ترامب يناقش الخطط الاقتصادية مع رئيس البنك المركزي ويفكر جدّياً بالإدلاء بشهادته في تحقيق عزله
قال مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأميركي في بيان إن «الرئيس دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول اجتمعا في البيت الأبيض صباح أمس، لمناقشة النمو الاقتصادي والتوظيف والتضخم».
وقال الرئيس دونالد ترامب إنه «اجتمع مع جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأميركي أمس، وناقشا موضوعات شتى بما في ذلك أسعار الفائدة السلبية وتيسير السياسة النقدية وقوة الدولار والتجارة مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي».
وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر» «انتهى للتوّ اجتماع جيد جداً وودّي في البيت الأبيض مع جاي باول رئيس مجلس الاحتياطي. جرت مناقشة كل شيء بما في ذلك أسعار الفائدة، والفائدة السلبية، والتضخّم المنخفض، وتيسير السياسة النقدية وقوة الدولار وتأثيرها على قطاع التصنيع، والتجارة مع الصين والاتحاد الأوروبي وآخرين، الخ..».
وقال مجلس الاحتياطي إن باول «لم يناقش توقعاته للسياسة النقدية»، لكنه قال إن «قرارات مجلس الاحتياطي ستعتمد على المعلومات الواردة بشأن الاقتصاد، وإن البنك المركزي سيتحرّك استناداً فقط إلى تحليل متأنٍّ وموضوعيّ وغير سياسي».
في سياق منفصل، قال ترامب أمس، إنه يفكر «بشكل جدي» في الاستجابة لتحدي الديمقراطيين من خلال الإدلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق في عزله.
وبعد أن صعّدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التحدّي باقتراح أن يتقدّم ترامب ويقول «الحقيقة»، كتب ترامب على تويتر، أن بيلوسي اقترحت «أن أدلي بشهادتي في مطاردة العزل الزائفة. وقالت إن بإمكاني أن أفعل ذلك كتابة».
وأضاف «رغم أنني لم أرتكب أي خطأ، ولا أحب أن أضفي مصداقية على هذه العملية المخادعة، فإنني أحب هذه الفكرة وسأفكر فيها بشكل جدي لكي يعود الكونغرس إلى مساره مجدداً».
ومن المرجّح أن يقاوم فريق الدفاع عن ترامب فكرة مثوله أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب التي تحقق في مزاعم بأن ترامب مارس ضغوطاً على أوكرانيا للتحقيق بشأن منافسه الجمهوري جو بايدن لمساعدته على الفوز في انتخابات الرئاسة 2020.
وكان قد قال الرئيس الأميركي، في وقت سابق من يوم أمس، إن «الجمهوريين في أوج اتحادهم، وإن رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي لن تفعل شيئاً»، واصفاً إجراءات عزله بـ»الزائفة».
جاء ذلك في سلسلة تدوينات على «تويتر»، هاجم فيها رئيسة الديمقراطيين، ومساعيها لعزله.
وكتب ترامب: «لم يكن الحزب الجمهوري متحداً إلى هذا المستوى، من قبل»، مضيفاً: «ما يحدث الآن يمثل عملية تزوير كبيرة، تقودها وسائل الإعلام المزيفة وحزبها، ضدّ الشعب الأميركي».
وقال ترامب إن «القانون يتمّ تزويره بواسطة بيلوسي، لكننا الرابحون وسوف نربح في المستقبل».
وهاجم ترامب بيلوسي واصفاً إياها بأنها «صاحبة فكر يساري متحجّر، وأنها لن تفعل شيئاً، فيما تقوم به من إجراءات زائفة لعزله».
وشبه ترامب محاولات عزله، التي تقودها نانسي بيلوسي داخل الكونغرس، بقصة «مطاردة الساحرات»، التي كانت تنطوي على مطاردات هيستيرية، لبعض الأشخاص بدعوى استجوابهم، في أوروبا في فترة بين القرن الخامس عشر والثامن عشر الميلادي، والتي تحوّلت إلى مصطلح سياسي يطلق على الاستجوابات العلنية، التي تمارس ضد قادة سياسيين لإضعافهم».
وتابع: «بيلوسي طالبت، أول أمس، أن أقوم بالشهادة أمام الكونغرس، أو أن أكتب ذلك، ضمن خطتها لمحاولة تزييف الحقائق»، مضيفاً: «رغم أني لم أفعل شيئاً، إلا أني لا أحب أن أقدم تبريراً لمواجهة تلك الخدعة، التي يقومون بها».
وتابع: «أحب الفكرة، وسوف أضعها في حسباني من أجل جعل الكونغرس يُعيد تركيزه عليها ثانية».
ويتركز التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون في مجلس النواب على الاتصال الذي أجراه ترامب في 25 تموز لتحديد ما إذا كان ترامب قد أساء استخدام السياسة الخارجية الأميركية لتقويض جو بايدن النائب السابق للرئيس وأحد منافسيه المحتملين في انتخابات 2020.
وكانت وليامز متابعة للاتصال الهاتفي، وقالت في شهادتها إن إصرار ترامب على أن تجري أوكرانيا تحقيقات ذات حساسية سياسية «أدهشني بوصفه أمراً غير معتاد وغير ملائم».
وقالت إن الحديث بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كان «ذا طبيعة سياسية» أكثر من الاتصالات الهاتفية مع الزعماء الأجانب الآخرين، وتضمّن ما اعتبرته إشارات محددة «للبرنامج السياسي الشخصي» لترامب.
ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفات وانتقد بعضاً من المسؤولين الأميركيين الآخرين الحاليين والسابقين الذين أدلوا بشهاداتهم أمام لجان مجلس النواب في التحقيق، ووصف التحقيق بأنه محاولة لتشويه سمعته بهدف تقويض فرص إعادة انتخابه.
وقال ترامب، إن اتصاله بزيلينسكي كان «مثالياً» في حين انتقد نواب جمهوريون عملية المساءلة بوصفها غير عادلة.
ونشر البيت الأبيض نسخة غير منقحة للاتصال الذي جرى في 25 تموز بالإضافة إلى اتصال آخر في نيسان هنّأ فيه ترامب زيلينسكي على انتخابه.
وهاجم ترامب، في وقت سابق، شاهدة أخرى وهي سفيرة الولايات المتحدة السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، أثناء إدلائها بشهادتها خلال جلسة علنية في تحقيق مساءلة ترامب، وقال، يوم الجمعة الماضي، أثناء إدلاء يوفانوفيتش بشهادتها «أينما تحلّ ماري يوفانوفتيش يحلّ الخراب».