وما كان ينسى
جهاد الحنفي
رسمتُكِ في شَفةِ الحلمِ شمسا
وفي خفقاتِ العصافير عرسا
وفي خاطرِ الوردِ أغنيةً
يرتِّلُها العطرُ جهراً وهمسا
تنكَّر حبري لكلِّ اللغاتِ
رآهنّ دونكِ صمَّاً وخرسا
تنفسَّكِ العشقَ حتى ارتقى
بعشقِك نحو الكواكبِ نفسا
وصرتِ له وطناً شامخاً بعد
أن كان يدفنُ في الوهمِ رأسا
وعلَّمتِه من علاكِ خطاباً
يلقِّنُه الدهرَ درساً ودرسا
إذا سألَ الدهرُ مَن أنتَ يستلُّ
من صمتِه الفذِّ سيفاً وترسا
أنا مَن دماه كما البحرُ… والموجُ
أشرعَةُ النارِ والجرحُ مَرسى
أنا من طَوَتْه المنافي وظلَّ
عنيداً عنيداً وما كان ينسى
إذا فَقَدَ المجدُ أضواءَ عينيه
أشرقتِ في ليلِ عينيه قدسا