«مهرجان بيروت للصورة»… سنويٌّ رمزي حيدر: المكتبة الوطنية تقاضت بدل عرض أربعمئة دولار أميركي… وأدعو الشباب إلى المشاركة
رنا محمد صادق
بعد النجاح الذي حقّقه «مهرجان بيروت للصورة» بدورته الأولى الذي أقيم بالتعاون بين «دار المصّور» و «اتحاد المصورين العرب» والذي كان تحيةً إلى المصوّرة اللبنانية الفلسطينية كريمة عبوّد، انطلق هذا المشروع بغية تحقيق التجاذب الثقافي والحضاري من مختلف الدول. هذا المعرض الذي جاء تكريماً لرائدة التصوير العربي، المولودة في الناصرة من عائلة ذات أصول لبنانية من بلدة الخيام. وهي من أوائل النساء في الشرق الأوسط اللواتي مارسن مهنة التصوير، مفتتحةً أول ستوديو متخصص بتصوير النساء وذلك في مدينة بيت لحم.
المهرجان، الأول من نوعه، الذي يعكس صورة الاختلاف والتنوّع، والعيش والمشاركة، ما بين الحجاب والمايوه دلالات عابرة، وبين ثقافة الوجود والبقاء وثقافة الاستسلام والتسليم، بين مجتمع راقٍ وآخر فقير، وأحوال مدن وبلدات، تجتمع كل تلك الصورة في إطار موحّد في بيروت، عاصمة الثقافة ومهد الحضارات، كما عرفتها الأجيال السابقة، وتعرّف عليها الآخرون.
من بيروت، إلى العالم كانت واجهة المصوّرين في عكس الصورة الحقيقية للعالم، للمهرجان أهداف عدّة، الهدف الأول منه مساحة للمصورين الشباب الجدد في طرح إبداعهم في صورة، لكوننا نعيش في عصر الصورة، الهدف الثاني منه، فسحة من التقاء الثقافي في اللبناني العربي على وجهة الانفتاح والاختلاط، وتقبّل الآخر كما هو، دون أي تمييز في عرقه، لونه وأسلوب حياته.
من المناطق اللبنانية والشوارع البيروتية أقيمت معارض المصورين، حيث أُنعش قلب المدينة ونبض إبداعاً فنياً وصدقاً، فهل من صدق أكثر من صدق الصورة؟
«البناء» كان لها لقاء مع رئيس جمعية «دار المصوّر» رمزي حيدر الذي أشار إلى أن هذه التجربة كانت مهمة جداً. السبب الأول أنها كانت تكريماً لأول مصوّرة في الشرق الأوسط وهي كريمة عبّود، فأعمالها كانت حاضرة في شوارع بيروت والتي عمرها مئة عام، إضافةً إلى أعمال أناس آخرين، حيث كان هناك ستمئة صورة موزعة على اثنين وعشرين مكاناً في بيروت، الجنوب، الشمال وطرابلس، وبعلبك، انتشرت الصور في كلّ هذه الأماكن.
وأضاف: هذه الدورة شجعتنا للبناء عليها دورات أخرى أي أن يصبح مهرجان بيروت سنوياً من بداية شهر أيلول من كلّ عام إلى نهايته، يجمع خلاله صوراً من كافّة الأقطار العربية، إضافةً إلى أوروبا وأميركا، أي أن تكون المشاركة مفتوحة أمام الهواة والمحترفين.
بيروت الفكر.. بيروت السينما.. بيروت المسرح
ويتابع: لاقى المهرجان أصداء إيجابية لكونه في بيروت لخصوصية هذه العاصمة في الثقافة واختلاط الحضارات، وهي واجهة مفتوحة لتبادل الثقافات مع المجتمعات الأخرى. بيروت الفكر.. بيروت السينما.. بيروت المسرح.
وختم قائلاً: للأسف عُرضت الصور الخاصة بالمهرجان في المكتبة الوطنية يومين ونصف اليوم فقط، مقابل بدل حوالي 400 دولار أميركي، المكتبة التي هي تابعة لوزارة الثقافة لم تخصص لصور المهرجان أياماً كثيرة كباقي الأماكن في بيروت، إلا أن ذلك كان مقابل بدل.
وحين سألنا عن السبب، ردّ حيدر: «بدك تسأليهن!».
حيدر أراد عبر «البناء» أن يوجّه رسالة المصورين الشباب للمشاركة في نشاطات من هذا النوع، خصيصاً أننا نعيش في عصر الصورة بالأخص من خلال التبادل الثقافي مع الحضارات الأخرى عبر الصورة.
تجدر الإشارة إلى أن رمزي حيدر هو مؤسس ورئيس «جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة» و»دار المصوّر»، ومن مؤسسي اتحاد المصوّرين العرب ورئيس فرع لبنان.
مصوّر صحافي لبناني بدأ مسيرته منذ أواخر السبعينيات، حيث عمل في صحف لبنانية وعدد من الوكالات مثل يونايتد برس انترناشونال UPI ، «غاما»، «رويترز» و «Collectife»، وأمضى الجزء الأكبر من سيرته المهنية في وكالة الصحافة الفرنسية التي عمل فيها من العام 1968 الى العام 2010. غطى خلال هذه المرحلة حروب لبنان وأحداث الشرق الأوسط، من العراق الى سورية، مروراً بالسودان، الى غيرها من الدول، وحاز على عدد من الجوائز الدولية، ونشرت صوره في معظم الصحف والمجلات حول العالم.
في أواخر التسعينيات، عمل مع مجموعة من المصوّرين العرب على إنشاء اتحاد المصورين العرب. أنشأ جمعية مهرجان الصورة ذاكرة في العام 2007 وفي العام 2010 أنشأ مركز دار المصوّر في بيروت.