تويني حيّا كلّ من ساعد في إطفاء النيران وأسف لما نشهده من انفصام في الشخصية الوطنية
اعتبر الوزير السابق نقولا تويني أنه عندما تشتعل غابات لبنان في كلّ محافظاته، ويستشهد شاب في ربيع عمره، وتحترق المنازل والأماكن العامة ومدرسة الكرمل في المشرف، وعندما يكافح الدفاع المدني ورجاله وقوفاً وجهداً طوال 48 ساعة بدون انقطاع، نحيّي شبابنا المتطوّع في الدفاع المدني وقيادة ومديرية الدفاع المدني ومعالي وزيرة الداخلية الساهرة على العمل الميداني بتواجدها في أماكن النار وجميع المسؤولين والمتطوّعين الذين ساعدوا ونشكر الإرادة الإلهية التي شفعت بِنا وأطفأت النار بالمطر وخلصت البلاد من كارثة بيئية محتمة وأنجدت العباد القابعين تحت الخطر.
أضاف تويني: أما المستغرب فهو تصرف أحد سكان الرابية الذي أشعل السماء بالمفرقعات فيما القرى والغابات مشتعلة، كأنه يعيش على كوكب زحل أو المريخ، مما يجعلني أقول وأؤكد انّ هناك كسراً او انفصاماً عريضاً في الشخصية والضمير الجماعي الوطني، وانّ هناك بُعد وفجوة لا يمكن ردمها بين ضفتي نهر المجتمع اللبناني… حيث فريق يعاني ويرزح وفريق يعيش ترفاً مصطنعاً بينما هو في الحقيقة مأزوم وغير مسؤول ولا مبال بالمحيط ولا بما يجري من حوله.
ورأى الوزير تويني انّ هذا الانفصام بالشخصية الوطنية هو أصل الداء، والمتاهة اللبنانية التي لم نتمكن من مقاربتها ومعالجتها رغم محاولات حثيثة وقيّمة قام بها الكثر من المفكرين العلمانيين الثوريين.
وتابع: المعضلة الكبيرة انّ اصحاب اللامبالاة هم أصحاب القرار السياسي والاقتصادي، مجموعة ضيقة متسلطة تفتقد الثقافة السياسية ومصابة بالعمى التاريخي، والأهمّ من كلّ شيء تفتقد المسؤولية الاجتماعية.