هاني وزنه … المشاكس والهدّاف استدعي للمنتخب من فريق درجة ثانية!
ابراهيم وزنه
في صغره، تناقلته أيدي اللاعبين المنخرطين في فريق النسور الشياح والذي كان قد أسسه والده في العام 1935، طمعاً باشراكهم في التشكيلة الأساسية للفريق الأول الذي انطلق من الضاحية، وضمّ في صفوفه أبرز اللاعبين على مستوى لبنان.
وفي مطلع شبابه وجد نفسه مهاجماً مرعباً في الملاعب الترابية الموزّعة في انحاء البلدة، ومن ملعب الجوار تحديداً حيث جمع صلاح الخليل ومحمد رميتي نخبة اللاعبين تحت عباءة فريق الكفاح انطلق هاني وزنه مرعباً للحرّاس ومقلقاً للمدافعين.
وذات تمرينة مع الفريق ألحق بزميله أحمد عبد الكريم المعروف بـ «التكي» إصابة بليغة، ما دفع بخليل إلى ابعاده تدريجياً عن صفوف «الكفاح».
وهنا سارع للالتحاق بفريق الزهراء الشياح الذي كان يضمّ أبرز اللاعبين القاطنين في شارع عبد الكريم الخليل وغالبيتهم من آل كنج، وخلال مباراة جمعت بين فريقي الزهراء والمجد في مطلع العام 1967 على ملعب الأخير في حارة حريك حيث تقع اليوم ثانوية المصطفى برز بشكل لافت وسجّل أهدافاً من الطراز النادر، ليتمّ استدعائه إلى خوض التمارين مع المجد أملاً بضمّه إلى صفوف الفريق المنضم حديثاً إلى عائلة الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
ومنذ أول تمرينة له مع المجد ـ وعن طريق الصدفة ـ تابعه القيّمون على إدارة نادي شباب الساحل الذين كانوا قد أنهوا مهمتهم في الاشراف على تمارين فريقهم قبل تمرينة المجد، باعتبار أن الفريقين الساحل والمجد كانا يتمرّنان على نفس الملعب، فطلب منه «الساحليون» الانضمام إلى فريقهم، فلم يمانع من منطلق قرب مدرسته الثانوية الوطنية من الملعب ووجود بعض لاعبي الساحل في المدرسة عينها كما أن مدير الثانوية شريف سليم هو نفسه رئيس النادي، ومع الساحل الذي وقّع على كشوفاته في العام 1967 فرض نفسه على صفوف التشكيلة الاساسية، وخاض معه أجمل المواسم، إلى جانب أسماء لامعة كفيليب لارا وعلي قعيق وعادل سليم وصلاح حيدر واليوناني نيكولا وجاد عبد الفتاح ورياض مراد وأحمد شاهين ومصطفى الصوري وعادل درغام وعصام درغام وغيرهم، حتى تمّ اختياره ضمن صفوف منتخب لبنان بالرغم من أنه يلعب مع فريق من الدرجة الثانية.
وفي ضوء حرمان الساحل من الصعود إلى دوري الدرجة الممتازة صارت تنهال عليه العروض من المهيمنين على إدارة اللعبة وتحديداً من إدارة نادي الراسينغ وعرّابها جوزيف أبو مراد، ويومها رفع اداريو «القلعة البيضاء» شعارهم المرحلي «اعطونا هاني وزنه ورياض مراد وعادل سليم لتتم ترقيتكم إلى الدرجة الممتازة».
فيما واصل الساحليون احرازهم لبطولة الدرجة الأولى «فئة ب» من دون ترفيع مع اختلاق الأعذار الهادفة إلى ابقائه بعيداً عن مسرح الأضواء.
وفي العام 1972 التحق بالمعهد الوطني للتدريب الذي كان يشرف عليه الأستاذ نزار الزين ويدرّب فيه المصري فهمي رزق ويومها حلّ في المركز الثاني على دفعته، وفي العام 1973 انتقل إلى نادي الانصار في صفقة كان عرّابها الصحافي في جريدة المحرر رهيف علامة الدائر في فلك الانصار شغل لاحقاً منصب الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم من العام 1985 ولغاية 2002 ، وبعد عدّة مباريات له مع الانصار وتسجيله أهدافاً حاسمة وتقديمه لمحات فنية لافتة وخصوصاً بمواجهة فريق الهومنتمن على ملعب برج حمود حيث سجّل ثلاثة أهداف في أول مباراة له بالقميص الأخضر، اضطر للتوقف عن اللعب بسبب خلاف نشب بينه وبين المدرب عدنان الشرقي على جنبات اللقاء الودي الذي جمع بين ناديي الانصار والاستقلال على الملعب البلدي.
رغم العروض
آثر الاهتمام بمستقبله
في ضوء خلافه مع الشرقي، لجأ عدد من اللاعبين إلى مضايقته خلال التمارين ، ما جعله يأخذ قراره سريعاً، فانصرف للاهتمام بعمله في مجال التكييف والتبريد غير آسف على ترك الملاعب رافضاً العروض التي بدأت تنهال عليه في تلك الأيام، سافر إلى ليبيا والسعودية والأردن لتنفيذ بعض الأعمال.
وخلال تلك الفترة تغيّرت وجهة نادي التضامن البيروتي لتصبح في الغبيري بقيادة الاداري المحنّك، أمين سر نادي الوفاء الغبيري عفيف حمدان، والذي أخذ على عاتقه مهمة تسهيل أمره للالتحاق بصفوف التضامن الخارج من رحم الوفاء الغبيري، وبالفعل عاد إلى الملاعب ثانية بقميص التضامن في العام 1974 ، ليأنس إلى جانب تشكيلة من زملائه يتقدّمها: حسين شعيب، جاد عبد الفتاح، حسن عاشور، خالد غزيل، محمود قماطي، محمود عوالي، مصطفى حمدان، أحمد أبو الروم، أحمد السروجي، أحمد مصطفى خضر حمدان وعبدالله سعد.
وبعد موسم واحد له مع التضامن اندلعت الحرب الأهلية فاضطر للسفر في رحلة عمل طويلة إلى السعودية، وأثناء تواجده في السعودية شكل فريقاً للجالية اللبنانية إلى جانب الشقيقين الراحلين هاني ومحمد عبد الفتاح ومحمود صادق وجلال أسعد وعدنان قبيسي وجميعهم من «الساحليين».
وفي الرياض عرض عليه نادي الهلال اللعب ضمن صفوفه لكنه آثر الاهتمام بعمله لقناعته بأن كرة القدم «ما بطعمي خبز»، ولاحقاً تمنّى على أولاده عدم الانجرار خلف اللعبة الشعبية مانعاً ولده البكر ربيع من الانضمام إلى الفرق التي كانت تسعى للفوز بخدماته ليكسبه لاحقاً مهندساً واستاذاً جامعياً، ولطالما ردد شعاره في مقاربة الواقع الكروي المحلي «فوتبول وكرامة لا يلتقيان».
وبعد استقراره النهائي في لبنان، عمل مدرباً لشباب الساحل ثم ادارياً إلى جانب رفيق دربه حمد الأتات، وفي هذا السياق شارك في عدد من الدورات الادارية والتدريبية وحتى الصحية. وفي أواخر التسعينيات ودّع اهتماماته الكروية بشكل نهائي، ولم تعد اللعبة الشعبية المحلية تعني له شيئاً، لكنه بقي على تواصل مع المسؤولين في نادي شباب الساحل، يدعو لفريقهم بالمزيد من التألق والريادة في الملاعب الخضراء.
بطاقة تعريف:
ـ هاني موسى وزنه
ـ مواليد الغبيري 1949 ـ متأهل من نجاح موسى وله منها 5 أبناء هم:
ربيع، موسى، حنان، هناء وحسين.
ـ مركزه: قلب هجوم من طراز هدّاف.
ـ الفرق التي لعب معها: شباب الساحل، الأنصار والتضامن بيروت، بالاضافة إلى منتخب جبل لبنان ومنتخب لبنان.
ـ تاريخ الاعتزال: 1975
ـ حكمته في الحياة : لو دامت لغيرك لما وصلت اليك.