أميركا تبحث مع الأوروبيين إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا

دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس سلطات أوكرانيا إلى تنفيذ اتفاق مينسك الخاص بتسوية النزاع شرق البلاد.

وأوضح ستولتنبرغ قبيل اجتماع وزراء خارجية 28 دولة عضو في حلف «الناتو» ببروكسيل: «نحن ننتظر من أوكرانيا مواصلة التحرك على طريق الإصلاح، وبذل كل ما هو ممكن لتنفيذ اتفاق مينسك».

وأشار الأمين العام للأطلسي إلى أن وزراء خارجية الحلف سيناقشون في الاجتماع الحالي مع وزير الخارجية الأوكراني «أولويات الحكومة الأوكرانية الجديدة وسنستعرض مسانداتنا القوية والحازمة لأوكرانيا في هذا الوقت الصعب بما في ذلك من خلال صناديق ائتمانية عدة».

من جهة أخرى، أشار ستولتنبرغ إلى أن وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين لن يحضر اجتماع لجنة أوكرانيا الناتو، لكنه سيتواصل مع الوزراء من خلال الفيديو، موضحاً: «سينضم إلينا كليمكين بواسطة اتصال الفيديو لأنه بحاجة للبقاء في البرلمان لأسباب تتعلق بتشكيل الحكومة».

تصريحات ستولتنبرغ جاءت في وقت أعلن أندريه بورغين رئيس برلمان «جمهورية دونيتسك الشعبية» في شرق أوكرانيا، اتفاق وقف إطلاق النار في مطار دونيتسك مع السلطات الأوكرانية.

وقال بورغين إنه عقد اجتماعاً لفريق الاتصال، واتخذ قراراً بوقف إطلاق النار في مطار دونيتسك اعتباراً من الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء بحسب توقيت موسكو.

وتجدر الإشارة إلى أن مطار دونيتسك لا يزال محاصراً من قبل قوات الدفاع الذاتي التابعة لـ»جمهورية دونيتسك» منذ أسابيع عدة، ويقصف الجيش الأوكراني مواقع قوات دونيتسك حول المطار لتأمين نقل الذخيرة والمواد الغذائية والمياه للعسكريين الأوكرانيين الموجودين داخل المطار.

إضافة إلى ذلك، أكد بورغين أن عملية سحب المعدات الثقيلة من نقاط التماس قد تبدأ في 9 أو 10 من الشهر الجاري، مشيراً إلى أنه تجرى حالياً اتصالات مع الجانب الأوكراني بهذا الخصوص.

وأضاف بورغين قوله إنه «من دون سحب المعدات الثقيلة لن نتمكن من تحقيق وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن «جمهورية دونيتسك الشعبية» تؤيد مواصلة المفاوضات مع كييف في إطار عملية مينسك للتسوية السلمية، أي بمشاركة ممثلين عن روسيا وأوكرانيا و»الجمهوريتين الشعبيتين» المعلنتين في شرق أوكرانيا.

وفي الوقت ذاته، أشار بورغين إلى أنه من غير المعروف حتى الآن متى سيتمكن الجانبان من العودة إلى إطار مينسك.

إلى ذلك، دان وزراء خارجية دول «الناتو» وأوكرانيا أمس الحشد العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم وما وصفوه بأنه محاولة متعمدة من روسيا لزعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا.

وقال الوزراء في بيان بعد اجتماعهم في بروكسيل: «ندين الحشد العسكري لروسيا في القرم…كما نشعر بالقلق حيال خطط روسيا المعلنة الخاصة بالمزيد من الحشد العسكري في البحر الأسود».

ودان الوزراء بشدة استمرار روسيا في «زعزعة الاستقرار بشكل متعمد في شرق أوكرانيا في انتهاك للقانون الدولي ويشمل ذلك إمداد الانفصاليين بالدبابات وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وغيرها من الأسلحة الثقيلة».

وفي السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أمس إن وزير الخارجية جون كيري سيبحث مع الحلفاء الأوروبيين هذا الأسبوع فرض مزيد من العقوبات على روسيا ما لم يوقف «الانفصاليون الموالون لها في شرق أوكرانيا أعمال العنف»، بحسب قوله.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة عقوبات على قطاعات المال والدفاع والطاقة الروسية بعد أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم لأراضيها وبسبب مساندتها للمطالبين بالفدرالية في شرق أوكرانيا.

لكن دبلوماسيون أوروبيون قالوا إنه لا توجد رغبة قوية داخل الاتحاد لفرض المزيد من العقوبات ما لم يحدث تدهور حاد في الوضع بأوكرانيا، حيث أن روسيا تمثل مورد الطاقة الرئيسي لأوروبا ويخشى الكثير من دول الاتحاد أن تضر العقوبات وردود الفعل الروسية باقتصادهم.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية يرافق كيري لاجتماع وزراء خارجية دول الحلف في بروكسيل أمس: «هناك محادثات متواصلة مع الاتحاد الأوروبي بشأن الاستمرار في توسيع العقوبات». وأضاف: «سنجري محادثات بشأن ما سنفعله فيما بعد خصوصاً للرد على استمرار تدفق الأسلحة الثقيلة عبر الحدود من روسيا ».

إلى ذلك، أعلنت موسكو أنها غير راضية عن سير التحقيق في ملابسات تحطم طائرة الركاب الماليزية شرق أوكرانيا في 17 تموز الماضي.

وشدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش خلال مؤتمر صحافي له أمس على أن التحقيق يجب أن يكون دقيقاً وشفافاً ومستقلاً، مشيراً أن التصريحات الهولندية بأن جزءاً من حطام الطائرة لا يجدر باهتمام التحقيق، تثير قلقاً لدى موسكو.

ورفض لوكاشيفيتش ما جاء في قرار الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي حول أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة تلقي كل اللوم على روسيا في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وتتجاهل الجهود الروسية لتسوية الأزمة وانتهاكات اتفاقية مينسك. وأضاف أن الوثيقة «بعيدة من الموضوعية».

وبخصوص العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، قال لوكاشيفيتش: «نعول على أن يتغلب التفكير السليم» لدى الشركاء الغربيين، ودعا إلى التخلي عن «منطق القيود السلبي» والانتقال إلى البحث عن حلول بناءة. وأشار إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا غير شرعية وتهدد الأمن الدولي.

وتعليقاً على التصريحات الأوكرانية بخصوص وجود القوات الروسية المزعوم في الأراضي الأوكرانية، قال لوكاشيفيتش إن هذه التصريحات «ليس لها أي أساس في الواقع» على الأرض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى