حِينَ كُنتُ قَلمًا
إسماعيل الهدار
حين كنتُ قلمًا
هجرتُ العجز
دوما
تواجدت على تلك الصفحات
يوما
مكثت أكتب
شهرا
بقيت على تلك الحال
دهرا
أيقنت أن الحياة
سطرا
أدوّنه علنا
لعلي أتمكن من النجاة
مجددا
صدقا
إني أوثقه
شوقا
أكتبه
حرصا
أجعله فعلا
يتكرر
مرارا
حين كنت قلما
سخّرت الوقت
لتحليل ونقد
عبثت بالمفردات
لأكتب شعرا ونصا
مزجت عبارات
لأجسد فكرا…
حين كنت قلما
كتبت عن شعب
أرهقته الحياة
دوما
سحقته السياسة
تعسفا
أردته أن ينهض
حقا
أن يتجاوز خموله
فعلا
حين كنت قلما
خاطبت وعيا
طالبته
بأن يبحث عن حقه
طوعا
أن يرمّم نسيجا
مزقته صراعات
مقيتة
استنزفت طموحه
عمدا
أطفأت رغبته
أيضا
قمعت أمله
قسرا
جعلته
قابعا
في البؤس ومآله
حين كنت قلما
وثقت عقدا
عنوانه
عقد القلم
ببنود فريدة
وأخرى غريبة
وأخرى طريفة
وثقتها ولم أعلم
أن حياتي
أضحت
مجرد فعل من أفعال القلم
لكن الآن،
حقا أخشى
سؤالاً:
هل
أواصل أم أستسلم؟
شاعر تونسي