إهمال الإعلام اللبناني
كلٌّ يغنّي على ليلاه، وتلفزيونات لبنان أيضاً. صادف منذ أيام خبر وفاة الشحرورة والشاعر سعيد عقل، وانشغلت القنوات التلفزيونية المحلية بنقل وقائع الدفن والتعزية على مدى أربعة أيام متواصلة، فتوقفت دورة البرامج التلفزيونية وأعلن الحداد واكتفت القنوات بقطع نقلها المباشر، لبثّ نشرات الأخبار، لتعود بعد ذلك إلى وقائع النقل المباشر كالعادة، لكن ما حصل مع خبر استشهاد الجنود اللبنانيين كان مختلفاً.
ليست المرّة الأولى التي نلاحظ فيها عدم مراعاة القنوات التلفزيونية المحلية أخبار التفجيرات والمجازر التي ترتكب في حقّ المواطنين والجيش اللبناني. ففي السابق، وعلى رغم التفجيرات الدموية التي ذهب ضحيتها العشرات، لم تعلن القنوات التلفزيونية الحداد ولو لمرة واحدة فحسب.
وهنا سؤال إلى بعض الإعلام اللبنانيّ: ألا يستحقّ شهداء الجيش اللبناني حداداً ولو لنصف يوم؟ ألا يستحق من يفدينا بدمائه التوقّف عن البرامج المنوّعة على الأقلّ بعد اسشتهاده، لنصف ساعة؟ ألم يحن الوقت بعد لتكريم الشهداء؟
كيف نطلب من بعض الإعلام تكريم مواطنين فقراء وعاديين، فلو كان من استشهد من السياسيين البارزين أو من الفنانين لاشتعلت القنوات بأخبار الحزن والسِّيَر الشخصية، أمّا أن يكون الشهيد من المواطنين الفقراء، أو عسكرياً، فبالتأكيد لن يحظ هذا الشهيد بأيّ اهتمام إعلاميّ!