نم قرير العين يا أكرم الراحلين
جوزف القصيفي
برحيل ميشال إده تنطوي الصفحة الأكثر إشراقاً ونقاء في تاريخ لبنان الحديث.
قلب مفتوح على الخير.
ضمير ينبض بالحق.
مغيث الملهوف.
نصير الفقير وعضده
يمثل رحابة المثقف.
اليد المبسوطة للعطاء من دون حدود.
المسكوني التطلعات.
صاحب الهمة والهمم
المبادر، الذي يسابق إلى الخدمة من دون منة.
عاشق الحرية، المتشبّع بالقيم الديمقراطية.
ذو الثقافة الموسوعية
أسرج خيل الرحيل، فيما لبنانه، يعيش آلام المخاض.
صديق الصحافيين، الذي انحاز إليهم.
وكنا الشهود على هذا الانحياز، سواء في وزارة الإعلام أو على رأس إدارة الأوريان لوجور .
حقوقي عرف كيف يلقي على مهنة المحاماة ثوب المهابة، ويرتقي بها إلى مشارف الرسالة.
أبكيه صديقاً، قدوة، قامة، وهامة، من بلادي، موطن الأرز الذي أحبه وأخلص له.
نم قرير العين يا أكرم الراحلين.
صدق الذي قال: إنّ الموت نقاد لا يتخيّر سوى الجياد .
لبنان اليوم حزين. فقد الدرة الأغلى، والوجه الأحب، والصدر الأرحب، والفكاهة الأحلى، واللمسة الإنسانية الحانية.
فامض إلى ربك راضياً، مرضياً، مطمئناً إلى الوزنات التي ثمرتها في أعمال البر، وأنّ لك من حصاد دنياك الذكر الطيب، ومثل الأبرار الصالحين، يفوح عطر يديك، مثقلاً بالجهاد الحسن الذي طبع دنياك. وما غادرتنا إلا بعد أن أتممت سعيك، واعليت المنائر.
ليهنأ لك الرقاد في جوار من تقدّمك إلى جنات الخلد، وليظللك الله بوافر من رحمة تستحقها وأكثر.
نقيب محرري الصحافة اللبنانية