مصر واللحظة التاريخية
ـ في جنوب وشمال مصر تحدّيان كبيران… واحد يمثله الإحتضان التركي للأخوان المسلمين المصريين ودعمه للحرب في ليبيا، وثان يمثله العناد العدائي لأثيوبيا في قضية وجودية لمصر منذ الأزل إسمها نهر النيل.
ـ الحلف الذي تتحرك الحكومة المصرية من ضمنه والذي تشكل واشنطن مرجعيته ويضمّ بصورة رئيسية دول الخليج ويركز على المواجهة مع قطر عربياً وتفادي المواجهة مع «إسرائيل» إقليمياً وجعل إيران عنوان العداء لا يقدّم شيئاً لمصر في المعركتين.
ـ في المواجهة مع تركيا لا تحصل مصر على أكثر من كلام خليجي ضدّ الأخوان لكنها تشهد مع الغزو التركي للأراضي السورية تغوّلاً في الدور التركي إذا كتب له النجاح ستدفع مصر ثمنه أكثر من سواها، وهذا التغوّل يتمّ بضوء أخضر أميركي تمثل بالإعلان عن الانسحاب من الحدود السورية التركية بتفاهم بين الرئيسين الأميركي والتركي.
ـ على الضفة الجنوبية يدعم الخليج بقوة حكومة السودان الجديدة التي باعت موقفها التضامني مع مصر لحساب أثيوبيا التي كانت الراعي للحلّ السياسي في السودان بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، والكلّ يعلم الخلفية الإسرائيلية للحركة الأثيوبية وعدم رغبة الخليج وأميركا بإزعاج «إسرائيل» كرمى لعيون مصر.
ـ الإصطفاف الراهن لمصر يشكل ثوباً لا يناسب مقاسها ويعرّضها لمخاطر إنكشاف متعدّد الوجه وأمامها فرصة تاريخية تتمثل بالاستدارة التي فتح بابها الغزو التركي للأراضي السورية لتنتقل بعلاقتها بدمشق إلى مرحلة جديدة تحقق توازناً من نوع مختلف في اتجاهات عديدة.
ـ هل تقدم القيادة المصرية على إبفاد وزير خارجيتها إلى دمشق لإعلان موقف مصري سوري قوي بوجه تركيا ورسالة ذات معنى لغيرها؟
التعليق السياسي