«فوردو» النوويّة بدأت والغرب يعبّر عن القلق

بدأت طهران أمس، ضخ غاز UF6 في أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو النووي، تنفيذاً للخطوة الرابعة بخفض التزاماتها في الاتفاق النووي.

وتم نقل 2000 كيلوغرام من غاز سادس فلوريد اليورانيوم من محطة نطنز إلى محطة فوردو تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية، لبدء تشغيل أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو.

وأعلنت طهران أول أمس، أنها ستبدأ يوم أمس الأربعاء 6 تشرين الثاني، تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو بنسبة حتى 5 ، مشيرة إلى أنها «قادرة على القيام بذلك حتى مستوى 20 »، إلا أنها لفتت إلى أن «هذه الخطوة قابلة للعودة في حال عاد الطرف المقابل إلى تنفيذ تعهداته بموجب الاتفاق النووي».

وكثفت إيران العمل في منشأة فوردو النووية المقامة تحت الأرض في خطوة قالت فرنسا إنها تظهر للمرة الأولى أن طهران تخطط بوضوح للانسحاب من الاتفاق الموقع مع قوى عالمية لكبح أنشطتها النووية.

كما عبرت روسيا أيضاً عن قلقها من قرار إيران بدء ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في فوردو بما يحرر إيران أكثر من الالتزام ببنود الاتفاق.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أمس، «بدأت إيران ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في فوردو بحضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

ويحظر الاتفاق ضخ المواد النووية بمنشأة فوردو، التي سيتحول وضعها الآن بعد ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي من محطة أبحاث مصرّح بها إلى موقع نووي نشط.

لكن المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي قال للتلفزيون الرسمي في وقت لاحق إن «ضخ غاز اليورانيوم سيبدأ في منتصف الليل بالتوقيت المحلي 2030 بتوقيت جرينتش ».

وأضاف كمالوندي «تم قبل بضع ساعات من اليوم نقل خزان يزن 2800 كيلوجرام يحتوي على نحو 2000 كيلوجرام من غاز سداسي فلوريد اليورانيوم من مجمع نطنز… إلى منشأة فوردو… وذلك تحت إشراف المراقبين. عندما يعود مراقبو الوكالة الدولية… نكون قد بلغنا مستوى 4.5 بالمئة في مجال التخصيب».

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو مهندس الاتفاق النووي، على «تويتر» إن «منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم ستعود إلى كامل نشاطها قريباً»، ملقياً باللوم على «السياسات الأميركية».

وأضاف روحاني «خطوة إيران الرابعة في تقليص التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي المبرم في 2015 بضخ الغاز إلى 1044 جهاز طرد مركزي تبدأ اليوم. بفضل سياسة الولايات المتحدة وحلفائها، ستعود فوردو إلى كامل نشاطها قريباً».

فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن «إيران أظهرت بوضوح للمرة الأولى نيتها الانسحاب من الاتفاق النووي بإعلانها أنها ستبدأ ضخ غاز اليورانيوم في منشأة للتخصيب». ووصف ماكرون في مؤتمر صحافي في ختام زيارة للصين أحدث خطوة إيرانية بأنها «خطيرة».

وتابع قائلاً «أعتقد أنه للمرة الأولى، تقرر إيران بشكل واضح وفجّ الخروج من الاتفاق النووي في تحول جذري». وكان ماكرون يقود الجهود الأوروبية الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

وفي موسكو دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إيران أمس، إلى «الوفاء ببنود الاتفاق النووي»، وقال للصحافيين في موسكو إن «التطورات بشأن الاتفاق النووي مثيرة للقلق».

لكنه قال إن «موسكو تتفهم سبب تقليص طهران لالتزاماتها وألقى باللوم في الوضع على الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات على طهران».

وكانت إيران قد وافقت في عام 2015 على تحويل فوردو إلى «مركز للتكنولوجيا والعلوم النووية والفيزيائية» تستخدم فيه 1044 جهازاً للطرد المركزي في أغراض غير التخصيب مثل إنتاج النظائر المستقرة التي لها العديد من الاستخدامات السلمية.

وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق وقال إنه «معيب ويصب في مصلحة إيران». وأعادت واشنطن بعد ذلك فرض العقوبات على طهران وشددتها مما تسبب في خفض صادرات إيران من النفط الخام، وهي حيوية لاقتصادها، بنسبة تفوق 80 بالمئة.

ورداً على السياسة التي تنتهجها واشنطن بممارسة «أقصى الضغوط» على إيران، تقلص طهران شيئاً فشيئاً الالتزام ببنود الاتفاق بما شمل تخطي الحد المقرر فيه لمخزون اليورانيوم المخصب ومستوى التخصيب ذاته.

وقال التلفزيون الرسمي «اتخذت إيران رابع خطوة لتقليص التزاماتها النووية في الاتفاق رداً على زيادة الضغط الأميركي وعدم تحرّك أطراف الاتفاق الأوروبية لإنقاذه».

وقال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، إن «مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة موجودون في إيران». وأضاف المتحدث في بيان «نحن على دراية بالتقارير الإعلامية المتعلقة بفوردو. مفتشو الوكالة موجودون في إيران وسيرفعون تقريراً عن أي أنشطة ذات صلة لمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا».

وذكر رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي أول أمس، أن «طهران ستبدأ تخصيب اليورانيوم إلى نسبة خمسة في المئة في فوردو». ومن شأن ذلك الإجراء أن يضعف فرص إنقاذ الاتفاق الذي تطالب القوى الأوروبية وروسيا والاتحاد الأوروبي طهران باحترامه.

وحدد الاتفاق مستوى التخصيب المتاح لإيران عند نسبة 3.67 بالمئة وهو ما يناسب توليد الطاقة لأغراض مدنية ويقل كثيراً عن معدل 90 بالمئة المطلوب لصنع أسلحة نووية. وتنفي إيران السعي لتطوير قنبلة نووية في أي وقت من الأوقات.

وقالت إيران يوم الاثنين، إنها «سرّعت أنشطة تخصيب اليورانيوم بزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة من الطراز آي.آر-6 المتطور إلى المثلين»، وأضافت «يعمل علماؤنا الآن على تطوير نموذج يسمى آي.آر-9، يعمل أسرع من أجهزة الجيل الأول آي.آر-1 خمسين مرة».

ويهدف الاتفاق النووي، الذي رُفعت بموجبه العقوبات الدولية المفروضة على إيران، إلى إطالة الوقت الذي تحتاجه إيران لجمع مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة من شهرين أو ثلاثة إلى نحو عام.

وأمهلت إيران كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا شهرين آخرين لإنقاذ الاتفاق. وأفسحت إيران مجالاً للدبلوماسية إذ قالت إن «من الممكن إجراء محادثات إذا رفعت واشنطن كل العقوبات المفروضة عليها وعادت إلى الاتفاق النووي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى