آسف جداً…..
آسفٌ جداً، وبحكم التزامي
المهني الصحي طبعاً،
أن لا أشاركَ في الاعتصام الرائع
الذي طالب أفرادهُ بالتغيير
في مواجهةِ الواقع المؤلم
والمؤسف في لبنان…
إنني أُشاركُ اليوم في مؤتمرٍ طُبي
مُهم في كندا.
لكنني كلما سنحت الفرصة أعود
إلى الشاشة لأرى ماذا يجري
في مناطق لبنان كل لبنان.
ولكم تمنيتُ أن أكون
في عدادِ أهل الاحتجاج
ولا أقول النقمة
بل أهل الشكوى
ومن بينهم
مفكرون،
مثقفون،
جامعيون،
وأهلُ اختصاص،
وطلاب،
ومتخرجون عاطلون عن العمل،
لا يُقدمُ إليهم وطنهم فرصةٍ
للعمل المنتج والذي يؤمن لهم
كرامة العيش.
سمعت بعض المشاركين
يشكون من الجوع
ومن الحرمان على أنواعه
وهذا لا يجوز في وطنٍ كلبنان….
ويزدادُ اقتناعي اليوم بعد اليوم،
بأن السلطة مقصرة جداً
وبأن الفساد استقوى على حاضرنا
إلى جانب
المحاصصة،
والتعصب،
والتزمّت،
والوعود غير الصادقة،
والحديث يطول.
في لبنان تجمّعاتٌ
تدعو الى المواطنة
ويشرفني جداً أن أكون
في أكثر من تجمّع،
لأن لبنان وطنٌ جامع
لا مجموعةُ فِرَقٍ
تتفقُ حيناً
وتتخاصمُ أحياناً…
ساحات لبنان أمامي
تضجُ بالشكاوى
وشُبان في أعمارهم اليافعة
لا يعرفون مصيرهم
ولا يُمنحونَ الحصة اللائقة
في العيش الكريم
وهم كلهم أمانةٌ في أعناقِ المسؤولين…
لماذا،
لماذا لا تُمدُ طاولةٌ نظيفة
لأهل الاختصاص
يجتمعون
ويتناقشون
ويضعون الحلول والاقتراحات
المنقذة من غير محاولاتٍ مشبوهة للاكتساب؟
إن الوطن هو المسؤول عن أبنائه، والساعي لإنقاذه من المفاسدِ والمخاطرِ والحرمان.
وإلى اللقاء القريب إن شاء الله…
الدكتور سامي الريشوني