بوتين يدعو إلى تعميق التعاون مع روسيا خدمة للأمن والاستقرار روحاني: مقاومة شعبَيْ إيران وفنزويلا أمر يستحق الثناء
شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «ضرورة أن توسّع روسيا ودول حركة عدم الانحياز تعاونها بما يخدم الأمن الإقليمي».
وقال الرئيس الروسي في الكلمة الافتتاحية لقمة حركة عدم الانحياز في دورتها الـ18، أمام قادة ورؤساء حكومات الدول الـ120 الأعضاء: «نحن على ثقة تامة بأن توسيع تفاعلنا البناء بين روسيا وحركة عدم الانحياز، سيضمن تعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي».
وأشار بوتين إلى أن «القمة تعقد هذه المرة في ظروف عالمية معقدة، وفي وقت يشهد فيه عدد من المناطق في العالم توتراً ونزاعات مسلحة وصراعات إثنية ودينية»، مضيفاً: «كل هذا يجعل من الصعب حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ومقاومة المجاعات والفقر».
بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن «إيران مستعدة لتوسيع علاقاتها مع فنزويلا في جميع المجالات».
وخلال لقائه بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على هامش اجتماع قمة حركة عدم الانحياز في باكو، أشار روحاني إلى أن «مقاومة شعبي إيران وفنزويلا وهزيمة المؤامرات الأميركية أمر يستحق الثناء».
وفي كلمة له قال روحاني إن «أميركا لم تنجح في التقدم في أي مخطط لها في منطقتنا وجميع المؤامرات فشلت ضدنا، وقامت بافتعال حروب حارقة في المنطقة خاصة في غرب آسيا، من أجل استمرار هيمنتها العسكرية وقد أدت هذه الحروب إلى مقتل مئات الآلاف، وخسارة شعوب المنطقة مئات المليارات من الدولارات»، مؤكداً أن «سياسة المسؤولين الأميركيين هي سبب بدء نهاية سيطرة أميركا ونظام القطب الواحد».
وحول القضية السورية أشار الرئيس الإيراني إلى أن «مشاركة إيران وروسيا وتركيا في أستانة أدّى إلى الاستقرار في معظم المناطق السورية وعودة ملايين المهجرين إلى مناطقهم»، لافتاً إلى أن «الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمات هو احترام حق الشعوب في تحديد مصيرها والتعهد بعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وتابع «قدمنا الشهر الماضي في الأمم المتحدة مبادرة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، هدف هذه المبادرة هو تحقيق السلام والاستقرار والتطور وإيجاد التفاهم والعلاقات السلمية بين دول الخليج الفارسي ومنع التدخل والتهديد، وهذه المبادرة ستشمل مجالات مختلفة كالمشاركة الاقليمية في توفير الأمن لنقل الطاقة وضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وأوسع من ذلك».
كما أكد أن «استقرار وأمن جيران إيران هو استقرارها وأمنها أيضاً، والحصول على الأمن والاستقرار لا يكون سوى عبر التعاون و المشاركة الجماعية»، وفق قوله.
وتنعقد القمة يومي 25 و26 تشرين الأول الحالي، تحت شعار «التمسك بمبادئ باندونغ لضمان استجابة توافقية وملائمة لتحديات العالم المعاصر».
وتضمّ حركة عدم الانحياز حالياً 120 دولة كأعضاء و17 دولة و10 منظمات دولية مشاركة بصفة مراقب.
ومن المبادئ الأساسية للحركة البعد عن المشاركة في التحالفات السياسية والعسكرية، وتكريس مبدأ التعايش بين الشعوب القائم على أساس مبادئ الاستقلال، والمساواة في الحقوق الذي يشكل أساس السياسة الخارجية لهذه البلدان.
وحركة عدم الانحياز، أفرزتها نتائج الحرب العالمية الثانية 1939-1945 ، وعزّزتها الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة واشنطن، والشرقي بقيادة موسكو.
وتنص معاهدة عدم الانحياز على أهمية التعاون المشترك بين الدول الأعضاء دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، واحترام سيادة الدول واستقلالها.
وتكمن أهمية القمة الـ18 الحالية للحركة على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء بموافقة جميع الأعضاء بالإجماع على ترأس أذربيجان للحركة خلال الفترة 2019 – 2022، لإيصال الحقائق والوقائع المتصلة بالصراع الأرمني الأذربيجاني حول قارباغ الجبلية، ونقل الصورة الحقيقية إلى المجتمع الدولي.
ومن المتوقع أن يحضر القمة ما يزيد عن 800 مشارك و150 ممثلاً عن وسائل الإعلام المحلية والدولية، لتسليط الضوء على فعاليات هذه القمة.
يذكر أن أعمال القمة الـ17 للحركة انعقدت في جزيرة مارغريتا الفنزويلية في 17 أيلول 2016 تحت شعار «متحدون على طريق السلام» بمشاركة قادة وممثلين من 20 دولة.