لحود: لنبادر بلا مواربة للالتفاف حوله كي ينتصر حردان: جميع القوى مطالبة بدعمه في المعركة ضدّ الإرهاب
أثار الاعتداء على الجيش ليل أول من أمس وصباح أمس في رأس بعلبك وجرود عرسال موجة استنكار واسعة، وصدرت مواقف طالبت بالإسراع في تقديم الدعم العسكري للجيش لمواجهة الإرهاب وتوفير الغطاء السياسي له في هذه المعركة المفتوحة.
لحود
وقال الرئيس إميل لحود في بيان إن «استنزاف الجيش في الشكل الذي يحصل فيه أخيراً في جرود عرسال، بالعبوات الناسفة والكمائن المسلحة، لم يعد امراً مسموحاً او مقبولاً وطنياً، إذ يسقط جنودنا الأبطال غدراً على يد إرهاب تكفيري لا يعرف إلا الغدر والقتل، فيما لا يزال اختطاف العسكريين مستمراً يحوطه ارباك ما بعده ارباك».
ورأى أن «الإنجازات النوعية لمخابرات الجيش والمداهمات والتوقيفات يجب أن تتكلل انتصارات في الميدان على هذا الإهاب، كما يجب تحرير العسكريين بجميع الوسائل المتاحة من منطلق اوراق القوة التي نملك».
وأضاف: «لذلك، على الحكومة أن تحسم أمرها في هذا الملف على جبهة جرود عرسال كي يتوقف نزيف الدم الغالي ويتحرر العسكريون. الجيش يستدرج الى كمائن، والدولة تتفرج وتسطّر بيانات الاستنكار والترحّم، بغياب اي قرار موحّد ومتماسك يقضي على الآفة من جذورها بإعطاء الجيش اللبناني أمراً لا لبس فيه ولا يحتمل التأويل بضرب أوكار الارهاب في جرود عرسال».
وتابع: «كنا نبادر في الماضي الى الرد الحاسم عند تعرض الجيش الى اي عدوان، إلا أن السياسة في ظل التجاذبات الحادة والانقسامات اليوم، تبدو عاجزة على الأقل عن مواكبة الحدث، فكيف عن صناعته وفرض أمر واقع جديد على هذا الارهاب يفضي الى القضاء عليه وليّ ذراعه في ملف اختطاف العسكريين. الى متى يحتمل وطن الأرز ان يسقط شهداء الجيش وجرحاه كأوراق الخريف والدولة سائحة وتائهة عن مصلحة لبنان العليا؟»
وختم قائلاً: «بلغ السيل الزبى، وكل غد لن يكون أفضل من البارحة واليوم إن لم نبادر جميعاً الى الالتفاف حول جيشنا الوطني الباسل، من دون مواربة، كي يقدم وينتصر. شهداؤنا اليوم في دنيا الحق وأحياؤنا مؤتمنون على الشهادة».
حردان
ودان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية للجيش اللبناني في جرود منطقة رأس بعلبك، ما أدّى إلى استشهاد عدد من العسكريين، وأعرب عن أعمق مشاعر التضامن مع مؤسسة الجيش قائداً وقيادة وأفراداً، ومع عوائل العسكريين.
وقال حردان في تصريح له: «إنّ الهجوم الإرهابي، الذي استهدف دورية للجيش اللبناني في جرود منطقة رأس بعلبك، إنما يستهدف كلّ لبنان بسلمه الأهلي وسيادته وأمن اللبنانيين، ويشكل تهديداً خطيراً لأمن الدولة واستقرار البلد، ولم يعد مقبولاً أن يستمرّ التعاطي مع هذا الخطر بخلفية مواقف جهوية متعارضة مع مصلحة لبنان، فهذا واقع تستفيد منه المجموعات الإرهابية المتطرفة التي توغل في ارتكاب الجرائم الارهابية الوحشية».
وأضاف: «إنّ جميع القوى في لبنان مطالبة بموقف موحد واضح لا لبس فيه، داعماً للجيش وسائر المؤسسات الأمنية في الدولة، في المعركة المفتوحة ضدّ الإرهاب والتطرف. والمطلوب أيضاً تسريع الخطوات والإجراءات من أجل تسليح الجيش بأسرع وقت ممكن، وعدم وضع العراقيل أمام عروض تسليح الجيش غير المشروطة».
وقال: «إننا إذ نقدم أحرّ التعازي إلى المؤسسة العسكرية وعوائل الشهداء، نجدّد التأكيد على وقوفنا إلى جانب مؤسسة الجيش في خيارها وقرارها خوض المواجهة للقضاء على الإرهاب، وندعو القوى كافة إلى الوقوف في هذا الموقع فعلاً لا قولاً، كما ندعو الحكومة اللبنانية إلى مغادرة سياسة النأي بالنفس عن فتح قنوات الاتصال المباشر مع الحكومة السورية، والشروع في تنسيق عسكري، بين الجيشين والأجهزة الأمنية في البلدين، بما يعزز القدرة على مواجهة خطر الإرهاب، والتخلص من هذه المجموعات الظلامية التي تعيث قتلاً وإجراماً وتستهدف بلادنا كلها بأرضها ومواطنيها وقيَمها الحضارية والإنسانية».
اتصالات ومواقف داعمة ومعزية
وأجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جان قهوجي معزياً باستشهاد العسكريين ومؤكداً ثبات دعمه للجيش والقوى الأمنية الشرعية في مهماتها لمواجهة الإرهاب مهما غلت التضحيات. واعتبر وزير الدفاع الوطني سمير مقبل «أن قدر الجيش بذل الدماء فداء عن الوطن واصفاً الارهابيين بـأنهم «جبناء» وأنهم يظنون «بأن مثل هذه الاعمال ستضعف الجيش وتثنيه عن القيام بدوره».
وقال: «يبدو انهم لجأوا الى هذا الاسلوب الغادر والجبان بعدما خبروا قوة وصلابة وعزم هذا الجيش في المواجهات الميدانية والتصدي لهم واجبارهم على الانكفاء وتقهقرهم الى مخابئ الجرد، فليعلموا ان هذه الاعتداءات الغادرة تزيد جيشنا الباسل عزماً واندفاعاً لمجابهتهم ودحرهم». وعزى وزير العدل اللواء أشرف ريفي في بيان، الجيش اللبناني وقيادته بالشهداء، وشدد على رفض التعرض للمؤسسة العسكرية. ووجهت وزيرة المهجرين أليس شبطيني برقية تعزية إلى قهوجي.
وأكد عضو النائب علي عسيران أن «من واجب اللبنانيين ان يجتمعوا صفاً واحداً دعماً للجيش وحفاظاً على حياتهم وحياة أولادهم وحرياتهم وثرواتهم». فيما اعتبر النائب ياسين جابر ان «الدور الاستباقي للجيش وللقوى الامنية في كشف الارهابين قبل تحقيق اهدافهم هو دليل على قدرة الجيش في حماية الوطن وتفكيك الشبكات الارهابية والتصدي لكل العابثين بأمن واستقرار لبنان».
وأشاد رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، بقدرة الجيش على مواجهة الإرهاب. واتصل بالعماد قهوجي معزياً بالشهداء. كما أجرى الخازن اتصالاً هاتفياً، للغاية نفسها بالوزير مقبل.
وتابع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الموجود في القاهرة، مجريات الأحداث المؤلمة التي حصلت في رأس بعلبك وتقدم من المؤسسة العسكرية في الجيش اللبناني ومن قائدها العماد جان قهوجي بالتعازي باستشهاد العسكريين في رأس بعلبك، وقال: «إن الاعتداء على الجيش اللبناني هو اعتداء على لبنان وكل شهيد هو شهيد الوطن، والجيش اللبناني هو صمام امان للبنانيين ومن يستهدف اي عنصر من عناصره هو اجرام وارهاب لا يقره اي دين من الاديان». وشدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على ضرورة الإسراع بتجهيز الجيش وتسليحه ومده بكل عناصر القوة. وشجب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الاعتداء الآثم على الجيش داعياً إلى «تقديم الدعم الكامل للجيش ووضع هذه الأولوية فوق كل اعتبار، حمايةً لسلمنا الأهلي واستقرارنا وتثبيتاً لوجودية الكيان اللبناني برمته».
ولفت العلامة الشيخ عفيف النابلسي إلى أن الاعتداءات المتواصلة على الجيش تثبت نيات الجماعات التكفيرية في إضرام النار في كل المناطق وصولاً لجعل لبنان غابة للمتوحشين والإرهابيين ولكن الجيش كان يدرك حجم الأخطار الأمنية والسياسية على لبنان من هذه الجماعات وحذر مراراً أركان السلطة على التوحد لمواجهة هذه التيارات .
واعتبر الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر ان «الاعتداء الآثم الذي تعرض له جنود الجيش اللبناني … يؤكد مرة جديدة ان هذه العصابات مصرة على الاستمرار في استهداف لبنان وأمنه واستقراره، والسعي للتمدد في بعض مناطقه وخلق معادلات جديدة في الواقع اللبناني، وقد شجعها على ذلك سلوك وتصرفات البعض، والتي عبر عنها في شكل خاص بالمواقف التي اطلقها السيد وليد جنبلاط، والتي كان آخرها دعمه وتأييده للتعايش والتلاحم مع هذه العصابات الارهابية واعتبار ذلك مصلحة وطنية لبنانية».
وقال أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان، في بيان إن «جيشنا الوطني وأبناءنا فيه وقيادته يخوضون حرباً شرسة ضد الإرهابيين المخربين، وهذه الحرب بمعناها العسكري والتقني واللوجستي جديدة على سياق المعارك التي خاضها جيشنا الوطني، لذلك علينا أن نتوقع المزيد من الشهداء والمزيد من الجرحى ولربما المزيد من المفقودين ثمن الحفاظ على وجودية الوطن اللبناني».
وطالب الحزب الديموقراطي اللبناني الحكومة بالعمل الحثيث والجدّي واتخاذ القرار الحاسم البعيد عن كل الإعتبارات السياسيّة من أجل محاربة الإرهاب وضربه بيد من حديد لكي لا نفقد كل يومٍ شهيد للجيش في حرب استنزاف مع التنظيمات الإرهابية.
ودعا المكتب السياسي لحركة أمل الحكومة الى الاسراع في زيادة عديد وتأمين العتاد اللازم للجيش، مهيباً بالقوة السياسية اللبنانية والحكومة، الوقوف والتعاطف مع الجيش، وإفساح المجال له بتنفيذ مهماته الدفاعية والامنية المختلفة. كما دعت الأمانة العامة لحزب التوحيد الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وقيادتها التي تدفع الأثمان الغالية عن كل اللبنانيين.
ورأى تجمع العلماء المسلمين أن على الدولة المبادرة الى اتخاذ قرار نهائي باستئصال الجماعة الارهابية من أراضينا والقضاء عليها.
واعتبرت «حركة الأمة»، أن «ما حصل في رأس بعلبك والعبوة الناسفة في جرود عرسال، جريمة قامت بها عصابات تدعي زوراً وبهتاناً أنها تعمل باسم الإسلام».
ودعا رئيس «حركة الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبد الرزاق «إلى اتخاذ الخطوات اللازمة للضغط على الإرهابيين وأهمها قطع الإتصالات وحرمانهم من كل وسائل الحياة، وقد آن الأوان لبدء الهجوم».
وأبرق المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور إلى العماد قهوجي معزياً باستشهاد العسكريين.
ورأى رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين «أن ما حصل هو محاولة مكشوفة لفرض واقع جديد على الارض وان هذا الاعتداء جاء بعدما شعر الارهابيون بالإفلاس».
واعتبر سفير السلام في العالم خليل أحمد شداد أنّ هذا الاعتداء الآثم هو اعتداء على كلّ مواطن لبناني من قبل المجموعات الإرهابية التي تهدّد أمن البلد واستقراره، والتي لا بدّ من الحسم تجاهها ومنعها من الاستمرار في سياسة الاستنزاف والابتزاز. وإذ اشاد بالدور الذي يقوم به اللواء عباس ابراهيم، طالب شداد رئيس الحكومة تمام سلام بإيلاء قضية العسكريين المخطوفين كلّ الاهتمام، وإبقائها بعيدة عن التجاذبات السياسية، لأنّ كثرة المفاوضين تعقّد القضية ولا تخدم أولوية الوصول إلى حلّ لها في أسرع وقت ممكن.
ودان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بشدة، الاعتداء على الجيش مجدداً «عمق إلتزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الدعم الجيش».
كما دان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، الاعتداء على الجيش اللبناني، وجدد «دعم فرنسا، للبنان وسلطاته ومؤسساته، وبخاصة الجيش اللبناني الذي يدفع ثمناً باهظاً للمحافظة على السلام والاستقرار في لبنان وصون سلامة أراضيه، في مواجهة أخطار زعزعة الاستقرار في البلاد المرتبطة بالأزمة السورية».