برّي: كان التخطيط في الغرف السوداء إراقة الدماء وواجبنا الوطني لن يسمح بخراب البلد
أكد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، أن الخاسر الأكبر أول من أمس، «كانت الفتنة ومن كان يؤجّجها والرابح الأكبر كان لبنان وسلمه الأهلي، لأن الرهان كان على تعميم الفراغ الذي حذّرنا منه تكراراً ومراراً».
وقال برّي خلال «لقاء الأربعاء» النيابي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة «بغض النظر عن الذي حصل إلاّ أنه بالنسبة لنا كان أهم ما فيه أنه لم تسقط نقطة دم واحدة، لأن المطلوب كان في الغرف السوداء التخطيط لإراقة الدماء وهو ما لا نقبله. فالأولوية بالنسبة إلينا كانت وستبقى لبنان وسلمه الأهليّ».
وشدد على «تفعيل عمل المطبخ التشريعي من خلال لجانه النيابية، خصوصاً لجنة المال والموازنة من أجل مناقشة وإقرار موازنة 2020».
وختم «إننا أمام واجبنا الوطني الذي لن يسمح بخراب البلد، ومجلس النوّاب هو بمثابة الأم التي تحافظ على أبنائها جميعاً».
وعرض برّي الأوضاع العامة وشؤوناً مجلسية وآخر المستجدّات السياسية ومحتوى رسالة الكونغرس الأميركي للأمم المتحدة خلال استقباله نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الذي قال بعد اللقاء «لا شك في أنه بلقاء دولة الرئيس، تم تقويم الذي جرى بالأمس تماماً كالأب الذي يحنو على أولاده، والتعاطي مع أهلنا وشبابنا، بالرغم من هذا العمل الذي تمّ والذي استند إلى حسن النية في التعاطي مع موعد انعقاد الجلسة، نرى أنه وقع ومرّ والتفكير هو في الغد الذي يحمل في طياته بصورة جدية، خصوصاً في ما يتعلق بمشاريع واقتراحات القوانين المعيشية وذات الصلة بمطالب الحراك، وهناك تمسك بتنفيذ مطالب الحراك التي هي مطالب الشعب اللبناني برمته سواء شارك في الحراك أو لم يشارك. وهي أيضاً رغبة الزملاء النوّاب سواء شاركوا أو لم يشاركوا».
وذكّر بأنه «عندما كان المطلوب التشريع في ظل حكومة مستقيلة في موضوع يتعلق بالعقوبات التي كانت ستفرضها الولايات المتحدة الأميركية أو المجتمع الدولي، جرى اجتماع للمجلس والتشريع بالتسليم من رجال الحكومة المستقيلة»، لافتاً إلى «أن الأمور تعالج بالهدوء والحوار ومن رجال الدستور والقانون في البلاد».
وأشار إلى أن 35 نائباً من مجلس النواب الأميركي وقعوا مذكرة «تطالب الأمم المتحدة التدخل لتنفيذ القرار 1701 حماية لأمن إسرائيل من مخاطر محتملة من حزب الله، لذلك يجب ألاّ ننسى أن هذا الوطن هو في قلب الصراع العربي الإسرائيلي. وأن الاستهدافات هي من كل حدب وصوب، ورسائل كهذه أعتقد أنها لن تقف إلا حجر عثرة وعقبة أمام تشكيل الحكومات وتسهيل مهمة الشعب اللبناني في تشكيل حكومة تؤمّن الاستقرار السياسي وبالتالي الاقتصادي والاجتماعي».
وأكد أن «كل المخاوف والشـــكوك التي ترعى العلاقات بين مختلف المكوّنـــات السياسية في البلاد قائمـــة على فلسفة وحيـــدة هي مدى تأثر لبنان بالواقـــع المحيط به، إذا أتت الولايات المتحدة بمثـــل رسائل كهذه هي لا تزيـــد إلاّ الشكوك بين القوى السياسية بين بعضها البعض ما يقف حائلاً دون تسهيل مهـــمة تشـــكيل الحكومة، هذه الأمور جميعاً كانـــت محـــور نقـــاش مع الرئيس بري نأمل أن تســـلك الأمور كافة المسلك الطبيعي والهادئ من أجـــل استقرار المجتمع اللبناني».
ورداً على سؤال حول التمسك بعودة الرئيس سعد الحريري أجاب الفرزلي «مسألة التمسك بالرئيس الحريري أو بإرادته هي تتعلق باحترام المكوّنات السياسية لبعضها البعض. وهذا أمر لازم ومدخل لتأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهذا ما نفتش عنه والمتابعة مستمرّة لإيجاد المخارج».
وأشار إلى أن «أي اسم بديل هو اسم بإرادة الرئيس الحريري، وأنا لست مطلعاً».
وعن التفاؤل الذي يُنقل عن الرئيس برّي حول موعد تشكيل حكومة، قال الفرزلي «علينا أن نخرج من مسألة المواقيت، الأمور معقّدة، وهناك رسائل وتصريحات دولية تتداخل وتنعكس على بعضها البعض وتُعطى بالسر باستقلال عن المطالب البريئة للحراك البريء، لكن هناك نية جدية لدفع الأمور باتجاه الحل».
وعن دعوة «التيار الوطني الحرّ» إلى تحديد جلسة نيابية لانتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان، قال «هذه الدعوة مشكورة وتُبيّن حرص هذه الفئة الســـياسية على تكـــوين السلطة بشكل طبيعي في المجلـــس النيابي، لكن هذا يأتي وقته في الوقت المناسب، أما من الآن وإلى حينه، فاللجان ستعمل بصورة طبيعية مع التذكير بأنه عام 1989 تم التمديد للجان وبعد 15 يوماً جرت انتخابات، كل ذلك يجب ألاّ يتعارض مع استعداد اللجان للعمل خصوصاً الإصرار والتمسك بمطالب المحتجين حتى لو نسوها هم».
وكان بري التقى النائب جان عبيد وعرض معه للتطورات السياسية والأوضاع العامة.