اكتتاب أرامكو.. حجر الزاوية في رؤية 2030
بدأت شركة أرامكو السعودية أخيراً يوم أمس، الطرح العام الأولي لحصة من أسهمها وأعلنت نيتها الإدراج في البورصة بعد قرابة أربع سنوات من إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عن الفكرة للمرة الأولى.
وأعلنت «أرامكو»، الأحد، نيتها إدراج أسهمها في سوق المال السعودية للتداول. وقالت الشركة في بيان إن السعر الذي سيشتري به المكتتبون في الأسهم وعدد الأسهم المبيعة ونسبتها سيتحدد في نهاية فترة بناء سجل أوامر الاكتتاب.
وأضافت الشركة في بيانها أنها تعتزم الإعلان عن توزيعات نقدية لحملة الأسهم العادية بما لا يقلّ عن 75 مليار دولار للعام 2020.
وأعلنت هيئة السوق المالية السعودية في وقت سابق من يوم أمس الموافقة على طلب شركة النفط «أرامكو» تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام.
أعلنت أرامكو عن صافي ربح قدره 68 مليار دولار لفترة الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر أيلول.
وأوضحت الشركة أن الإيرادات ومصادر الدخل الأخرى المرتبطة بالمبيعات بلغت 244 مليار دولار للفترة ذاتها.
وقالت أرامكو – في معرض إعلان نيتها الإدراج بالبورصة السعودية – إن المواطنين السعوديين المكتتبين في الإدراج سيحق لهم الحصول على أسهم مجانية.
وأكد أمين الناصر الرئيس التنفيذي لـ»أرامكو» أنها الشركة الأكثر استقراراً في توفير الطاقة لدول العالم واصفاً قرار طرح أسهمها للاكتتاب العام بالخطوة التاريخية. وقال الناصر في مؤتمر صحافي: «إن الاكتتاب يمنح المواطنين والمستثمرين الحق في الامتلاك المباشر لجزء قيم من أرامكو، التي تعتبر أكبر شركة متكاملة في العالم للنفط الخام والغاز.. فشركة أرامكو تتمتع بموقف مالي قوي وتدفقات نقدية هي الأفضل عالمياً بفضل قلة التكلفة». كما أكد الناصر أن المركز المالي لشركة أرامكو يتمتع بالقوة والمرونة والتميّز بفضل منهجها الصارم في تخصيص رأس المال وتطبيق الضوابط المالية الدقيقة، خاصة أن كلفة الإنتاج هي الأقل.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو ياسر الرميان من جهته، إن طرح أسهم أرامكو الأولي يعد خطوة مهمة في تحقيق رؤية 2030، «وإن طرح أرامكو في التداول دليل على قدرة وعمق أسواقنا المحلية».
وأضاف الرميان أن الشركة لم تحدد بعد نسبة مشاركة المستثمرين المحليين والأجانب في الأسهم التي سيتم طرحها في سوق المال السعودية «تداول»، مشيراً إلى أن نشرة إصدار أرامكو ستصدر في 9 نوفمبر الحالي.
ولفت الرميان إلى أن «تحديد نسبة وسعر الطرح سيتمّ بعد عملية بناء سجل الأوامر»، كما لفت إلى أن «قرار إدراج أسهم للشركة خارج التداول سيتم في الوقت المناسب».
وقد خفض ضعف أسعار النفط أرباح الشركة في النصف الأول من العام بنسبة 12 في المئة إلى 46.9 مليار دولار لكن الرقم فاق بكثير أرباح أبل أكثر شركات العالم المدرجة في البورصات ربحيّة إذ بلغت أرباحها 31.5 مليار دولار.
وفي الإطار نفسه، منيت الأسهم السعودية بأكبر خسارة لجلسة واحدة، امس الاحد، إذ باعت مؤسسات محلية الأسهم استعداداً لإدراج شركة أرامكو النفطية.
وقال صلاح شما مدير الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فرانكلين تمبلتون لأسواق الأسهم الناشئة إن بعض المستثمرين المحليين ربما يبيعون أسهماً أخرى بغية تحويل الاستثمارات إلى أرامكو من أجل مكسب بعيد المدى.
ونزل المؤشر السعودي اثنين بالمئة، ومصرف الراجحي 1.8 بالمئة والبنك الأهلي التجاري 2.5 بالمئة. وفقد المؤشر تسعة بالمئة منذ بداية مايو أيار. وخسر سهم البنك السعودي البريطاني 4.9 بالمئة بعد أن اعلن عن ثبات أرباح الربع الثالث من العام نتيجة مخصصات خسائر أعلى مرتبطة باندماجه مع البنك الأول.
وهوى سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك 1.5 بالمئة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في العام الماضي حققت أرامكو أرباحاً صافية قدرها 111 مليار دولار أي ما يزيد بمقدار الثلث على صافي الأرباح المجمعة لشركات النفط الخمس الكبرى: إكسون موبيل ورويال داتش شل وبي.بي وشيفرون وتوتال. هذا فضلاً عن أن أرامكو عمدت إلى التوسع في عمليات التكرير وصناعة البتروكيماويات بهدف زيادة إنتاجها من الكيماويات إلى ثلاثة أمثاله تقريباً ليصل إلى 34 مليون طن سنوياً بحلول 2030 وزيادة قدرتها التكريرية على مستوى العالم إلى ما بين ثمانية وعشرة ملايين برميل في اليوم من حوالي خمسة ملايين برميل يومياً. ولا شك في أن الاحتياطيات النفطية لدى أرامكو 260.2 مليار برميل من المكافئ النفطي، أي أنها أكبر من الاحتياطيّات المجمّعة لدى شركات إكسون موبيل وشيفرون ورويال داتش شل وبي.بي وتوتال. ويقدر العمر الاحتياطي لهذه الاحتياطيات بواقع 54 عاماً. وفيما أنتجت الشركة 10.3 مليون برميل من النفط الخام يومياً العام الماضي مستفيدة من أرخص تكلفة للإنتاج في العالم إذ تبلغ تكلفة إنتاج البرميل الواحد 2.80 دولار حسبما أوضحت وثائق الشركة، شُحن حوالي ثلاثة أرباع صادرات أرامكو من النفط الخام أي حوالي 5.2 ملايين برميل يوميا إلى زبائن في آسيا العام الماضي حيث تعتقد الشركة أن الطلب سينمو في القارة الآسيوية بوتيرة أسرع منها في أي مكان آخر بالعالم. ومن الدول التي تشتري النفط من أرامكو في آسيا الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.
وتجاوز حجم شحنات الشركة من النفط الخام إلى أميركا الشمالية مليون برميل يومياً وبلغت شحناتها إلى أوروبا 864 ألف برميل يومياً.
وليس بعيداً تنتج الشركة النفط الخام وتقوم بتكريره وتصديره من السعودية غير أن لها أنشطة تكريرية في مختلف أنحاء العالم. وتملك شركة موتيفا انتربرايزس، وحدة التكرير التابعة لأرامكو في الولايات المتحدة، مصفاة بورت آرثر بولاية تكساس والتي تبلغ طاقتها التكريرية 607 آلاف برميل يومياً وهي أكبر مصافي التكرير في الولايات المتحدة وقد أعلنت في 2017 خططاً لاستثمارات تبلغ 18 مليار دولار في عملياتها في الأميركيتين على مدار خمس سنوات. وتعمل أرامكو على توسعة قدرتها فب التكرير وفي أنشطة المصب لا سيما في الدول السريعة النمو مثل الصين والهند. وفي 2018 كانت أرامكو تملك قدرة تكريرية صافية تبلغ 3.1 مليون برميل يومياً.