الجيش: توقيف محتجّين بعد تعرّضهم للعسكريين وسقوط جرحى
فيما عادت الحياة الطبيعية إلى معظم المناطق، استمر بعض الناشطين بإقفال الطرقات التي تمكّن الجيش والقوى الأمنية بفتح بعضها بالرغم من تعرّض هذه القوى لاعتداءات من المحتجين أسفرت عن جرح عدد من العسكريين ما دفع إلى توقيف المعتدين وقد أُفرج عن بعضهم لاحقاً.
وأوضحت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان أمس، أنه »أثناء قيام قوى الجيش بتنفيذ مهامها في فتح الطرقات في العديد من المناطق اللبنانية، عمد بعض المحتجين إلى التعرض للعسكريين بتوجيه عبارات استفزازية ومحاولة الإعتداء عليهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض وجروح مختلفة، الأمر الذي دفع إلى توقيف المعتدين الذين بلغ عددهم 20 شخصاً وأحيلوا على التحقيق. تم إخلاء سبيل 9 منهم، وأُبقي على 7 أشخاص رهن التحقيق بناءً لإشارة القضاء المختص، وأحيل 4 منهم بينهم سوري على الشرطة العسكرية بعدما ثبت تورطهم بمخالفات أخرى«.
وتجمّع العشرات من المتظاهرين أمام مبنى قصر العدل في بيروت للمطالبة بإطلاق عدد من الموقوفين.
والتقى المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري في مكتبه في قصر عدل بيروت وفداً من عشرة محامين من الحراك، تقدم بطلب لمعرفة مصير الموقوفين ولاسيما علي بصل وسامر مازح اللذين جرى توقيفهما أول من أمس في منطقة الرينغ.
وقد أبلغ القاضي الخوري الوفد، بعد اتصالات أجراها بالجهات المعنية، أن الموقوفين مازح وبصل موجودان في ثكنة فخر الدين وسيصار إلى تخلية سبيلهما.
كذلك تجمّع عدد من الأهالي وبعض الشبّان امام ثكنة صربا في جونيه احتجاجاً على توقيف الجيش عدد من المعتصمين على اوتوستراد الذوق أول من أمس. وبعد الظهر، أطلق الموقوفون في ثكنة صربا، الذين كانوا أوقفوا صباحاً في ذوق مكايل.
وأكد أحد الشباب المفرج عنهم انهم لم يتعرضوا لأي معاملة سيئة، وأن الجيش تعامل معهم بطريقة لائقة جداً.
وكان حصل تدافع وإشكالات ليل أول من أمس، بين الجيش والمتظاهرين في محاولة لمنع قطع اوتوستراد جل الديب، حيث عمد المتظاهرون إلى قطع الطريق من خلال إشعال الإطارات والجلوس وسط الطريق. وجرت عملية كرّ وفرّ بين الجيش والمتظاهرين طوال فترة الليل. وتجدّد التدافع والتضارب بين الجيش اللبناني والمحتجين في جل الديب والزلقا بعد ما حاولوا مراراً الخروج من الشوارع الداخلية في المنطقة إلى الأوتوستراد .
كما قُطع الطريق في ذوق مكايل عند جسر المشاة بالاطارات المشتعلة وسط انتشار الجيش، وصباحاً أعيد فتح الطريق على أوتوستراد جل الديب وفي ذوق مكايل احتجاجاً على التوافق على تسمية النائب السابق محمد الصفدي رئيساً للحكومة الجديدة، وتوجه عدد من الشبان على متن دراجاتهم النارية إلى أمام منزل الصفدي ومؤسسته في طرابلس مرددين هتافات عدة منها »يلاّ إرحل صفدي«. فيما انتشر الجيش بكثافة أمام منزل ومحيط مركز الصفدي.
وقُطعت الطرقات على أوتوستراد خلدة باتجاه الأوزاعي، وفي الشويفات قرب بنك بيبلوس، وفي زحلة في البقاع الغربي، قُطعت طرقات جديتا، قب الياس، تعلبايا، سعدنايل، جب جنين، مستديرة زحلة، غزة والمصنع، بينما الطرقات التي قُطعت ضمن طرابلس وحلبا، فهي: ساحة النور، البداوي، جسر البالما، طريق عام حلبا العبدة عند مفرق دنون، وفي زغرتا قُطعت طرقات: المنية، مستديرة أرزة، العيرونيه، مفرق مرياطة ودوّار العقبة.
وشهدت طرابلس حركة سير خجولة، وفتحت المحال التجارية أبوابها، في حين استمر إقفال معظم المدارس والجامعات والمعاهد والمهنيات، باستثناء طلاب الشهادات الرسمية الذين يتحملون المشقات للوصول إلى صفوفهم، بسبب قطع الطرقات.
وأعيد فتح طريق عام حلبا- العبدة في محلتي الحصنية ووادي الجاموس بعد أن أزيلت الاتربة والعوائق عنها. كما فُتح الأوتوستراد الدولي المنية- العبدة العريضة والعبودية.
وفي الضنية، أغلق محتجون طريق الضنية الجديدة التي تربطها بالمنية عند مفرق بلدة عدوة، واضعين الحجارة في وسطها، فاضطر العابرون إلى سلوك طرقات فرعية. كما أغلق محتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بطرابلس في بلدة مرياطة، وعند مفرق بلدة علما، وفي محلة العيرونية وأمام مقر مصلحة تسجيل السيارات والآليات النافعة .
ونفذ شبان اعتصاماً أمام سرايا حلبا، وطالبوا الموظفين بالتوقف عن العمل، وتم إقفال المركز. كما اعتصم المحتجون أمام مبنى »أوجيرو«، ووزارة العمل في حلبا، وتم إقفالهما، كما إعتصموا أمام مركز المالية والعقارية ومؤسستي المياه والكهرباء في حلبا وأقفلوها جميعاً«.
وفي الجنو فتح الجيش مسربين من تقاطع إيليا في مدينة صيدا لتسيير حركة السير أمام المواطنين بعد إقفال جهاته الأربعة بشكل كامل، وفيما شهدت المؤسسات الرسمية في المدينة يوم عمل عادياً وفتح بعض المدارس الخاصة أبوابها، بقيت المدارس الرسمية مقفلة، وسط تعطيل السوق التجاري لحركته ككل يوم جمعة.
وفتحت المعاهد والمدارس الرسمية والخاصة أبوابها بمعظمها اليوم في منطقة مرجعيون، بالإضافة إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية، وكانت الحركة شبه طبيعية بإستثناء إقفال المصارف وعدم تمكن محطات المحروقات من تلبية حاجات المواطنين من مادة البنزين الا بكميات محدودة.
وشهدت كلّ طرق قضاء النبطية حركة سير طبيعية. كما عاد الطلاب إلى الجامعات والمدارس، كما استعادت الدوائر الحكومية والمؤسسات التجارية نشاطها بإستثناء المصارف التي بقيت مقفلة.
وفي الشوف، قُطعت طريق دميت عند مفرق سرجبال. وفتح الجيش صباحاً الطريق الرئيسي للشوف باتجاه الساحل في منطقة سرجبال في حين حاولت اعتراضه مجموعة من المحتجّين الذين عمدوا إلى قطع الطريق. وحصلت أثناء ذلك بعض الإشكالات أوقف بعدها الجيش أحد الأشخاص وبقيت مجموعة من الجيش في المكان لضمان عدم قطع الطريق مجدداً.
وبقيت الطريق الدولية في عاليه مقفلة عند مفرق بلدة شويت – عاليه بالاتجاهين، في حين فُتحت الطريق من صوفر إلى عاليه، وتحوّل السير باتجاه بلدتي القماطية – بسوس، ما أدّى الى زحمة سير خانقة على الطريق الداخلية. وفتحت المدارس والمعاهد أبوابها في المتن الأعلى.
وأُعيد فتح الطرقات الرئيسية من راشيا باتجاه المصنع ومن جب جنين باتجاه غزة والمرج ومن مشغرة باتجاه صغبين عميق وقب الياس، ورغم وجود بعض العوائق، إلاّ أن مسارب وتحويلات تُركت للمّارة من دون تعطيل كلي لحركة السير التي بدت خجولة. وتعطلت الدروس في غالبية المدارس الرسمية والخاصة والجامعات كذلك المصارف أقفلت أبوابها امام الزبائن، وفي سياق متصل نفذت مجموعة من شباب الحراك وقفة احتجاجية امام مكاتب السجل العقاري ووزارة الزراعة في راشيا في محاولة لوقف سير العمل.
من جهة ثانية، اشتكى المواطنون من فقدان بعض السلع الأساسية والحاجيات في حين سُجّل ارتفاع ملحوظ للأسعار في غالبية المواد والحاجيات.