ثورة انحطاط لا ثورة هوامش!
رنا محمد صادق
عرض الإعلامي نيشان خلال برنامجه «أنا هيك» على شاشة «الجديد» التي يستضيف في كلّ حلقة منه حالات فريدة، غريبة وإنسانية ربما تعرّضت للظلم، التنمّر، الاغتصاب والتحرّش والعنف وغيرها… وأحياناً يستقبل بعضاً من الذين يعتمدون الوقاحة سبيلاً للشهرة.
«ثورة الهوامش»… عنوان حلقة نيشان من برنامجه الأسبوعي واختاره خصيصاً حسب نوعية الحالات التي عرضها خلال الحلقة، ممن ضجّت بهم وسائل التواصل الاجتماعي طامعين بالشهرة.
بعيداً عن المحتوى الذي قُدّم خلال البرنامج أودّ أن أتوجّه إلى الإعلامي نيشان وأقول، اعتدنا عليك تستضيف قامات عريقة من النجوم، والممثلين والفنانين، كما اعتدنا عليك تطرح قضية حالة إنسانية تعرّضت للظلم وكنت صوت الإنسان والإنسانية دوماً، و»أنا هيك» كان حتى موسمه الأخير فيه شيء من العبر. أهذا هو الطرح الذي تسعى إلى تقديمه إلى الجمهور؟ نحن كمجموعة أناس نعيش وسط أزمات العيش الاقتصادية الخانقة والبيئة الملوثة جوّاً وبحراً وبرّاً بما يفيدنا طرحك عن حالات نفسيّة مزرية في الحلقة أول أمس؟
أتحدث عن نفسي كمواطنة، ما الذي أحصل عليه من برنامجك على الصعيد الاجتماعي والثقافي والتربوي؟ لا يسعني سوى القول، إلا أن هذه النوعية من المواضيع تزيد مجتمعنا انحطاطاً وجدلاً واسعاً لا بدّ من تداركه قبل فوات الأوان، ليبقى الناشطون بحساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي يقدّمون فيها ما يشاؤون، وليتركوا لنا مساحة خاصة على شاشة التلفزيون نستمتع خلالها ببعض من التقديم الفكري الجيدّ.
إفرازات السوشيل ميديا باتت كالوباء، فنجد مَن تتعرّى طمعاً بالشهرة، أو تفتعل عرضاً إباحياً للحصول على نسبة مشاهدة ومتابعين أكثر على حسابها الشخصي، أو تعرض مشاكلها الخاصة لتستقطب عاطفة الجمهور، كلّ ذلك لا يعنينا لأن مخاطر السوشيل ميديا حديث آخر لا ينتهي.
بعد الطرح الإعلامي المتدنّي المستوى، بشكل عجيب، أتأمل من البرامج الإعلامية أن تتوجّه إلى القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية، وتقديم مادة إعلامية تليق بهم وبمؤسساتهم، لا تهدف فقط إلى رفع نسب المشاهدة فقط، لأن ما يبقى بعد حين للإعلامي أو للصحافي هو سمعته الحسنة وتاريخ عمله.