دمشق: أردوغان مجرم حرب بحق الشعب السوري ومتأصل بالكذب.. وروسيا والعراق تؤكدان استعدادهما لإطلاق حوار بين ودمشق و«الأكراد»

قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن «الأفضل أن نصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالكذّاب الذي تأصل الكذب فيه منذ تعامله مع الأزمة السورية».

وأضاف المقداد بعد التصريح الأخير للرئيس إردوغان اليوم، إن «الأخير قاتِل فتح الأبواب أمام 170 ألف إرهابي كي يمارسوا القتل في سورية، ويجب أن يحاسب وسيحاسبه التاريخ لأنه مجرم حرب بحق الشعب السوري».

كلام المقداد جاء أيضاً في أعقاب توغل قوات تركية في ريف تل أبيض شمال شرق سورية في عملية أعلنت عنها تركيا بعنوان «نبع السلام» والتي انطلقت مساء الأربعاء، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر كردية صدّ هجوم شرق رأس العين. كما أعلنت قوات «قسد» أنها تتصدّى لهجوم نفذّته خلايا تابعة للجيش التركي شرق رأس العين.

المقداد أكد «أن الجيش السوري واجه الاعتداءات التركية المستمرة على سورية، وواجهنا الإرهابيين من تركيا في مختلف المناطق»، مشيراً إلى أن مطارات تركيا والتسهيلات التي قدمتها الدولة التركية للإرهابيين «تشهد على الدور التركي ضد سورية».

وأشار إلى أن الدولة السورية حريصة على كل مواطنيها وعودتهم وسورية وطن لجميع أبنائها، لافتاً إلى أنه «لو كان الجيش السوري موجوداً في المنطقة ولم تستهدفه بعض القوى لما استطاع النظام التركي أن يهاجم». وأوضح المقداد أن «الحكومة السورية تحاورت مع جميع مواطنيها لكن بعض القوى رفضت وأصرّت على إتاحة المجال للأتراك بالهجوم». وأكد أن «أحضان الدولة السورية مفتوحة أمام مواطنيها»، ومشدداً «ولكن لا نتحاور على منطق انفصالي».

كما أكد نائب وزير الخارجية السوري قائلاً «لا نتحاور مع من رهن نفسه للقوى الخارجية ونعتبره إرهابياً».

وإذ اعتبر أن «النظام التركي يحمي جبهة النصرة ولم يبق إرهابي لم تدعمه أنقرة»، إلا أنه قال «نثق بالأصدقاء الروس وهم يقفون إلى جانب وحدة وسيادة الدولة السورية وهم مهتمون بما يجري على الأرض».

المقداد أوضح أن «العلاقات مع أصدقاء سورية في الجانب الروسي والإيراني كثر»، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى «مراجعة سياساته تجاه الدول التي تدعم الإرهاب في سورية».

وختم قائلاً «نحن دافعنا في كل موقع كان فيه الجيش السوري والوجود الأميركي سبب آخر لهذا الغزو».

وكانت دمشق أكدت أمس، أنها ستواجه القوات التركية بمختلف أشكالها في أية بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر رسمي في الخارجية السورية قوله إنه «بعد دعمه المستمر للإرهاب والإرهابيين في سورية وتدريبهم وتسليحهم وحمايتهم وإرسالهم لقتل السوريين، يظهر علينا اليوم رئيس النظام التركي بتصريحات لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع يتحدث فيها عن حرصه على حماية الشعب السوري وهو الأرعن القاتل الغارق بدم هذا الشعب عبر نظامه الأخونجي المجرم الداعم للإرهاب الراعي للمنظمات الإرهابية، التي قتلت ومازالت تقتل السوريين في أكثر من منطقة في سورية».

وأضاف المصدر أن «تصريحات المجرم أردوغان اليوم وحديثه عن خوفه على الشعب السوري وحمايته وصون حقوقه وهو الذي يعتدي على السكان الآمنين في الشمال السوري تحت ذريعة محاربة الإرهاب».

وقال «إن هذه التصريحات لا تنم إلا عن نظام مرتكب للمجازر يرقص على كل الحبال ويتلطى بالشعارات الإنسانية وهو الأبعد عنها».

وأردف المصدر، أن «الجمهورية العربية السورية التي ردت على العدوان التركي في أكثر من منطقة عبر ضرب وكلائه وإرهابييه وهزيمتهم تؤكد أنها ستواجه العدوان التركي الغاشم بمختلف أشكاله في أية بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة وتشدد أن قافلة مكافحة الإرهاب في سورية تسير ولن توقفها تصريحات أردوغان، أو أمثاله وإن حماية الشعب السوري هي مهمة الجيش العربي السوري والدولة السورية فقط».

وفي السياق نفسه، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الرئيس العراقي برهم صالح مستجدات الوضع في شمال شرقي سورية.

وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها، أن لافروف وصالح ناقشا في مكالمة هاتفية المسائل المتعلقة بتطورات الوضع شمال شرقي سورية، وتابعت: «تم إبداء رأي مشترك بأنه يجب التوصل إلى استقرار مستدام وطويل للوضع في شرق الفرات، وذلك على أساس احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وإطلاق حوار بين دمشق وأنقرة وكذلك بين السلطات السورية وممثلين عن الأكراد السوريين».

وأكد لافروف وصالح، حسب البيان، استعداد روسيا والعراق للإسهام في إقامة هذه الاتصالات، واتفقا على الاستمرار في تبادل الآراء وتنسيق المواقف في المستقبل.

وفي سياق آخر، أكد وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده مسؤولة عن سجناء تنظيم «داعش» الذين جرى احتجازهم في نطاق «المنطقة الآمنة».

وأضاف تشاووش أوغلو أن أنقرة ستطلب من الدول التي قدم منها سجناء «داعش» استرجاع الإرهابيين المعتقلين، غير أن بلاده ستتكفل بمحاسبتهم في حال رفضت بلدانهم الأصلية استقبالهم.

إلى ذلك، أعلنت قطر تأييدها للعدوان التركي على الاراضي السورية، وأبلغ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، نظيره القطري خالد بن محمد العطية بسير عملية «نبع السلام» التي أطلقتها بلاده للتوغل بمنطقة شرق الفرات السورية، وقال إن قطر أعلنت دعمها للعملية.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية فإن وزير الدفاع القطري هو أول مسؤول أجنبي يبلغه أكار في اتصال هاتفي بينهما أمس معلومات عن سير هذه العملية.

وادعى أكار أن العملية تجري في إطار احترام وحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن القوات المشاركة في العملية تستهدف أتباع التنظيم الإرهابي «قسد» ومواقعه وآلياته وأسلحته فقط، بحسب تعبيره.

وذكر بيان وزارة الدفاع التركية أن الوزير القطري أعلن عن دعم بلاده لعملية «نبع السلام» لتكون قطر بذلك أول دولة في العالم تعلن دعمها للعدوان الذي لاقى تحفظا وشجبا من معظم دول العالم.

هذا وأعلن الرئيس التركي أن بلاده أطلقت الأربعاء عملية عسكرية باسم «نبع السلام» شمال شرقي سورية «لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين» في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ»حزب العمال الكردستاني» وتنشط ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار حملة محاربة «داعش».

وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة لتركيا في سورية، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين تركيا والولايات المتحدة حول إقامة «منطقة آمنة» شمال شرق سورية لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميا، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية.

وبدأت تركيا تنفيذ عمليتها الجديدة بعد إعلان الولايات المتحدة، الاثنين، عن سحب قواتها من شمال شرق سورية بقرار من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في خطوة انتقدها الأكراد بشدة على الرغم من وعده بتدمير اقتصاد تركيا حال «تجاوزها الحدود».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى