الخطيب: لا مخرج للبنان سوى إسقاط منظومة التحاصص والفساد
رأى أمين عام «جبهة البناء اللبناني» الدكتور المهندس زهير الخطي، أنه «لا يمكن لجهة أو قوة أن تفرض أجنداتها على الناس الذين يشكلون قناعاتهم بحسب أولوياتهم الاجتماعية والاقتصادية وإنْ لم يظهروها دائماً بفعل إرهاب أمني أو ابتزاز طائفي»، معتبراً أنّ «القيادة الفذّة حزبية كانت أو سلطوية، هي التي تستشعر مزاجية الشعب وطموحاته وتقودها بدل أن تتعثر بها قبل أن يترجمها في الشارع ثورة وعصياناً».
وتساءل كيف يمكن تعديل التوازنات إذا كانت القوى السياسية المتوجّسة تثق فعلاً بتمثيلها الشعبي ناهيك عن وجود كتلها النيابية بأحجامها وقدرتها على محاسبة مجلس الوزراء وممارسة الضغوط في حال خروج وزير أو سياسة عن أولويات حكومة الإنقاذ المفترضة؟ .
واعتبر أنّ الارتباك الذي يسود أحزاب سلطة الحكم والتناقض في مواقفها ناشئ عن تهرّب الطبقة الحاكمة من الاعتراف بمسؤوليتها عن حالة الفساد والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتردّدها بالتنازل لخيارات مختلفة تمنع الانهيار الذي يسير بالجمهورية اللبنانية نحو دولة فاشلة تفقد اعتراف المجتمع الدولي بنظامها وسيادتها .
وحذّر الخطيب من الأبواق المندسّة وأقلام خلايا الموساد النائمة التي تبث المخاوف من شماعة داعش وعودة الإرهاب وكأنها تمهّد بفبركاتها للجوء جهات هاربة من المحاسبة بافتعال تفجيرات أمنية تحرف الانتباه عن المطالب الشعبية، بعد أن فشلت قبل ذلك بتوظيف إما ممارسات ميليشياوية أو توريط بعض الأجهزة الأمنية في قمع الناس من ضمن أجندة مخفية لإطاحة لبنان جيشاً وشعباً ومقاومة .
وذكّر بأنّ صحوة الشعب اللبناني رفعت من ثقافته السياسية وكشفت له أهداف مروّجي الفتن ناهيك عن أنّ لبنان اليوم تحت مجهر الأمم المتحدة والدول الكبرى بمصالحها وإمكان تدخلاتها القاسية بحقه، دولةً وأفراداً وجماعات وبالتالي ليس للبنان من مخرج أو معين في محنته التاريخية سوى في اتحاد شعبه لتغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي عبر إسقاط منظومة التحاصص والفساد والعمل اليوم قبل الغد لبناء دولة المواطنة والكفاءة والعدل .