دراسة بريطانيّة: لدى طهران أفضليّة عسكريّة في نزاع محتمَل مع واشنطن وحلفائها
خلص مركز دراسات إلى أن «كفة الميزان في أي نزاع محتمل بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين ترجح لصالح الجمهورية الإسلامية، لكونها تملك أفضلية عسكرية ملموسة».
وأوضح المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS الذي يتخذ من لندن مقراً له في دراسته الجديدة المفصلة التي استغرق العمل عليها 16 شهراً أن هذه الأفضلية الحاسمة تكمن في شبكة التنظيمات المسلحة التي تمكّنت إيران من إنشائها في المنطقة، وتستطيع التعويل عليها في حرب محتملة.
وذكرت الدراسة التي تتركز على استراتيجية إيران العسكرية في سورية والعراق ولبنان واليمن، أن الجمهورية الإسلامية جعلت من شبكة الحلفاء هذه سلاحاً مفضلاً لديها أهم من برنامجها الباليستي ومخططاتها النووية المزعومة وحتى قواتها المسلحة التقليدية.
وخلصت الدراسة إلى أن «كفة الميزان من حيث القدرات العسكرية التقليدية لا تزال ترجح لصالح الولايات المتحدة وحلفائها، غير أن التوازن من حيث القوة الفاعلة يصبّ في مصلحة إيران».
ولفتت الدراسة إلى أن إيران لم تتعرّض إلا لمواجهة دولية ضعيفة في تطبيق هذه الاستراتيجية، مؤكدة أن تلك التنظيمات المسلحة تشكل اليوم أهم أداة تعوّل عليها طهران بغية التصدي للخصوم الإقليميين والضغط الدولي، وهي تمنح الجمهورية الإسلامية أفضلية دون تكلفة ودون خطر الانخراط مباشرة في نزاعات مع الخصوم.
وحذّرت الدراسة من أن القوة العسكرية التقليدية لا تكفي لمواجهة القدرات السيادية التي اكتسبتها إيران خلال العقود الأربعة الماضية، مشيرة إلى أن معظم النزاعات في الشرق الأوسط لا يمكن وصفها عبر صيغة «دولة مقابل دولة»، بل إنها أكثر تعقيداً وتشمل لاعبين كثيرين يعكسون فسيفساء المصالح الإقليمية والدولية.
وأكدت الدراسة أن «وتيرة أنشطة إيران في النزاعات الإقليمية لا مثيل لها في العالم المعاصر، موضحة أن أنشطة طهران في سورية والعراق واليمن كلفت إجمالا الاقتصاد الإيراني نحو 16 مليار دولار، علاوة على 700 مليون دولار يتلقاها حزب الله اللبناني من الجمهورية الإسلامية سنوياً».
وحذرت الدراسة من إلصاق وسم «العملاء» المبسط على تلك الفصائل الإقليمية الموالية لطهران، مشيرة إلى أن الحكومة الإيرانية تموّلها من جانب واحد دون أن تنتظر منها أي عوائد اقتصادية.
وخلصت الدراسة إلى أن «إيران قادرة على مواجهة موجة المظاهرات المناهضة لها في المنطقة»، مضيفة أن مشاكلها تكمن في أن نفوذها يتوقف على الفصائل التي لا تريد الوصول إلى الحكم مباشرة مثل حزب الله في لبنان أو ليست مؤهلة لتولي المهام الإدارية مثل الحشد الشعبي في العراق».