج الحداد: عصر الإنترنت والفضائيات أبعد الناس عن الكتاب والقراءة

حاورها: بسام الطعان

شاعرة لبنانية، من مواليد المحيدثة ـ قضاء راشيا الوادي، عضو هيئة الحوار الثقافي الدائم، جعلت الشعر أولى اهتماماتها ولا هاجس لها سوى تطوير أدواتها الفنية والتعبيرية، صدر لها: «كؤوس الأحلام» ديوان شعري صادر عن دار الفارابي ـ بيروت 2018، «نفحات من جليد ونار» ديوان شعري صادر عن دار الفارابي ـ بيروت 2019.

إليكم أبرز ما تضمن الحوار..

لودي.. لكلّ مبدع بداية، نقطة تحوّل، حدثينا عن بدايتكِ مع نظم الشعر، ما دافعكِ؟

ـ كانت لحظة تأمّل، اختليت بها مع نفسي، فشعرت برغبة جامحة للكتابة لأُخرج ما يجول في خاطري، دوّنت مشاعري بكل صدق، فانتابني إحساس كبير بالراحة، ثم نشرت قصائدي، فكان الإعجاب من القارئ، الذي أثار حماستي، بأن أكمل في هواية وجدتُ فيها نفسي.

هل فعلاً حضور المرأة ضئيل في المشهد الثقافي العربي مقارنة بحضور الرجل. ما رأيكِ؟

ـ للأسف في بعض المجتمعات العربية، لا وجود أصلاً لدور المرأة، خارج نطاق منزلها. هي كائن مهمّشٌ بالنسبة للرجل في المجتمع الخارجيّ أما في المجتمعات المنفتحة قليلاً، عليها بالكفاح الطويل، ضد عائلتها والمجتمع ككل، لتثبت وجودها، وتحقق ذاتها.

في أي مناخ ينمو الأدب سواء أكان رواية أو قصة أو شعراً، وفي أية ظروف يترعرع؟

ـ لا يمكن للأدب، إن كان رواية أم شعراً، أن ينمو إلا في ظل مجتمع مثقف، يبحث عن الرقي في الفكر والسلوك، فما نفع الكتب من دون المتلقي، والذي يجب أن يكون في ظروف هادئة، تسمح له بالمطالعة، والبحث عن المعرفة الفكرية.

كيف هي العلاقة بينك كأنثى وبين القصيدة؟ وهل الأنثى هي قصيدة من نوع خاص؟

ـ أنا أجد بقايا من نفسي، في القصيدة التي أدوّنها، وأبحث عن ذاتي بين السطور، طبعاً الأنثى قصيدة متكاملة في الجمال والصورة والأحاسيس.

كشاعرة كيف تعزّزين ملكات التواصل بينك وبين المتلقي؟

ـ في الحقيقة عندما أكتبُ، لا أبحث عن تواصل مع أحد، أدوّن ما أشعر به بكلّ صدق وعفوية. فالكتابة عندي هي راحة لنفسي بصدقي مع ذاتي.

الشعر بلا إيقاع ليس شعراً، ولا يجب أن نسمّيه شعراً، قد يكون جميلاً لكنه ليس شعراً، الشعر تزاوج الكلمات باللحن، هل توافقين؟

ـ نعم، أوافقك الرأي. فالشعر من دون إيقاع، يكون نثراً. الشعر بحاجة للموسيقى، ليسمّى شعراً.

قصيدة النثر قيل عنها الكثير سلباً وإيجاباً؟ برأيك هل استطاعت قصيدة النثر أن تؤسس لنفسها وجوداً وحضوراً فاعلاً في المشهد الشعري؟

ـ مقوّمات القصيدة: الصورة الشعرية، مع الأحاسيس والموسيقى. فإن تواجدوا، تكون القصيدة، نثراً كانت، أم شعراً موزوناً. وطبعاً قصيدة النثر، إن تواجدت فيها هذه المقوّمات، هي شعر بكل تأكيد.

هل نحن نعيش عصراً رديئاً للشعر؟ أم عصراً غنياً ومفعماً بالجمال؟

ـ هناك الرديء، وهناك الجيد. لدينا أيضاً شعراء مبدعون. أنا لست في منزلة التقييم، لأنني ما زلتُ أعتبر نفسي هاوية، وأحاول. فلنترك التقييم للأدباء والشعراء الكبار، فهم أرباب النقد.

ما هي المزايا التي تجعل القصيدة ناجحة بكل المقاييس، وهل اسم الشاعر يكفي؟

ـ رأيي الشخصي، بأن القصيدة الناجحة هي التي تملك المقوّمات، التي سبق وذكرتها، الصورة الشعرية، مع الموسيقى، والإحساس في الدرجة الأولى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى