عندما يسمّى إحراق العلم الإسرائيلي تسييساً؟
ـ حسناً فعلت هذه السيدة التي جاءت بالعلم الإسرائيلي وقرّرت حرقه في إحدى تجمعات الحراك الشعبي «الإصلاحي» أو «الثوري»، لترينا بأمّ العين ردود الأفعال التي تمخضت عن قرار معلن برفض إحراق العلم الإسرائيلي «حرصاً على عدم تسييس الحراك».
ـ دائما هناك فارق كبير بين الوطنية والسياسة، فالشأن الوطني والعمل الوطني والموقف الوطني لا يمكن اعتبارها مصدراً للانقسام السياسي، ولا يجرؤ أيّ فريق لبناني على توصيف العداء لـ «إسرائيل» باعتباره قضية خلافية تثير الانقسام وتحسب على الخلافات السياسية.
ـ ما فعلته السيدة المؤمنة بصدق الحراك وبادّعاءات القيّمين عليه بعدم عدائهم للمقاومة وعدم ارتباطهم بالسفارات كان فرصة لاختبار صدق هذه الادّعاءات لأنّ إحراق العلم الإسرائيلي لا يتسبّب بإحراج الحراك وتصنيفه سياسياً لدى أيّ من الأطراف اللبنانية لكنه يحرج من يرتبط بالسفارة الأميركية ومن قدّم أوراق اعتماده للأميركيين بتحديد الهوية الحقيقية للحراك بحياده بين المقاومة والإحتلال.
ـ ما حدث يوضع برسم المدافعين عن صدقية تصنيفهم للحراك كقوة نظيفة مساندة لحق الشعب اللبناني بمواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيليين وفضيحة بحجم كاف لإيضاح من يحرّك الحراك وممّن يسعى الحراك لنيل شهادة نظافته من الشعب اللبناني أم من أعداء هذا الشعب وفي طليعتهم كيان الاحتلال الذي سيفرح كثيراً للخبر ويتداوله كعلامة على نجاحه باختراق الشعب اللبناني وتشكيل جبهة حلفاء تدافع عن علمه.
ـ فضيحة كبرى بعد التضحيات الجسام التي قدّمها الشعب اللبناني ومقاومته أن يتجرّأ من يدّعون تمثيل إرادة الشعب في الشارع على اعتبار إعلان الحياد من الصراع مع «إسرائيل» تعبيراً عن الموقف الشعبي، وأن يخرج مثقفون يدّعون الوطنية ويقولون إنّ هذا زجّ للحراك في ما لا شغل له فيه، صار التذكير بوحدتنا بوجه الاحتلال زجّاً بما لا شغل لنا فيه؟ كلام لا يجوز أن يمرّ مرور الكرام.
التعليق السياسي