خطاب السيد في يوم الشهيد خارطة طريق
عمر عبد القادر غندور
خطاب سماحة السيد حسن نصر الله في يوم الشهيد كان كعادته مؤيداً ومسدّداً وموفقاً، وأشبه بخارطة طريق لمن يضلّ الطريق، وقدّم وصفاً صادقاً للوضع القائم لا لبس فيه ولا شبهة، داعياً الى الحوار بين الجميع والإسراع في تشكيل حكومة لبنانية سيادية لا تراعي أحداً ولا تجامل على حساب المصلحة الوطنية. ولم يكتف بذلك بل اقترح حلولاً منطقية عملية للخروج من الوضع المأزوم.
لم يتعرّض سماحته لمسار الاتصالات بين الأفرقاء وترك الباب مفتوحاً، وقدّم عناوين أكد فيها أحقية ما يرفعه الحراك الشعبي الخارق للطوائف والمناطق ووجد فيه مطالب جامعة في مقدّمها مواجهة الفساد ومحاكمة المفسدين واستعادة الأموال المنهوبة، داعياً القضاء الى ثورة يقودها مجلس القضاء الأعلى، ولديه قضاة نزيهون أكفاء، واستدعاء كلّ من له علاقة بالفساد وانّ الفاسد لا طائفة له ولا دين، على ان يبدأ القضاء بحزب الله اذا كان متورّطاً وسيكون الحزب إلى جانب القضاء بالدعم والمؤازرة.
وفي الموضوع الاقتصادي، أكد السيّد بالدليل والمنطق انّ الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الصعوبات التي يواجهها لبنان وهي التي تمنع الاستثمارات الأجنبية وإعاقة استخراج النفط والتضييق على تحويلات المغتربين اللبنانيين، ومنع التواصل بين لبنان وسورية وإقفال شرايين الحياة ونهر الخيرات في الأسواق العراقية والسورية واللبنانية عبر الترانزيت وغير ذلك مما يضرّ بالزراعة والصناعة! داعياً الى الانفتاح على الصين ودعوتها للاستثمار في لبنان وكذلك إيران لضمان الانتعاش وآلاف فرص العمل، مذكراً انّ الاضطرابات الاحتجاجية في العراق اندلعت بعد أن وافقت الحكومة العراقية على فتح معبر البوكمال مع سورية وبعد ان أبرم رئيس الوزراء العراقي اتفاقاً مع الصين بمئات المليارات وهو اقترف بذلك «الخطيئة الكبرى».
ودعا سماحة السيد الى تنشيط القطاعات الإنتاجية بدل سياسة الاستدانة الحمقاء منذ العام 1992 وتحويل البلد الى غابة لصوص.
هذه مقترحات واضحة قدّمها سماحة الأمين العام ومن عنده اعتراض أو تحفظ أو رفض لهذه المقترحات فليقدّم اقتراحات أفضل وأنجح وسندعو الى السير بها!
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي