هل تلقى الحريري رسالة الشارع؟
ـ السؤال الرئيسي الذي انتظر اللبنانيون قراءة كيفية تفاعل رئيس الحكومة معه هو الرسالة التي حملتها الانتفاضة الشعبية الأولى في تاريخ لبنان، غضباً على الحكام بلا استثناء في لحظة شعور عارم بالتخلي عن الناس والاستهتار بظرفهم الصعب وأوجاعهم واعتبارهم بلا حول ولا قدرة على التحرك، بلا قيادة ولا تحرك مبرمج، ولا جهات منظمة.
ـ الطريقة التي رافقت ضريبة الواتس أب قالت إنّ الناس تُركوا لقدرهم وأن لا العهد الذي أملوا مقاومته للفساد بدا حاضراً بوزرائه ورئيسه لمنع هذا العدوان على الناس، ولا حزب الله الذي تعهّد بحرب على الفساد بدا واقفاً بالمرصاد، ولا حركة أمل التي قالت إن لا ضرائب جديدة أثبتت جهوزيتها للتصدّي لكن وبالأصل اللوم في الشارع على الرئيس سعد الحريري لأنّ الطعنة جاءت من فريقه في ضريبة الواتس أب ، واستبشر الناس من إلغاء القرار أنّ إعادة نظر ستحملها رسالته ولذلك انتظروا لمعرفة ما فيها.
ـ رسالة الرئيس الحريري جاءت تقول إنه ماض بمشروعه كما قال ويهدّد من أسماهم بشركائه في الحكم بموقف بعد 72 ساعة كمهلة أخيرة لهم للسير بمشروعه الذي أسماه بالإصلاحي ويعتبرهم مصدر عرقلته، فما هو مشروعه الذي يعرقله الشركاء؟
ـ المشروع ضريبة 15 على القيمة المضافة و700 ليرة على تنكة البنزين واقتطاعات من رواتب التقاعد وتجميد الرواتب أو اقتطاع 15 منها لثلاث سنوات تحت شعار إقناع المموّلين الخارجيين بجدية السلطة بالإصلاح.
ـ الحريري أخطأ القراءة وسيخطئ مثله الذين يقولون إنهم سيتراجعون لتركه يفعل ما يشاء وخلف الستار يدبّر له الذين تراجعوا خطوة إلى الوراء كحال حزبي القوات والإشتراكي حفرة ليقع فيها.
ـ لماذا لم يعلن الرئيس الحريري طلباته وكلها ضرائب وحسومات رواتب علناً على اللبنانيين ويرى إذا كانوا يتحوّلون للضغط لصالحه على من وصفهم بالمعرقلين ويكون الشعب هو الحكم؟
التعليق السياسي