معرض فنّي جماعيّ بعنوان «تجارب فنية 3»… مواهب سورية تتألّق بين الرسم والأعمال اليدويّة
لورا محمود
هناك الكثير من الفنانين المبدعين الذين وصلوا إلى العالمية بسبب موهبتهم الفريدة ولم يكونوا أكاديميين أو تتلمذوا على يد فنانين كبار، بل موهبتهم هي التي أوصلتهم ليكون لهم مكان واسم مهم في مجتمعاتهم. وهناك الكثير من المبدعين السوريين في اختصاصات عديدة لم يكونوا أكاديميين، لكنهم امتلكوا موهبة جعلت منهم أسماء لامعة في مجالاتهم فقد يمتلك اي انسان القدرة على الدراسة الأكاديمية، لكنه لا يمكن أن يبدع إذا لم يمتلك موهبة حقيقة، ونظراً لاهتمام المركز الثقافي في أبو رمانة بالتجارب الفنية المتنوعة أقام معرضاً جماعياً بعنوان «تجارب فنية 3» لأربعة عشر فناناً من فئات عمرية مختلفة. ضمّ المعرض لوحات تشكيلية زيتية ورسوماً بأقلام الحبر وأعمال يدويّة تنوّعت بين الحفر على الخشب والجلد والصابون وصناعة اكسسوارات جلدية والكولاج ويستمر المعرض لخمسة أيام.
التقت «البناء» مع مديرة المركز الثقافي رباب أحمد التي تحدثت عن المعرض قائلة: سبق أن كان هناك معرضان بعنوان «تجارب فنية 1» و«تجارب فنية 2» واليوم نقيم المعرض الثالث، لمجموعة من الفنانين الهواة الذين يمتلكون تجارب فنية متنوّعة جمعهم حبهم للفنّ بكل أنواعه وهم من فئات عمرية مختلفة من 16 سنة الى 80 سنة. وهم يشاركون بلوحات تشكيلية زيتية وكولاج وحرف يدوية. المعرض متنوّع يضمن كل صنوف الفنّ لمختلف الشرائح العمرية.
وأضافت: الهدف من إقامة مثل هذه المعارض أو ما أسميه التظاهرة الفنية هو تشجيع كل من يملك موهبة وليس بالأساس أكاديمي أن يظهر أعماله للناس ليطلّعوا على فنه سواء لوحاته التشكيلية أو أي عمل يدوي آخر من خلال مثل هذه المعارض الجماعية التي يقيمها المركز الثقافي في أبو رمانة بشكل سنوي.
أما عن سوية الأعمال فلفتت أحمد أن الأعمال الموجودة اليوم جيدة جداً. وتتمنى من كلّ محبّي الفن التشكيلي أن يأتوا ليشجّعوا ويشاهدوا الأعمال المعروضة لأن هؤلاء الفنانين المشاركين اليوم بالمعرض هم فعلاً بحاجة للدعم ليطوروا أدواتهم أكثر.
وعن الأسس التي يعتمد عليها المركز في اختيار الأعمال الفنية المختلفة الموجودة في المعرض اليوم قالت أحمد: أنا بالأساس خريجة فنون جميلة ولديّ اطلاع على مختلف الفنون وأهتمّ بأي موهبة فنية وأشجعها وأهتم أيضاً بالسوية الفنية، لذا نقيم مثل هذه المعارض. وفي حال قدّمت لنا أعمال بسوية مقبولة يتم رفضها لكن ننصح ونشجّع أصحابها على تطوير أنفسهم وأدواتهم الفنية لذا كل الأعمال الموجودة اليوم هي جيدة وجميلة وفيها قيمة فنية وقيمة وظيفية في آن واحد. نحرص على نوعية الأعمال، لكننا لا نضع شروطاً تعجيزية أمام هؤلاء الفنانين لأنهم هواة، فالأعمال النخبوية هي للفنانين المعروفين المجازين والأكاديميين.
وتابعت: ولأن هؤلاء الفنانين ليسوا من متخرجي كلية الفنون الجميلة أو المعاهد الفنية المعروفة. فهذه تعتبر خطوة مهمة لهم على طريق الاحتراف لينتجوا لاحقاً أعمال أهم وبسوية أعلى لذا يجب تشجيعهم باقامة معارض لهم ونحن أقمنا سابقاً معرضين بعنوان «تجارب فنية 1 و2» ضمّ تجارب فنية مختلفة لفنانين هواة ونأمل أن يكون هناك معرض بعنوان «تجارب فنية 4 و5» في السنوات المقبلة.
أما الفنانون المشاركون في المعرض فقد التقت «البناء» مع بعضهم وتحدثوا عن أعمالهم وتجربتهم الفنية:
ميسون كركوكلي مشاركة بمجموعة من الأعمال اليدوية من رسم على الزجاج والأكسسوارات الجلدية والفسيفساء، قالت: المركز يشجّع دائماً المواهب الفنية ليطّلع الجميع على أعمالنا، وأنا سعيدة بهذا المعرض لأننا نتعلم من تجارب بعضنا لكونه معرضاً جماعياً.
رندة أسامي مشاركة بلوحات زيتية عدة عبّرت فيها على مكنوناتها الداخلية. فالرسم بالنسبة لها يأخذها إلى عالم آخر. والمعارض مهمة للفنان لأنها تشجعه على أن يطوّر أدواته.
أما أحمد راتب سلطاني وهو مدرس سابق يبلغ الثمانين من العمر تقريباً مشارك في لوحات فنية من الكولاج استخدم فيها قصاصات الخشب التي تخرج من أقلام الرصاص عند بريها، وهي تقنية أراد منها الفنان سلطاني أن يقول بقلم الرصاص نصنع كلمة ولغة ولوحة أيضاً.
وأضاف سلطاني: أجمل ما في هذا المعرض أنه ضمّ فنانين كباراً في السنّ مثلي لنبقى على تواصل مع الآخر ولنشعر أننا ما زلنا قادرين على العطاء.
وبدورها تحدثت غفران عبد الكريم وهي فتاة شابة عمرها 16 سنة قدّمت بورتريه لشخصيات هم في الحقيقة هي وما تشعر به وما يحدث في داخلها من تناقضات واستخدمت قلم الحبر في لوحاتها.
أيهم خير بك قال: هذه مشاركتي الثانية في المركز الثقافي وأنا أرسم وأهتم بالحرق على الخشب وأُدخل للوحة الألوان الزيتية. وتحدث خير بك عن صعوبة تسويق الأعمال الفنية التي يقوم بها وانشغال الناس بأمور حياتية أخرى لكن هذه المعارض تشجّع البعض على المجيء ورؤية الأعمال الفنّية التي نقدّمها.