أيها المراسلون: أوقفوا التحريض
تبها الياس عشي
صار واضحاً أنّ أقصر الطرق لغسل الأدمغة هو التلفزيون، حيث يتحلق حوله الكبار والصغار، فيبتلعون حبوبه المنوّمة، ويسيرون في اتجاه واحد، وإنْ اختلفوا فعلى التفاصيل الصغيرة، أو على أسلوب المحطة، أو على شكل المذيعين والمراسلين.
هذا «التجنيد الإجباري» الذي تفرضه اليومَ المحطاتُ الفضائية على المواطن اللبناني في أسوأ أزمة يمرّ بها لبنان، حوّل بيوتاتنا إلى ثكنات «فكرية»، وألغى ذاكرتنا الوطنية والقومية، وصادر ذكرياتنا الحميمةَ الدافئة التي ما زالت شوارع الستينيات تنضح بعرقها وصراخها وأعلامها وانتصاراتها.