صباح… حين يقترن الإبداع بالبساطة
معن بشوّر
في حوار مع أصدقاء إثر شيوع خبر وفاة صباح، طرح أحدهم سؤالاً حول ما الذي يميّز الفنانة الكبيرة عن غيرها من كبار الفنانات والفنانين العرب.
قال أحدهم: لأن صباح من مطربات قلّة لا يحفظ كثيرون أغانيها فحسب، بل يغنونها في منازلهم ورحلاتهم ومراكز عملهم، بل ويستخدمونها في وصف حالات كثيرة مثل أغنيتها المشهورة «وصلتونا لنص البير… وقطعتوا الحبل فينا» التي ذهبت مثلاً غالباً ما يستخدمه سياسيون خابت رهاناتهم.
أضاف آخر: عاشت صباح بين الناس وماتت بينهم، لذلك لم ينطفئ نورها رغم السنين، ولم يغب صوتها رغم تقدّم العمر، فهي غنّت بساطة الناس، فأغناها الناس ببساطتهم…
ثالث قال: هل يمكن أن يخرج في وداع السياسيين من رؤساء ووزراء ونواب حاليين وسابقين العدد ذاته من الناس الذين خرجوا في وداع صباح؟
بالإضافة إلى صوتها الرخيم المتدّفق، أكثر ما يميّز الفنانة صباح بساطتها الفائقة التي جعلت منها نشيداً لجميع البسطاء في أغنيتها «عالبساطة … البساطة».
رابع ختم الحديث قائلاً: أعادت صباح الاعتبار إلى الأغنية، إلى الكلمة، إلى الإبداع، إلى العلاقة المباشرة بين المبدعين والجمهور.
اللافت في وداع صباح، هو جوّ الطرب والفرح الذي طغى على تشييعها بين بيروت وبدادون. شعر كثر في هذا اليوم آنذاك أن صباح التي كانت رسولة الفرح خلال حياتها، بقيت رسولة الفرح في مماتها.
لا شك في أن بساطة صباح وتواضعها وإنسانيتها الراقية، بالإضافة إلى ألوف الأغاني وعشرات الأفلام والمسرحيات، كانت وراء هذه الشعبية الطاغية التي ظهرت في وداعها من الفندق الذي كانت تقيم فيه إلى الكنيسة التي صُلّي فيها على جثمانها، إلى بدادون مسقط رأسها.
جمعت صباح بين البساطة والإبداع، فكانت مبدعة في بساطتها وبسيطة في إبداعها.
المنسّق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية